بقلم - حمدي رزق
فعل خيرًا، المجلس التنفيذى لمحافظة القاهرة برئاسة اللواء «خالد عبدالعال»، محافظ القاهرة، بإطلاق اسم الفنان الكبير «عادل إمام» على الكوبرى الواقع بتقاطع صلاح سالم مع طريق السكة البيضاء جنوب دار المركبات.
يستحق محورًا، محور الزعيم، زعيم الكوميديا، مَن رسم البسمة على وجوه المصريين، وتمثل همومهم، هموم البسطاء والطيبين، وجسدهم على الشاشة الفضية. ضنين قلمى بأفعل التفضيل، وبينى وبين الفن مسافة كافية للمشاهدة من بعيد، ولكن اسم الزعيم عادل إمام خليق بالاحتفاء. احتفاء بموهبة فنية مصرية خالصة، جوهرة جاد بها الزمان، عبقرية كوميدية تجاوزت محيطها الوطنى إلى عالمها العربى وغردت عالميًّا، فصار كوميديان العرب الأول بلا منازع، متخطيًا الحدود، متجاوزًا اللهجات، فصار الزعيم العربى الصامد فى زمن سقوط الزعامات كأوراق الشجر الجاف هزته رياح الربيع العربى العاصفة.
لست مؤرخًا سينمائيًّا، ولا ناقدًا لأعمال فنية، ولكن محب على البعد لـ«أبورامى»، تستلفتنى ظاهرة عادل إمام، عبقرية عابرة للأجيال، لفتت جيلى وأجيالًا سبقت، نحن أجيال الأبيض والأسود التى فغرت فاها على الألوان المبهرة فى صالات العرض، ولا يزال الزعيم قادرًا على لفت أجيال الثورة الرقمية عبر محفوظات يوتيوب.
كوميديان عابر للأجيال والثورات والحروب والانتصارات والانكسارات، عادل إمام حاضر بفنه عبر عقود عبرت بمصر، عادل إمام عنوان رئيس لمدة نصف قرن من الزمان.. أطال الله فى عمره.
لا أزعم اقترابًا، ولكن كل مَن اقترب عاد يروى جانبًا من حياة الزعيم، وهى جديرة بالتسجيل الأمين، فإذا كان عادل إمام قد نال محبة الجماهير العربية، وفى القلب منها المصرية، وتربع على قمة الكوميديا فى بلد الكوميديانات الكبار، معضلة، كيف ترسم نفسك كوميديانًا فى بلد مفطور على الكوميديا، وشعب إذا لم يجد ما يسخر منه، ضحك من نفسه، كيف تكون عادل إمام فى شعب من الساخرين العظام؟.
تكر السنون صاخبة وعادل إمام ينسج تاريخه الفنى الخاص، أفلامه عناوين لمراحل من حياة المصريين، وشخوصه حاضرة فى كل حارة وزقاق، وسخريته نابعة من معين لا ينضب، لقط إشارة المواطن المصرى باكرًا، وضبط موجته على موجة الناس، فصار فى قلب الشارع، لم يغادره وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار.
اسم الزعيم على كوبرى يؤمه المحبون يُذكرهم بفنان نذر فنه للتعبير عن همومهم، تكريم مستحق، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل. تاريخ عادل إمام الإبداعى زعيمًا للقبيلة الفنية يحتاج إلى مؤرخ فنى حقيقى، صعب الإحاطة بظاهرة عادل إمام فى سطور، وتظلمه عناوين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات مجردة من سر الإبداع فى شرائط هى دفتر أحوال المحروسة. قصة الزعيم حتمًا ولابد أن يرويها عادل إمام شخصيًّا، وهو بطبعه حكّاء، وما خفى من تقاطعاته الفنية مع عظماء، والسياسية مع زعماء، عبر عقود مرت بالبلاد وشهدت أحداثًا جسامًا يستأهل وقفة من الزعيم، يحكى فيها ما كان منه وكان منهم.
عادل إمام إن حكى، فسيحكى طويلًا، لماذا لا يحكى عادل إمام (الإنسان) ما تيسر من سيرة عادل إمام
(الزعيم)؟، رحلة شاقة قطعها حتى وصل إلى قمة جبل السعادة، وكل صعود قبله انكسار، ومن اختمار الحلم ييجى النهار، على رأى عمنا «سيد حجاب».