بقلم - حمدي رزق
بمناسبة عيد ميلاد النجم المصرى «محمد صلاح» الثلاثين، أطلق الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فيلمًا وثائقيًّا عن مسيرته، تحت عنوان «مو.. نجم عالمى»، ويمكن مشاهدته على منصة «فيفا+». الفيلم يتحدث عن مشوار صلاح وكفاحه من قرية الياسمين «نجريج» حتى وصل إلى هذه المكانة العالمية.
يا فؤادى لا تَسَل أين اتحاد علام، اتحاد الكرة المصرى مصاب بداء النسيان «الزهايمر»، كل ما يفتكر ينسى، لسان حال صلاح، ابقى افتكرنى، حاول تفتكرنى.
«إن عشقنا فعذرنا أن فى وجهنا نظرًا». صحيفة «تايمز» البريطانية تتغنى بصلاح، وكشفت فى تقرير حديث عن أكثر (١٠ أشخاص) إنفاقًا للأموال فى الأعمال الخيرية لعام ٢٠٢٢. صلاح حل ثامنًا فى قائمة
Sunday Times Giving List، بعدما أنفق ٢.٥ مليون جنيه استرلينى على الأعمال الخيرية خلال الفترة الماضية.
وعلى الرغم أن صلاح هو الأقل إنفاقًا فى قائمة أصحاب الأيادى البيضاء، فإنه يأتى فى المركز الثامن مقارنة بحجم ثروته، التى تبلغ قيمتها ٤١ مليون جنيه استرلينى (وفقًا للصحيفة)، ربنا يزيد ويبارك.
الأعمال الخيرية التى يقوم بها صلاح سرًّا كعادته أهّلته لدخول القائمة البيضاء فى إنجلترا، ويُعتبر صلاح من أبرز نجوم كرة القدم المعروفين بإنفاق أموالهم على الأعمال الخيرية، وهو ما أكسبه شعبية جارفة تزيد عن شعبية زملائه سواء فى مصر أو إنجلترا.
الصحيفة فى اختياراتها تعتمد على مقارنة ما ينفقه الأشخاص على الأعمال الخيرية، بثرواتهم التى يمتلكونها، ويتم ترتيبهم وفقًا لصاحب النسبة الكبرى من الإنفاق (نسبة وتناسب من الدخل).. ووفقًا لـ«تايمز»، فإن حجم ما أنفقه صلاح على الأعمال الخيرية يبلغ (٦٪) من إجمالى ثروته، والجانب الرئيسى الذى ينفق فيه صلاح تبرعاته هو الجانب الصحى.
لافت أن صلاح هو لاعب كرة القدم الوحيد الذى تواجد فى القائمة البيضاء، وأحد رياضيين اثنين فحسب تواجدا فيها جنبًا إلى جنب مع البريطانى «لويس هاميلتون»، سائق مرسيدس، والذى حل خامسًا.
أعلاه يؤشر على خيرية صلاح، ولا أبالغ قولًا إن توفيق صلاح فى مشوار حياته وراءه دعوات طيبات من قلوب طيبة لمسها صلاح بعطفه.
درس صلاح، ما ينقصنا مجتمعيًّا نفرة القادرين ممّن أفاء الله عليهم من فضله وكرمه إلى الأعمال الخيرية، وهناك كثرة مُقدَّرون فى تمويل العمل الخيرى سرًّا وعلانية، وأكثره سرًّا، ما نسميه «الحسنة المخفية»، وهذه من أرفع درجات الخيرية.
وهل من مزيد من التبرعات والأعمال الخيرية فى ظل ضائقة اقتصادية، فلا تزال الحاجة ماسّة إلى مستشفيات ومدارس؟، الإسهام الخيرى على وقته كما يقولون، والواجب المجتمعى ضرورة مستوجبة على القادرين، حق للفقراء والمساكين.
ما يقدمه صلاح نموذج ومثال للخيرية فى تجَلِّيها عشقًا للوطن، ومحبة للناس الطيبة، أغنوهم عن السؤال فى هذا الظرف الصعيب.. دمتَ صلاح ودام فضلك. معلوم أنه «لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل».