بقلم - حمدي رزق
إذ فجأة الفيس معبق برائحة الطعمية، وصور الطعمية السخنة، بالخضرة ومحشية، حاجة تفتح النفس ع الصبح.
بت مشتاقا للطعمية، مفجوعا على ساندوتش طعمية، على طريقة الفنان على الشريف «دياب» فى فيلم الأرض وهو بياكل الطعمية متلذذا قائلا: «ياما انتو ممتعين نفسكو يا أهل البندر»!!.
الجعان يحلم بالطعمية، والطعمية فى المنام رزق ومال وفير، تخيلتها حنينا إلى ماض تولى، الطعمية بقى لها سعر، وعن أسعار الطعمية فلا تسل، لا تسألوا عن أسعار إن تبد لكم تسؤكم.
وبتتبع رائحة الطعمية لفتتنى إلى فيديوهات كلها طعمية، نفر من جماهير فريق «الاتحاد السعودى» فى ظل الحماسة الكروية حفلوا على الطعمية، ونشبت معركة حامية الوطيس بين الطعمية المصرية والكبسة السعودية، فى مشهد كوميدى لطيف بين جماهير الناديين لا يخلف عوادم سياسية.
دعك من المحتقنين والعاملين على الفتنة الكروية، الأهلى بقدر ما لقى تحفيلا، لقى ترحيبا من الجماهير الاتحادية، ما بين جماهير البلدين محبة عميقة، ولا مانع من بعض النغش والتحفيل، ما بين الشعبين كما يقولون أقوى من الزمان.
الكبسة مذاقها لذيذ، ودخلت البيت المصرى مع العاملين المصريين العائدين من السعودية، عادوا بالحلة والوصفة والبهارات، أما الطعمية فلها مذاق خاص، من مشتقات الفول، والفلافل حسب الرواية غير الموثوقة اختراع فرعونى يعود إلى عصر الأسرات، ولا أفتى أثريا والدكتور «زاهى حواس» فى المدينة، وهو صاحب الكشف الأثرى المثير أن خوفو كان أهلاويا.
ما الفارق بين الطعمية والفلافل، سألت جوجل، هو أدرى منى، الفلافل طعمية متنكرة، القوام الرئيسى فيها، المادة الخام «الحمص»، وهى النسخة الشامية من الطعمية المصرية من أيام البعثات الفرعونية لاكتشاف حدود المملكة الشمالية، أما الطعمية الأصلية المكون الرئيسى فيها «الفول» وهى النسخة المصرية ومثلها نسخة سودانية بالبهار الحار.
والطعمية ذات تاريخ قديم يرجع لعصور الفراعنة، ومن بعدهم اتخذها الأقباط طعامًا لهم مع دخول المسيحية مصر، نظرًا إلى أنها مليئة بالبروتين النباتى، وبديل جيد عن اللحوم فى أيام الصيام، حيث أطلقوا عليها اسم (فا- لا فل) وهى كلمة قبطية تعنى «ذات الفول الكثير»، وهذا جزء من إثبات مصرية الطعمية؛ فأصل التسمية يقول إنها من الفول وليس الحمص أو غيره كما يصنعها الشوام.
كل حيرة فيها خيرة، مستوجب تسجيل الطعمية عالميا كاختراع مصرى/ فرعونى حتى لا تسلب منا كما سلبت الملوخية قبلا، ومعلوماتى الإلكترونية تقول بمحاولة إسرائيلية خبيثة للسطو على الطعمية ضمن مسلسل الاستلاب لكل ما هو مصرى وعربى.
المنافسة على حيازة صك ملكية الطعمية ليست وليدة مباراة الأهلى والاتحاد، برز ت عندما اعتمدت الأمم المتحدة عام ٢٠١٦ عاما للبقوليات، الفول ومشتقاته كالبصارة، وأقام الاتحاد الدولى للبقوليات مهرجانًا للفلافل فى «لندن» حضره جمع من معدى الفلافل فى العالم، وشهد المؤرخون الغذائيون آنذاك أن الفلافل مصرية، وأصلها مصرى، والمصريون هم ملوك الطعمية، وأنهم متمسكون بحقوق ملكية الفلافل أكلتهم المفضلة، ويحتفلون بها عادة فى المحافل الكروية.