توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التراويح فى «تايمز سكوير»!!

  مصر اليوم -

التراويح فى «تايمز سكوير»

بقلم - حمدي رزق

وظهر فى الصور مئات المصلين، وهم متجمعون فى ميدان «تايمز سكوير»، الشهير فى قلب مدينة «نيويورك» الأمريكية، يؤدون صلاة التراويح مساء السبت (٢ إبريل) فى مشهد وُصف بأنه «الأول من نوعه فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية».

معلوم، ميدان «تايمز سكوير» أحد أكبر المراكز التجارية التى يقصدها السياح للاستمتاع بالأماكن الترفيهية هناك، ويقع فى منطقة «مانهاتن» فى قلب نيويورك.

منظمو الحدث الفريد كانوا دعوا، قبل أيام من دخول رمضان، المصلين للانضمام إليهم فى ساحة «تايمز سكوير» من خلال نشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ولاقت الدعوة استجابة جد لافتة.

وتسامح الأمريكان مع الدعوة، وأفسحوا لإقامة صلاة التراويح، والتقطوا الصور اللطيفة للمصلين بين ركوع وسجود، ولم يعكروا صفو عبادتهم بحرف تشويش، ولم يتنمروا عليهم، ولم تصدر عنهم أصوات زاعقة رافضة، ولم يهددوا المصلين بالويل والثبور.. وعظائم الأمور، ولم يتظاهروا مكورين القبضات فى وجوههم، ولم تُدبج المقالات التحريضية فى الصحافة الأمريكية استهجانًا، ولم يخرج على المسلمين مذيع متنمر ينهرهم أو يقبح فعلهم فى قلب الميدان الشهير.

بالله عليك يا مسلم، هل تتسامح مع مثل هذه صلوات للأقليات الدينية فى قلب ميادين المدن الإسلامية، مثلًا للمسيحيين، أو الهندوس، أو السيخ؟

هل تتسامح العواصم «السُنية» بمثل هذه صلوات «شيعية»، وهل تتسامح العواصم «الشيعية» وتفتح ميادينها الرئيسية لصلوات «السُنة»؟!

صلاة التراويح فى «تايمز سكوير» صورة غربية برسم التسامح، وحرية الأديان، واحترام حرية المعتقد، درس من نيويورك يستوجب استيعابه، وتدبر معناه، ومراجعة كثير من المسلمات التى تشكل نظرتنا كمسلمين إلى الغرب.

إذا حسنت النوايا، والرغبة فى العيش المشترك، مستوجب مراجعة كثير من المصطلحات العنصرية البغيضة الرائجة، وأخطرها مصطلح «الإسلاموفوبيا»، الذى شكل رؤية النخب الغربية فى مراكز صنع القرار الغربى تجاه المسلمين والعكس.

المصطلح البغيض لوَّن العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامى، وحرفها بعيدًا عن فكرة الحوار الحضارى إلى الصدام الحضارى الذى بشَّر به كثير من الأدبيات الغربية، وتلتها كتابات مناهضة إسلامية.

يمكن البناء على مثل هذه التفاصيل الصغيرة، وتعلية البناء التسامحى بعيدًا عن التعصب الأعمى، وهناك حوارات بنَّاءة ومجدية جارية الآن بين الأزهر، قبلة العالم الإسلامى السنى، والفاتيكان، قبلة العالم المسيحى الكاثوليكى، وبين مشيخة الأزهر وأسقفية كانتربرى، وعلى سبيل المثال الكنيسة الإنجيلية فى مصر تمد جسور الحوار المطرزة بالمحبة مع إخوتها المسلمين داخل وخارج الوطن.

التراويح فى «تايمز سكوير» نقلة نوعية، ربما الأكثر تعبيرًا عن الحالة النفسانية الغربية تجاه الإسلام بعد فترة شك مخيفة أعقبت أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وكانت أيضًا فى نيويورك، يوم تفجير مركز التجارة العالمى أو «البرجين التوأمين».

خلاصته، فرصة وسنحت للعقلاء المعتدلين على الجانبين لبحث المشتركات الإنسانية ونبذ الثارات الأيديولوجية، اتساقًا مع الآية: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ». (الأنبياء/ ١٠٧).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراويح فى «تايمز سكوير» التراويح فى «تايمز سكوير»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon