بقلم - حمدي رزق
جماعة «مِن الحب ما قتل» يكفّون عن الثرثرة، وجماعة «مكنش في وعيه يا عينى» يرحمونا من تحليلاتهم النفسانية، وجماعة «أصلها مش محجبة» يرحمونا، ارحموا من في القبر، يرحمكم من في السماء..«عادل قتل نيرة» انتقامًا، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وإعدامه شنقًا مطلب، «آخِرُ الدَّاءِ الكَىّ» كما جاء في لسان العرب.حسنًا تم حذف فيديو ذبح فتاة المنصورة من وسائِل التواصل الاجتماعى، سيما ثوانى الذبح الرهيبة، خلّفت صدمة، أخشى رعبًا أكبر من هذا سوف يجىء؟!
جريمة «المنصورة» الرهيبة صورة بربرية ترتد بنا إلى عصور غابرة، عصور ما قبل القانون، عصور عارية من الإنسانية، صورة شريرة، مُوحِشة، متوحشة، لا حرمة ولا قانون ولا عُرف ولا شىء سوى الانتقام ذبحا وبدم بارد.
صورة شاذة، طبيعة المصريين ملؤها شهامة ونخوة ورحمة، هذه صورة من العالم السفلى، من عالم «عبده موتة»، عالم متوحش تُسفك فيه الدماء ببرود وقسوة وجبروت، تخويفًا وترهيبًا وتفزيعًا.
عفوًا، لا تقل إنه مجنون، أو مهبوش، أو استروكس، مدمن، هذا قاتل ضليع في الإجرام، قتلها عمدًا، ومثّل الجريمة في موقعها في مواجهة النيابة، القاتل لم يكتف بطعنها انتقاما، لا تقل عاشقا معتوها ولا تهينوا عقولنا بافتكاس أسباب تنفيها وقائع مذاعة صوتًا وصورة.
الوحشية تنضح من الصورة، مخيفة، صورة مكبرة من الحقد والغضب والثأر الذي سكن قلبه، ونسيت الحب، الحقد في حياتك طرد الحب.. صورة، صورة، للبشر المسعورة، الذبح على قارعة الطريق، خارق لكل القوانين والأعراف.
شيوع هذه الصورة القبيحة مثل شيوع الفاحشة، وهى صورة فاحشة، فحش أخلاقى، جريمة ضد الإنسانية، من أين استقوا طريقة الذبح على قارعة الطريق..؟!
الردة إلى عصور الغاب، طالب جامعى متفوق يذبح البراءة مجسدة في فتاة بريئة دون وجل من ضمير، أو خشية من عقاب، في تقليد أعمى لمسلسلات الغاب التي ابتلينا بها..
حسنًا تحرك النائب العام من فوره، والمحاكمة عاجلة، ولكن هل هناك مقترح قانونى يلجم هذا التوحش، هل لا تزال هناك إدارة ممنهجة تحكم البشر وتتحكم في سلوكهم الهمجى، ما يسمى إدارة التوحش المجتمعى؟، والسؤال: متى يتحول الإنسان إلى وحش؟!.. يقينًا، في مراجع العلوم الاجتماعية والإنسانية تفسيرات لهذا السلوك الهمجى يستوجب ألا تمر مثل هذه الطفرات الهمجية في سياق البشر دون دراسات اجتماعية وإنسانية معمقة.
في هذا الربع الخالى من الإنسانية سبقت حوادث من نفس العينة.. وقبل أسابيع، وقبل شهور، وطوال سنوات خلت تمت فيها جرائم ذبح على قارعة الطريق، وغضضنا البصر، وتغافلنا، وتلهينا عنها عامدين أو متغافلين، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ!
الصورة التي لفّت العالم، لو تعلمون كافية ليشيح العالم المتحضر بوجهه عنا، يأنف فعلنا، ويدين صنيعنا.. وأمام أنفسنا: ألا نخجل، ألا نغضب، ألا نستحى؟!.. واليوم على الشجر يغرد تعاطفا مع القاتل.. بين ظهرانينا وحوش طليقة في الفضاء الإلكترونى!!
انزعوا من أيدى السفاحين السكاكين، أعدموهم علانية حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر، ولمن يشيرون، ويبغبغون، تبًا لكم، وسحقًا لأفعالكم، استحوا قليلًا، ألا تخجلون من بوستاتكم المنشورة؟!.. تبًا لكم ولفعلكم الكريه، انبذوا هذه الروح الشريرة، العنوها والعنوا فاعلها.. واقطعوا رقبته عاجلا.. وإلا صارت مثلًا.