توقيت القاهرة المحلي 14:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التراويح فى «تايمز سكوير»!!

  مصر اليوم -

التراويح فى «تايمز سكوير»

بقلم - حمدي رزق

وظهر فى الصور مئات المصلين، وهم متجمعون فى ميدان «تايمز سكوير»، الشهير فى قلب مدينة «نيويورك» الأمريكية، يؤدون صلاة التراويح مساء السبت (٢ إبريل) فى مشهد وُصف بأنه «الأول من نوعه فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية».

معلوم، ميدان «تايمز سكوير» أحد أكبر المراكز التجارية التى يقصدها السياح للاستمتاع بالأماكن الترفيهية هناك، ويقع فى منطقة «مانهاتن» فى قلب نيويورك.

منظمو الحدث الفريد كانوا دعوا، قبل أيام من دخول رمضان، المصلين للانضمام إليهم فى ساحة «تايمز سكوير» من خلال نشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ولاقت الدعوة استجابة جد لافتة.

وتسامح الأمريكان مع الدعوة، وأفسحوا لإقامة صلاة التراويح، والتقطوا الصور اللطيفة للمصلين بين ركوع وسجود، ولم يعكروا صفو عبادتهم بحرف تشويش، ولم يتنمروا عليهم، ولم تصدر عنهم أصوات زاعقة رافضة، ولم يهددوا المصلين بالويل والثبور.. وعظائم الأمور، ولم يتظاهروا مكورين القبضات فى وجوههم، ولم تُدبج المقالات التحريضية فى الصحافة الأمريكية استهجانًا، ولم يخرج على المسلمين مذيع متنمر ينهرهم أو يقبح فعلهم فى قلب الميدان الشهير.

بالله عليك يا مسلم، هل تتسامح مع مثل هذه صلوات للأقليات الدينية فى قلب ميادين المدن الإسلامية، مثلًا للمسيحيين، أو الهندوس، أو السيخ؟

هل تتسامح العواصم «السُنية» بمثل هذه صلوات «شيعية»، وهل تتسامح العواصم «الشيعية» وتفتح ميادينها الرئيسية لصلوات «السُنة»؟!

صلاة التراويح فى «تايمز سكوير» صورة غربية برسم التسامح، وحرية الأديان، واحترام حرية المعتقد، درس من نيويورك يستوجب استيعابه، وتدبر معناه، ومراجعة كثير من المسلمات التى تشكل نظرتنا كمسلمين إلى الغرب.

إذا حسنت النوايا، والرغبة فى العيش المشترك، مستوجب مراجعة كثير من المصطلحات العنصرية البغيضة الرائجة، وأخطرها مصطلح «الإسلاموفوبيا»، الذى شكل رؤية النخب الغربية فى مراكز صنع القرار الغربى تجاه المسلمين والعكس.

المصطلح البغيض لوَّن العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامى، وحرفها بعيدًا عن فكرة الحوار الحضارى إلى الصدام الحضارى الذى بشَّر به كثير من الأدبيات الغربية، وتلتها كتابات مناهضة إسلامية.

يمكن البناء على مثل هذه التفاصيل الصغيرة، وتعلية البناء التسامحى بعيدًا عن التعصب الأعمى، وهناك حوارات بنَّاءة ومجدية جارية الآن بين الأزهر، قبلة العالم الإسلامى السنى، والفاتيكان، قبلة العالم المسيحى الكاثوليكى، وبين مشيخة الأزهر وأسقفية كانتربرى، وعلى سبيل المثال الكنيسة الإنجيلية فى مصر تمد جسور الحوار المطرزة بالمحبة مع إخوتها المسلمين داخل وخارج الوطن.

التراويح فى «تايمز سكوير» نقلة نوعية، ربما الأكثر تعبيرًا عن الحالة النفسانية الغربية تجاه الإسلام بعد فترة شك مخيفة أعقبت أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وكانت أيضًا فى نيويورك، يوم تفجير مركز التجارة العالمى أو «البرجين التوأمين».

خلاصته، فرصة وسنحت للعقلاء المعتدلين على الجانبين لبحث المشتركات الإنسانية ونبذ الثارات الأيديولوجية، اتساقًا مع الآية: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ». (الأنبياء/ ١٠٧).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراويح فى «تايمز سكوير» التراويح فى «تايمز سكوير»



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:41 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها
  مصر اليوم - لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon