توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة من ابن فواعلى..

  مصر اليوم -

رسالة من ابن فواعلى

بقلم : حمدي رزق

 ما تعودت إنكاراً ولا استكباراً ولا تجملاً، ولا أخفى عليكم سراً، لو كان والدى حياً (الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه) لكنت أول من اشترى شهادة «أمان» باسمه، والسبب أن والدى كان من عمال اليومية، بالمعنى الشعبى «فواعلى»، يخرج صباحاً مع أذان الفجر ويعود مع أذان المغرب، يغدو خماصاً كالطير ويعود (أحياناً) يحمل جنيهات يقمن صلبه ويسترنا.

يوم بيوم عشنا أياماً صعيبة، وكنت واجفاً مما تدخره لأسرتنا الصغيرة الأيام، كان منهكاً ولم أره إلا متعباً، وكان يبتسم فى وجه الزمن الصعب، ويرمى حموله على الله، كنت أخشى يوماً يسقط من فوق سقالة منصوبة فى الهواء، لا يحفظهم سوى عناية الله سبحانه وتعالى، وكم قص علينا من قصص سقوط نفر من الرجال من فوق سابع دور، كنت أختبئ فى نفسى خشية مثل هذا اليوم الذى تفقد العائلة وليها وراعيها ومصدر رزقها، كنت أخشى من الخشية موقناً بأن من خلقنا لن ينسانا أبداً، يرزق النملة السوداء فى الليلة الظلماء، وكلٌّ برزقه.

كنت أحياناً أذهب أتلصص على سوق الرجالة، كنت أبحث عن وجهه الطيب متطلعاً لرزق يجود به الرزاق الكريم، فإذا ظفر بعمل طفق مهرولاً مسروراً، وإذا استيأس عاد إلى أهله خائباً محسوراً، يتجرع الألم، خلاصته حياة شقاء فى شقاء وما بعد الشقاء خواء، لم يبلل ريقه الجاف سوى فرحته بنجاح أولاده.

من فكر فى إصدار هذه الشهادة المعتبرة (أمان) وأشار بها على الرئيس لتأمين عائلات الفواعلية وعمال اليومية والفلاحين فى الحقول والعمال فى المصانع والباعة فى المتاجر والمعيلات فى المنازل، يستأهل قبلة على الجبين، وحماس الرئيس مشكور، ويستأهل كل التحية أن أصر على إصدارها فوراً وتأمين الملاءة المالية والغطاء التأمينى المطلوب خلال 15 يوماً من خلال استقطاعات طوعية من استحقاقات الشركات العاملة مع الجيش والحكومة.

الفكرة الطيبة كالكلمة الطيبة، لن أنتظر فتوى من مفتى الديار المصرية العلامة الدكتور شوقى علام، لأقرر اجتهاداً وعن يقين أن شهادة «أمان» تدخل فى أبواب الزكاة، وتخرج من أجلها الزكاة، وزكاة المال لو وجهت إلى شراء شهادات أمان لغير القادرين لكانت خيراً وأعظم نفعاً، وإذا أقبل الميسورون على تأمين شهادة لذوى القربى ممن لا يحوزون عملاً ولا راتباً ولا يضمنون معاشاً لأولادهم بعد الوفاة لفازوا بالثواب العظيم، الأقربون أولى بالمعروف.

فضيلة المفتى، فلنضعها نصب أعيننا ونحن نقبل على شهر رمضان الكريم، موسم الزكوات والبركات والطيبات، ولتوصِ كل مقتدر بها، يبادر بشراء شهادة لمن لا تأمين لهم، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، هذه الشهادة تستر الغلابة والمحتاجين، تغطى عوز ما بعد العائل الوحيد، وحصن أمان للملايين من الذين سقطوا من قعر القفة المجتمعية لأسباب يطول شرحها.

خلاصته هذا رئيس يستحق التحية من ابن فواعلى ذاق الأمرين وخشى من مغبة فقد الأب صغيراً، يرحمه الله كان سيفرح كثيراً بهذه الشهادة التى تؤمن مستقبل أولاده من بعده، مشكور صاحب الالتفاتة الرئاسية إلى هذا الجيش الجرار من عمال اليومية «الفواعلية» فى المزارع والمشروعات والطرق والمصارف، من يتهددهم خطر الموت المحقق، من يعيشون على الكفاف، ملح الأرض الذين يترجون الله فى حق النشوق، وعايشين على فيض الكريم، وباطهم والسماء.. شهادة هى ستر وغطاء، بارك الله فيمن أشار ومن تحمس ومن سعى سعياً طيباً.

 نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من ابن فواعلى رسالة من ابن فواعلى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon