توقيت القاهرة المحلي 09:30:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوبري الزعيم

  مصر اليوم -

كوبري الزعيم

بقلم - حمدي رزق

فعل خيرًا، المجلس التنفيذى لمحافظة القاهرة برئاسة اللواء «خالد عبدالعال»، محافظ القاهرة، بإطلاق اسم الفنان الكبير «عادل إمام» على الكوبرى الواقع بتقاطع صلاح سالم مع طريق السكة البيضاء جنوب دار المركبات.

يستحق محورًا، محور الزعيم، زعيم الكوميديا، مَن رسم البسمة على وجوه المصريين، وتمثل همومهم، هموم البسطاء والطيبين، وجسدهم على الشاشة الفضية. ضنين قلمى بأفعل التفضيل، وبينى وبين الفن مسافة كافية للمشاهدة من بعيد، ولكن اسم الزعيم عادل إمام خليق بالاحتفاء. احتفاء بموهبة فنية مصرية خالصة، جوهرة جاد بها الزمان، عبقرية كوميدية تجاوزت محيطها الوطنى إلى عالمها العربى وغردت عالميًّا، فصار كوميديان العرب الأول بلا منازع، متخطيًا الحدود، متجاوزًا اللهجات، فصار الزعيم العربى الصامد فى زمن سقوط الزعامات كأوراق الشجر الجاف هزته رياح الربيع العربى العاصفة.

لست مؤرخًا سينمائيًّا، ولا ناقدًا لأعمال فنية، ولكن محب على البعد لـ«أبورامى»، تستلفتنى ظاهرة عادل إمام، عبقرية عابرة للأجيال، لفتت جيلى وأجيالًا سبقت، نحن أجيال الأبيض والأسود التى فغرت فاها على الألوان المبهرة فى صالات العرض، ولا يزال الزعيم قادرًا على لفت أجيال الثورة الرقمية عبر محفوظات يوتيوب.

كوميديان عابر للأجيال والثورات والحروب والانتصارات والانكسارات، عادل إمام حاضر بفنه عبر عقود عبرت بمصر، عادل إمام عنوان رئيس لمدة نصف قرن من الزمان.. أطال الله فى عمره.

لا أزعم اقترابًا، ولكن كل مَن اقترب عاد يروى جانبًا من حياة الزعيم، وهى جديرة بالتسجيل الأمين، فإذا كان عادل إمام قد نال محبة الجماهير العربية، وفى القلب منها المصرية، وتربع على قمة الكوميديا فى بلد الكوميديانات الكبار، معضلة، كيف ترسم نفسك كوميديانًا فى بلد مفطور على الكوميديا، وشعب إذا لم يجد ما يسخر منه، ضحك من نفسه، كيف تكون عادل إمام فى شعب من الساخرين العظام؟.

تكر السنون صاخبة وعادل إمام ينسج تاريخه الفنى الخاص، أفلامه عناوين لمراحل من حياة المصريين، وشخوصه حاضرة فى كل حارة وزقاق، وسخريته نابعة من معين لا ينضب، لقط إشارة المواطن المصرى باكرًا، وضبط موجته على موجة الناس، فصار فى قلب الشارع، لم يغادره وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار.

اسم الزعيم على كوبرى يؤمه المحبون يُذكرهم بفنان نذر فنه للتعبير عن همومهم، تكريم مستحق، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. تاريخ عادل إمام الإبداعى زعيمًا للقبيلة الفنية يحتاج إلى مؤرخ فنى حقيقى، صعب الإحاطة بظاهرة عادل إمام فى سطور، وتظلمه عناوين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات مجردة من سر الإبداع فى شرائط هى دفتر أحوال المحروسة. قصة الزعيم حتمًا ولابد أن يرويها عادل إمام شخصيًّا، وهو بطبعه حكّاء، وما خفى من تقاطعاته الفنية مع عظماء، والسياسية مع زعماء، عبر عقود مرت بالبلاد وشهدت أحداثًا جسامًا يستأهل وقفة من الزعيم، يحكى فيها ما كان منه وكان منهم.

عادل إمام إن حكى، فسيحكى طويلًا، لماذا لا يحكى عادل إمام (الإنسان) ما تيسر من سيرة عادل إمام

(الزعيم)؟، رحلة شاقة قطعها حتى وصل إلى قمة جبل السعادة، وكل صعود قبله انكسار، ومن اختمار الحلم ييجى النهار، على رأى عمنا «سيد حجاب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوبري الزعيم كوبري الزعيم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon