توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لون القط؟!

  مصر اليوم -

ما لون القط

بقلم - حمدي رزق

فى مقالته شديدة الأهمية عن التغيير الحادث فى الفكر الاقتصادى العالمى، تحت عنوان لافت «سياسة لا تُسمى... وعالم شديد التغيّر»، فى صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية- يلفتنا الدكتور «محمود محيى الدين»، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030، إلى ما يمكن أن نسميه، «نهاية عصر النظريات الاقتصادية» التى حكمت التوجهات الاقتصادية العالمية وشكلت تيارات فكرية تبعتها مدارس اقتصادية حول العالم، نال بعضها نجاحا مستحقا وفق تطبيق رشيد، والتجارب ماثلة حول العالم.

ينتهى الدكتور محمود فى مقالته المهمة إلى أن دراسة مشتركة اعتمدت على مسح تطبيقى، تشير إلى تراجع أهمية المذاهب الاقتصادية، كالرأسمالية والاشتراكية، وما بينهما من مدارس اقتصادية، فى تشكيل أولويات السياسات العامة وطرق تحقيقها.

يقول نصا: «نحن عالم يطبّق براجماتية القط الأسود والقط الأبيض؛ ووفقاً لمقولة الزعيم الصينى (دينغ جياو بينغ) بأنه (لا يهم لون القط ما دام يُصيد الفئران)!!.

فى الحالة المصرية، ومنذ انفتاح الرئيس السادات ونحن نبحث لون القط، ولا نحفل كونه يصيد الفئران، شغلنا لون القط، إن القطط تشابهت علينا، لأن وجوه القطط تتشابه، والفئران تتكاثر تنهب الأرض من تحت أقدامنا ونحن عنها غافلون.

فريق يراها سوداء، وفريق يراها بيضاء، وبين الأسود والأبيض تراوح بلادنا مكانها اقتصاديا لا تغادره، وكأنه مكتوب علينا العيش فى زمن الأبيض والأسود، والعالم ذهب بعيدًا إلى ألوان قوس قزح!.

نعم، لا يهم لون القط طالما يصيد الفئران.

مهم الاقتصاد الوطنى يصيد الفرص السانحة، ويركز فى انتهاز الفرصة، البراجماتية لفظ بغيض أخلاقيا، ولكن اقتصاديا مهضوم، الاقتصاد البراجماتى اقتصاد واقعى، يعرف من أين تؤكل الكتف؟!.

مهم تحديد الهدف النهائى بوضوح، هدف محدد، مثلا 100 مليار دولار تصديرًا، هدف محدد وواضح، مهم السياسات التمويلية التحفيزية وصولا لتحقيق الهدف، لا نتحدث عن الصعود إلى القمر، فحسب 100 مليار دولار تصديرًا، حققنا منها ما يزيد على 44 مليارا، وهل من مزيد؟!.

البراجماتية تقتضى الرعاية الحكومية لكل مصدر، وتلبية حاجات المصدرين، تتصدر الأجندة الوطنية، أولوية أولى، ورعاية المنتج التصديرى واجب مستوجب.

الولايات المتحدة تطبق البراجماتية كما جاءت فى الكتاب، (كما يقول دكتور محمود)، مثلا فى مجال أشباه الموصلات بعد اعتماد صناعتها على استيراد (90 فى المائة) من احتياجاتها من «تايوان»، وجهت لهذه الصناعة دعماً يبلغ (39 مليار دولار) من جملة دعم مالى وفّره قانون أقرّه الكونجرس الأمريكى بتحفيز مالى بمقدار (280 مليار دولار) لهذه الصناعات ومثيلاتها التى تعتمد على البحث والتطوير ومشاركة الاستثمارات الخاصة، والتى ستكون محظورا عليها المشاركة فى تطوير هذه الصناعات فى «الصين» لمدة 10 سنوات.

لن أعدد الفرص التصديرية المتاحة عالميا (أقله فى دول الجوار الإفريقى والعربى والشرق أوسطى ناهيك عن أوروبا وأمريكا) لكن ماذا نصدّر تحديدا، سمعت من الدكتور «حازم الببلاوى» رئيس الوزراء الأسبق قولا سديدا، فيما معناه «مستوجب التركيز على قطاع أو قطاعين، ثلاثة بالكثير، موجهة للتصدير»، ونغدق عليها حوافز تصديرية، ونمكن مصدريها من إنجاز فروضهم التصديرية على وقتها، ساعتها نضع قدما وراء قدم صعودا إلى سطح القمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لون القط ما لون القط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon