بقلم - حمدي رزق
عدت من تدشين مجمع الإنتاج الحيوانى والألبان بمدينة السادات في محافظة المنوفية، بيقين أننا سنعبر الأزمة الاقتصادية بسلام، بردًا وسلامًا، وياما دقت على الرؤوس طبول، ولكن رؤوسنا والحمد لله أشد من الحجر الصوان.مجموع المشروعات المستقبلية التي دخلت الخدمة يبشر بغد أفضل، والدولة محتشدة بكل إمكانياتها المدنية والعسكرية (قطاع الخدمة المدنية) لتعويض الفاقد الوطنى من المشروعات التنموية المستدامة.
ورغم الكلفة المضاعفة التي فرضتها «الفرص الضائعة» في عقود «الخمول الوطنى» فإن العزم أكيد على تعويض ما فات عبر قفزات متوالية للحاق بقطار التنمية السريع.. الرئيس يتحدث عن قفزات إنتاجية حتمية لسد الفجوة الغذائية.
شاهدت تفاصيل المشروع المهم، ومتوالية الافتتاحات، بجد حاجة تفرح، وتطمن، والإرادة السياسية والحمد لله متوفرة، والرئيس يسابق الزمن لتوفير الأمن الغذائى، وسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.. تحدٍّ يحتاج إلى طاقة مضاعفة.
هنا يبرز دور القوات المسلحة كرافعة ثقيلة وقاطرة تنموية ذات دفع شديد، مع إفساح دور محورى للقطاع الخاص الذي بات مدعوًّا لشراكة إنتاجيه مثمرة، تعود بالخير على الوطن.
من أعلى منبر في الدولة، الرئيس يتحدث عن محورية دور القطاع الخاص، يحمل دعوة مخلصة لهذا القطاع لتحمل مسؤوليته المقدرة في العملية الإنتاجية بعد تمهيد وتعبيد الطريق سالكًا من المعوقات البيروقراطية التي عطلته طويلًا.
فلينفر القطاع الخاص من فوره للإسهام الإيجابى في العملية الإنتاجية، ويقتحم المجالات التي توفرت الدولة على تهيئتها بكلفة مليارية، من لحم الحى كما يقولون، إذن لا مجال للتقاعس، أو القعود يوم الزحف، واقتناص الفرصة السانحة.
فرصة لن تتكرر، وتستوجب الإيجابية في التعاطى معها، والمكاسب مضمونة، نحن في أمسّ الحاجة لنهضة القطاع الخاص الوطنى، وكما أقبل الفلاحون في الحقول على توريد القمح عن رضا وطيب خاطر وقربى للوطن، فليقبل القطاع الخاص على إجابة الدعوة الرئاسية، ويقتحم مجالات الإنتاج، ويستثمر في وطنه، ويوفر فرص عمل لشعبه، القطاع الخاص قطاع وطنى مخلص بعيدًا عن الاتهامات الجزافية.
لماذا حديث القطاع الخاص بهذه الحماسة؟ لأن الطريق باتت ممهدة، والدعوة صادقة، فلا مجال للشك والتشكيك، والتقاعس عن أداء الواجب الوطنى، وجنيه استثمار يفرق كتير، وكل جنيه يخلق فرصة عمل، وفرصة العمل تترجم فتح بيوت، والعمالة متوفرة، ومتشوقة للرزق الحلال.
بدلًا من اكتناز الأموال في البنوك، وشيوع ظاهرة «المستريح»، وغيرها من الظواهر الضارة بالادخار، الأجواء مهيأة للاستثمار المنتج، ولدينا سوق واسعة وعريضة، وبديلًا عن الاستيراد، ما الذي يمنع من مضاعفة المنتج المحلى، والكسب الحلال، اكسب وخلى الناس تشتغل، وتأكل من صنع يديها، وبعرقها، عرق العافية.
«القفة أم ودنين يشيلوها اتنين»، الحكومة (ومعها القوات المسلحة)، والقطاع الخاص، لا منافسة، ولكن مشاركة، الشراكة الوطنية أسمى أمانينا، شراكة مستوجبة في مواجهة ما يواجهه الوطن من أزمات مصدرة إليه، الدعوة الرئاسية كانت واضحة وضوح الشمس، والإجابة بنعم تترجم شراكة معتبرة ومقدرة، على طريقة الكل في واحد، واحد صحيح، في حب الوطن. وحب الوطن فرض علىّ.