توقيت القاهرة المحلي 04:32:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سماعين ياسين

  مصر اليوم -

سماعين ياسين

بقلم - حمدي رزق

تعلقت به صغيرًا، حاولت مرارًا تقليده، فمى صغير بدون شلاضيم، لم أستطع تقليده، وبعد أن شاب الشعر منى وبلغت من العمر عتيًّا لا يزال سمعة يبهجنى، ويسعدنى.

كم أسعدنى سماعين، وقبل أن آوى إلى فراش ساخن من عذابات النهار، من الألم والنكد والغم، أبحث عن «سمعة»، أتقفى أثره فى كل قنوات المتعة الكلاسيك.

إذا عثرت عليه وحبذا لو كان رفيقه «عبدالفتاح القصرى» حاضرًا أستريح، شهيق، تغمض جفونى من طول أرق وإرهاق، أنام هانئ البال، مرتاح الفؤاد، يرسم بسمة تظل عالقة على شفتى حتى الصباح.

يتعجب ابنى: «إنت بتضحك يا بابا وانت نايم؟!».. أرد وأنا فى مزاج رائق: «عمك سمعة ملوش حل».

لم يخفف عنى وعن جيل الآباء المطحونين طحنًا سوى «سمعة».

إسماعيل ياسين المولود، فى السويس، فى 15 سبتمبر 1912، نعمة من الله، كنا ننطق اسمه ونحن صغار لا نميز الحروف، هكذا «سماعين»، وجد لنفسه من قبره مكانًا بين الأسرة، ألجأ إليه كلما استبد بى القلق، وأحن إلى ابتسامته فى زمن الهجير، وأشتاق إلى ضحكته كلما أظلمت فى وجهى.

لم يخِبْ ظنى أبدًا، لا أخفيكم سرًّا، «سمعة» هو صديقى الذى ائتمنته على ألمى فحوله إلى أمل، قادر على أن يبلسم الجروح، ويبهج النفوس.

بابا من زمن الأبيض والأسود، من«بتوع إسماعيل ياسين»، هكذا يتندر «بتاع توم كروز وعبده موتة» على العبد لله، ابنى الوحيد من جيل لم يجرب الضحكة الرايقة، والجملة النظيفة، والعذاب على شفاه تبتسم.

إسماعيل الوحيد الذى يُبكينى ويُشجينى، فخرًا آتيه أنا من «بتوع سمعة»، أنا من دراويش أبوضحكة جنان، ولا أشاهد غير سلسلة أفلام إسماعيل ياسين، من الطيران إلى الأسطول.

جد أعيش لحظات مفعمة بالبهجة مع مغامرات ساذجة، مفرطة فى البساطة، وجمل مبهجة من فرط طرافتها، أقع على ظهرى ضحكًا.

أحفظ أفلام إسماعيل ياسين عن ظهر قلب، كل لقطة، كل مشهد، كل ضحكة ضحكتها مئات المرات على مدار عقود خلت، «سمعة» كالجبنة الرومى كل ما يقدم يحلو.

جيل الآباء يبحث عن «سمعة» كل ليلة، خلاصًا من أفلام الرعب والأعضاء المتطايرة والدماء النازفة والخوف الأزلى التى غزت غرف النوم.

حتى رعب «سماعين» جميل، فى متحف الشمع كانت هناك مومياء قبيحة مخيفة، لكن مومياء على مين، على إسماعيل والقصرى، حتى أفلام الرعب عند «سمعة» نوع من الرعب اللذيذ، عمركم شفتم رعب لذيذ.

وعندما يحب على نفسه، ويغنى «حبك نار»، وتتجاهله الحبيبة، الجميلة عادة، ويقف أمام المرآة يندب شكله، يا عينى على الحب، على الصبر.

حب إسماعيل حب عفوى جميل، يأتى بأفعال عاطفية عجب، تهلك من الضحك، تسقط المحبوبة صريعة فى حب أبو «بق» كبير، «بُقّو» اسم لإسماعيل ياسين فى الكيلو 99.

تهرب من فضائيات الليل وآخره وفيها عشرات من المهابيل إلى إسماعيل اللذيذ، تفر من النكد، تحول الريموت إلى إسماعيل ياسين، وكأنك انتقلت إلى عالم آخر.

الضحكة، والنكتة، والمونولوج، والإفيه، والموقف، ينقلك بخفة إلى عالم مرييييييح، جميييييل، مبهج، «سمعة» لم يُضبط قط يوتر المشاهدين، إسماعيل ترياق فى زمن النكد الأزلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سماعين ياسين سماعين ياسين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon