توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ»..

  مصر اليوم -

«وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ»

بقلم - حمدي رزق

قال جل وعلا: «وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» (هود 118- 119).

فى سياق اختلاف العلماء والأئمة رحمة، تقبلت بأريحية المسلم الفطن فتوى مفتى عام السعودية الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ» بأن إخراج صدقة الفطر نقودًا لا يُجزئ، وزكاة الفطر تخرج من جنس طعام الآدميين من البر والأرز والزبيب والأقط وغير ذلك.. (الأَقِطُ: لَبَنٌ مُحَمَّضٌ يُجَمَّدُ حتى يَستحجِر ويُطْبَخ، أَو يطبخ به).

فتوى المبجل الشيخ عبدالعزيز تصح فى عموم المملكة العربية السعودية، لا تنسحب بالضرورة على بقية الأقطار الإسلامية، بل وتخالف فتوى دار الإفتاء المصرية فى عموم الجمهورية المصرية.

فتوى زكاة الفطر فى مصر، قال بها العلامة الدكتور «شوقى علام»، مفتى الجمهورية: «يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر مالًا، وهذا ما نراه أَوفَقَ لمقاصد الشرع وأَرفَقَ بمصالح الخلق، فهو الأقرب نفعًا للفقير، وبه يتحقق إغناؤه عن السؤال يوم العيد».

وكلتا الفتويين صحيحة فى شخوصها ومكانها وزمانها وأحوالها، بتفعيل قاعدة فقهية ثابتة تقول: «تختلف الفتوى باختلاف الجهات الأربع: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، لأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير هذه الجهات».

الأمر ليس هكذا بالمطلق، والمراد بالأحكام القابلة للتغير الأحكام النسبية المرتبطة بتلك الجهات الأربع، والأحكام الاجتهادية التى استنبطت بدليل القياس أو المصالح المرسلة أو الاستحسان أو غيرها من الأدلة الفرعية.

والمقصود بتغير الزمان تغير العادات والأحوال للناس فى زمن عنه فى زمن آخر، وقد أُسند التغيير إلى الزمان مجازًا، فالزمن لا يتغير، وإنما يطرأ التغير على الناس، والتغيير لا يشمل جوهر الإنسان فى أصل جبلته وتكوينه، فالإنسان إنسان منذ خُلق، ولكن التغيير يتناول أفكاره وصفاته وعاداته وسلوكه، مما يؤدى إلى وجود عرف عام أو خاص، يترتب عليه تبديل الأحكام المبنية على الأعراف والعادات، والأحكام الاجتهادية التى استُنبطت بدليل القياس أو المصالح المرسلة أو الاستحسان أو غيرها من الأدلة الفرعية. (دار الإفتاء).

وتغير الأمكنة، فاختلاف البيئة له أثر مهم فى تغير الأحكام الشرعية، لأن الناس يتأثرون ببعض خصائص البيئة التى تؤثر فى تغيير العادات والعرف والمعاملات، ولذلك تظهر عيوب بعض القوانين بوضوح عند انتقالها، كما هى دون تكييف، من أمة إلى أخرى.

وقد تتدخل البيئة فى التأثير على العادات والأعراف أحيانًا، كما تتأثر البيئة بالعوامل الجوية كالمطر والقحط والحرارة والبرودة وغيرها، وهذا يؤثر فى حياة الناس وأعرافهم وعاداتهم وتعاملهم، ونتيجة لهذا التغير تختلف الأحكام، مثل اختلاف أوقات العمل على حسب درجة البرودة والحرارة، مثل ما هو الحال فى القطبين الشمالى والجنوبى (دار الإفتاء).

وفى الأخير، تبقى كلمة الإمام مالك بن أنس، ثانى الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب المالكى فى الفقه الإسلامى، ويقرر فيها ترك الناس فى الأقطار المختلفة أحرارًا فى الأخذ بما سبق إليهم، أو اختيار ما يطمئنون إليه من أحكام مادام هدف الجميع إقامة الحق والعدل فى ضوء كتاب الله وسنة رسوله

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» «وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon