لحظة تاريخية ستظل خالدة فى تاريخ وذاكرة هذه الأمة». (الرئيس السيسى خلال فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووى).
فى بلد طيب، الترند فيه عن حكايات وهمية لا تسمن ولا تغنى، ولا تسد رمقا للمعرفة، وتحيل الوعى الجمعى إلى عبثيات ترتدى إسدالا، تجتذب لايكات، تأتى اللحظة التاريخية فى تاريخ وذاكرة الأمة المصرية فى مرتبة متأخرة على جدول الترندات الوطنية.
حديث الأولويات يسرى وتدركه العقول بلا عناء، فى الضبعة عمل ضخم بكل المقاييس، أعمال المحطة النووية تمضى قدما، ولكن الترند ساحبنا إلى الغطيس، إلى القاع الغريق.
ناس تصل النهار بالليل، يعملون فى صمت، ويتعبدون بصالح الأعمال الوطنية، الجلال كله فى الصحراء التى يعرق فيها الرجال ويكدحون لرسم مستقبل هذا الوطن.
ناس وناس، ناس تعتنق المذهب الشكلانى، وناس على المذهب العقلانى، ناس تبنى وتعمر الصحراء، وناس لا شغلة ولا مشغلة سوى السفسطة فى اللخبطة وضرب المصالح الوطنية العليا فى خلاط التخليط والتثبيط والتحبيط.
للأسف نتلهى عن الأعمال الوطنية الشاقة، بصور مخلقة فى أقبية مسحورة للإلهاء، تخيل الرئيس السيسى والرئيس بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس يعطيان «الضوء الأخضر» لصب الوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة، والناس الطيبة فى شغل بترند أصفر يصدر إشارات حمراء.
مشروع قومى عظيم بين ظهرانينا، يضاهى مشروع السد العالى، ونحن عنه غافلون، هو حد فاكر.. هو حد مذاكر، كل ماجى أفتكر كم المشروعات القومية بطول وعرض البلاد ترسم مستقبل هذه الأمة.. أنسى!!.
ويحدثك الذى فى قلبه مرض حديث الأولويات، وليه ننشئ محطة نووية، وفين السكر والبصل والعدس أبوجبة وقفطان!.
ويفجعك صاحب هوى يهوى فى قاع نفسه الممحونة، وأنا استفدت إيه، ونووى ليه، ومحطات ليه، وكام بكام يساوى كام، واللى يحتاجه المطبخ يحرم على المحطة النووية!!.
وتخرج علينا أبواق نكرة تتراقص كالحيات فى الهواء فى حركات بهلوانية، منين وليه وعلشان إيه.. وتسييد نظرية حمقاء عنوانها «إحيينى النهارده وموتنى بكرة»!!.
إزاء شرك خداعى منصوب باحترافية، مخطط لفت الوعى الوطنى عن عناوين الحالة المصرية الرئيسية المتوهجة إنجازا فى الصحراء، إلى سفاسف وترهات وعبثيات.
الناس تهزل فى مواضع الجد، وبدلا من التركيز على «حالة الشغل» التى تبيت عليها البلاد، مصانع ومزارع وإنشاءات ومحطات شمسية ونووية، صرف الوعى نحو هوامش على المتون الرئيسية، والخيبة بالويبة كما يقولون.
بدء تنفيذ الوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووى بحضور رئاسى.. هل يصلح ترند، ترند نووى، أشك، للأسف فبريكات الترندات لا تلقى بالا إلى المحطة النووية، خلينا فى طلاق ياسمين عبدالعزيز!.
فرصة وسنحت، (ذلك الحدث المهم) للتذكير بحلم طال انتظاره وأمانى عذاب، هرمنا حتى نرى هذه اللحظة الباهرة، يبتدرك ساخرا، سيبك من النووى، خلينا فى كتف الشناوى، والعضلة الخلفية لصلاح، نووى إيه اللى انت جاى تقول عليه، وانت بتقول نووى، يا عم فكك من مشروع الضبعة خلينا فى خيبة منتخب فيتوريا!
ولا عزاء للمكويين بنار الفرن، والمصلين فى الصحراء، والمتعبدين فى مواقع العمل بطول وعرض البلاد، والجنود على الحدود، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا