توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملاك الحارس يغادرنا إلى السماء

  مصر اليوم -

الملاك الحارس يغادرنا إلى السماء

بقلم - حمدي رزق

غادرت دنيانا الفانية إلى دار الحق فى أيام مباركة، ألف رحمة ونور على الكُمل الفاضلة الدكتورة «أنيسة حسونة».

كرمتها مصر رئاسيا، واحتفت بحضورها الإنسانى بعطفة كريمة حرم الرئيس السيدة «انتصار السيسى» فى اليوم العالمى للمرأة، وتم تكريمها تقديرا لدورها فى العمل الخيرى.

من جواهر تاج المحروسة، نموذج ومثال للإنسانية فى تجليها خدمة للمرضى المحتاجين للمسة حنان، تفكرك بـ«تاسونى» راهبة (أخت) كرست حياتها لخدمة الناس فى تبتل وتواضع وضراعة.

تحدثنا لمرة أخيرة، بعد إعلان مستشفى الناس مع الكبيرة «إسعاد يونس»، وكانت ممنونة لسطور متواضعة استحسنت ظهورها ثنائيا معتبرا مع أختى الكبيرة «إسعاد»، وقلت ظهور يوحى بالثقة، والرغبة الخالصة فى عمل الخير، كم أحببت فكرة مستشفى الناس، وشعارها الناس للناس، وكان شغلها الناس، وحدبها على الناس، تذوب عطفا ورقة، من الذين يمشون على الأرض هونا.. فيها شىء لله.

انحيازى لمستشفى الناس هو بالأساس انحياز لفكرة العمل الخيرى الخالص لوجه الله، بلا بهرجة ولا مهرجانات، ولا استغلال مفرط للأطفال، سعت أنيسة إلى إجراء ٣٠٠ عملية قلب للأطفال سنويا فى شهر رمضان، فلنبرها فى وصيتها، ونلتف حول القلوب الصغيرة، أخشى يحسون بفقد عظيم، غيبة الأم الرءوم.

الدكتورة أنيسة، يرحمها الله، كانت تحوز ابتسامة واسعة تشرق على الشاشات تبعث الأمل فى النفوس المتعبة، وتفتح طاقة نور فى نفوس غشيتها ظلمة الحزن من قسوة الألم، من جرب قسوة الألم، الألم يبعث الأمل، السرطان وحش كاسر لا يهزمه سوى الأرواح القوية، وأنيسة هانم كانت روحها قوية، وطلتها ذكية، وفهمها لدورها فى سياق عمل الخير نموذجى.

إقبال المتبرعين على مستشفى الست أنيسة كان لافتا، سيدة تعطى بإيثار، ولا تدخر وسعا من أجل تخفيف الأوجاع، من جرب الألم يخش منه على الناس، وأنيسة هانم جربت الألم وخاضت معركة بطولية مع غول السرطان، جولات ماراثونية حتى ارتاحت «وقابلت وجه كريم»، الجنة ونعيمها إن شاء الله.

أعلم قدر حزن الكبيرة إسعاد، كانت أنيسة وإسعاد ثنائيا رائِعا، الأختين الحلوين، إسعاد بوجه طيب، وأنيسة بوجه باسم، طيبة إسعاد وابتسامة أنيسة، كانتا رصيد مستشفى الناس، المستشفى الذى يقوم على مثل هذه الوجوه الحقيقية، دون مساحيق تجميلية، والتسلل ببساطة إلى قلوب الناس، بمشروع بسيط وفكرته عميقة، حلوة قوى فكرة الرعاية من القلب، واللى يسكن القلب لا يخرج منه سوى كل طيب.

توفر الراحلة الكريمة على رسم السعادة فوق شفاه متعبة فى ميزان حسناتها، كانت زكية تبتكر طرقا وأساليب لبعث الأمل فى قلوب عليلة، أصعب الألم ألم الطفل، لا يعبر عن ألمه الذى يعتصره، فى أمس الحاجة إلى ملاك حارس، والملاك أنيسة سجلت حضورا ملائكيا فى حياة كثير من الناس بمستشفى الناس، لا أملك سوى الدعوة بإخلاص للتبرعات فى شهر الكرم.. وفاء لسيدة كريمة، معلوم الناس الطيبة للناس الطيبة، والدكتورة طيبة الذكر كانت طيبة قوى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملاك الحارس يغادرنا إلى السماء الملاك الحارس يغادرنا إلى السماء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon