بقلم - حمدي رزق
كمَن يغسل يديه من دماء القمص الشهيد «أرسانيوس»، خرج «عبدالله رشدى» عاجلًا فى قناته على «يوتيوب»، يُجرِّم الاعتداء على شيخ طنطا وقسيس الإسكندرية، على الإنسان والحيوان (البهيمة بلفظه الغليظ) حتى لا يصطاد البعض فى الماء العكر، ولم يفصح فى بيانه الإلكترونى عمّن يخوض فى دماء القمص المُهْرَقة على الكورنيش!
رشدى بصفته «مكفراتى المسيحيين»، وصاحب (المسكوكة) الممهورة بتوقيعه «المسيحى.. كافر ومشرك»، يعلم أن الأنظار ستصوب نحوه اتهامًا، والأصابع ستشير إليه باعتباره مُحرِّضًا على كراهية المسيحيين وتكفيرهم.
رشدى كفّر المسيحى، أى مسيحى فى عرفه، أقصد حكمه، كافر ومشرك، وما جزاء الكفار؟. الإجابة متروكة للمهاويس والمخابيل والمهتزين نفسيًّا والمختلين عقليًّا، الإجابة تُكتب بالدماء على الأسفلت!.
رشدى يعلم خطورة ما فاه به، وتبعات أحكامه المسكوكة، وما ظهوره فى التو واللحظة، ودماء القمص لاتزال ساخنة إلا توقيًّا، ذرًّا للرماد فى العيون المفتحة على جريرته فى حق عموم المصريين، وفى القلب منهم المسيحيون، طالما كفّرت المسيحى، لم يتبقَّ سوى أن يغرس مختل سكينه فى رقبته ويُكبِّر!!.
الابتسامة الصفراء الشاحبة، والعجلة من أمره على عكس فيديوهاته السابقة، ولغة التهديد والوعيد، رشدى يحذر صارمًا مُكشِّرًا عن أنيابه، محدش يجيب سيرة الإسلام بكلمة، وقد أعذر مَن أنذر، ورشدى إذا توعد يُكفِّر، وإذا أنذر يُفسِّق، معه توكيل حصرى بالذود عن الإسلام.
الجمع بين الشيخ والقسيس فى جملة واحدة، من التوليف البغيض، فى طنطا خناقة وانفضّت، فى الإسكندرية طعن فى الرقبة مع سبق الإصرار والترصد، الجمع بين الشيخ والقسيس حيلة خبيثة للإفلات من الذنب، تَشِى بقلق يعتور المضروب بالذنب، حملة كراهية المسيحيين أتت أكلها، جابت نتيجة، آخرة التكفير دماء.
ظهور عبدالله رشدى من غير سبب فى جنازة القمص الإلكترونية ليس كفء عزاء ولا صاحب واجب، تخيّل لم يأتِ على ذكر اسم «القمص» عرضًا طوال فيديو ٤ دقائق و٢٦ ثانية، خايف الاسم المسيحى «أرسانيوس» ينقض وضوءه أو يجرح صيامه.
آخر شخص تتخيله مُعزِّيًا هو عبدالله رشدى، قلبه مش خالص، واللى فى القلب فى القلب، يُكفِّرهم على نهج عدو المسيحيين «ياسر برهامى»، وهذا لقب آخر يسعى إليه رشدى حثيثًا، وكلما أوغل تكفيرًا وتفسيقًا توالت الألقاب!.
مثل رشدى مثل مرشد الإخوان «حسن الساعاتى» بإيماءة أعدم القاضى الخازندار، وبإشارة شيخ الجهاديين «عمر عبدالرحمن» اغتيل السادات، وشيخ السلفية «ياسر برهامى» تكفل بكراهية المسيحيين، فَلَمَّا أَفَلَ نجمه، طلع لنا عبدالله رشدى فى المقدّر، صحيح لابس كجوال، لكنه يُكفِّر المسيحيين، ومَن يُكفِّر البنى آدمين يُكفِّر الطير فى السما.
قاتل القمص مثل حارق الكنيسة، هؤلاء بيادق فى أيادى المِكَفّراتية، ما هم إلا بنادق زاخرة برصاص الكراهية، ليس مطلوبًا من هؤلاء المهاويس تفكير، فحسب شهادة معاملة أطفال، تذبح وتُكبِّر تحت تأثير عقاقير الهلوسة الدينية التى يجرى تحضيرها فى معامل السلفية، ويتولى ترويجها الديلر عبدالله رشدى.