توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البَابَا تَوَاضروس فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ

  مصر اليوم -

البَابَا تَوَاضروس فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ

بقلم - حمدي رزق

المسيحية هى ديانة الفرح، وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يبشرنا بالفرح، ويصلى من أجل دوام الفرح فى ربوع المحروسة فى قلب العالم.

فى عظة الأربعاء الماضية تمناها فرحا: «نتمنى أن تكون أيام عيد الفطر سعيدة وأيام فرح، للكبار والصغار، وأن تكون كل أيامنا أعياد وفرح لشعبنا وبلادنا وربنا يديم علينا الفرح».

البابا تواضروس فرحا مع الفرحين، يهنئ أهله وناسه وإخوته فى الوطن والإنسانية جمعاء، قداسته يحمل فى قلبه محبة تترجم فرحا، يشارك المسلمين فرحتهم بعيد الفطر.

مثل هذه الروح الطيبة تغبط النفس، وترطب حرور الحياة، وتؤذن فينا بالوحدة القلبية، المعنى الروحى للوحدة الوطنية، ما بين المسلمين والمسيحيين فى المحروسة عميق متجذر فى الأرض الطيبة، لا يقطعه إنسان مهما كان سيئ الطوية.

تهنئة البابا تواضروس ترسم صورة الدولة المصرية فى تجليها دولة «المحبة» وترجمتها «دولة المواطنة» ورأسها (رأس الدولة)، لا يفرق بين مواطنيه، ويشاركهم احتفالاتهم الدينية جميعا.

وعلى درب المحبة نخطو خطو الواثقين، والمصريون الأصلاء دوما عند حسن الظن بهم، وسيل التهانى من فيض محبة إخوتنا بعيد الفطر، ينهمر عذبا، يغسل الأرض الطيبة، صارت ربًى خضراء خصبة تنمو فيها بذور المحبة المطمورة فى ضمائر المصريين.

سيل التهنئات يفرح القلب، كل هذه المحبة، فعلا قرّب حبة تزيد محبة، معلوم من يحب الله يحب أخاه فى الله ويسعَ إليه مُهنّيا، ولو برسالة، والمحبة لا تكلف مشقة، المحبة نعمة مش خطية، الله محبة، الخير محبة، النور محبة.

المحبة راكزة كالمعدن النفيس فى أعماق الشعب المصرى، متجذرة فى ضميره الإنسانى منذ فجر الحضارة، ويضرب نموذجا ومثالا حيا فى أحاديثه الجميلة، وأفعاله تترجم أقواله، إن تعدو صور المحبة لا تحصوها.

المصريون مفطورون على «فقه المحبة»، والحمد لله المحبة تفيض على شطآن النيل، ظاهرة لا تخطئها عين حبيب، والمصريون يحبون الحب فى أهله ويمقتون الكره فى أهله، ويعالجون الكراهية بماء المحبة.

المحبة شعور إنسانى راق، يلمسونها، ويعيشونها، ويغتبطون بها، «نهر المحبة» يجرى فى الأرض الطيبة، المحبة تفيض على ضفاف النيل، «منسوب المحبة» والحمد لله مرتفع بين الأحباب، فيضان المحبة يروى الأرض العطشى وكل يهنئ أخاه، جاره، عشرة العمر الجميل.

غسيل الوجوه بماء المحبة، «الوضوء الوطنى» من دنس الكراهية، والمؤذن يؤذن بالصلاة فى محراب التسامح، المصرى الطيب لم يعرف يومم تمييزا، حتى فى الأسماء، كانت الأسماء مشتركة، وكانت البيوت متلاصقة، والجار للجار حتى سابع جار، مودة ورحمة وإيثارا.

مرت عقود الكراهية طويلة كئيبة، كنا نتشوق لنسيم المحبة يهفهف على وجوه الأحباب، اللمة والعشرة والناس الطيبة، هبت علينا رياح الهبوب تلفح الوجوه بفتاوى صحراوية متفجرة، تم إبطالها، والتوقى منها، «لقاح المحبة» كان فعالا فى وأد فيروسات الكراهية المتحورة إخوانا وسلفيين، وقانا الله من شرورهم أجمعين.

مطلوب «هش» فلول الغربان والحدادى الناعقة بالطائفية من على شجر الوطن، وكبح شرورهم أقوالا وأفعالا بالقانون، القانون وجاءٌ.. وقاية من أمثالهم، وإن لم يرعووا لأدبيات العيش الكريم المشترك، فالعقاب المجتمعى سيردعهم عاجلا، غير آجل، فالوطن لا يحتمل أمثالهم، سيجرفهم «نهر المحبة» يجرى رقراقا فى الأرض الطيبة.. دامت محبتكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البَابَا تَوَاضروس فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ البَابَا تَوَاضروس فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري

GMT 22:39 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

الكشف عن صورة صادمة للراقصة الروسية جوهرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon