احتراز وجوبى، لست من جماعة الترفيه، ولست من المبشرين بالترفيه، لا أنا مغنٍ ولا مضروب بالفنون، ولا موصل جيد لحرارة موسم الرياض.. فحسب، من المتابعين من بعيد لبعيد.
وحتى لا يظن بى البعض الظنون، وبعض الظن أثم كبير، لست من جماعة عاصرى الليمون، ولست بعاصر على نفسى ليمونة حمضانة وأنا أتابع متوالية نجاحات الهيئة العامة للترفيه فى الشقيقة العربية السعودية، سيما نجاحها اللافت فى إعادة الكبيرة نجاة الصغيرة إلى الحياة الفنية بعد طول اختفاء بظهور لافت.. كانت مفاجأة سارة.
أعلاه يؤشر على ما يليه.. أقر بعد متابعات مهنية بجدارة وامتياز «خلية العمل المصرية»، التى تعمل فى سياق هيئة الترفيه السعودية، خلية متوفرة بجدية على الحالة الفنية المصرية، تختار نجومها بذكاء، وتولف مناسباتها باحترافية، وتنجز فروضها على وقتها.. تذكرنا بما نسينا من حفاوة بالفن وأهله.
لست من الرافضة للاحتفاء السعودى بالفن المصرى، عكسًا، هل من مزيد من الحفاوة العربية!.. نجوم مصر نجوم الشباك، والحضور المصرى له مذاق خاص، وزخم الإبداعات المصرية لا تحده حدود، وقوة مصر الناعمة تشع فى أجواز الفضاء، نجوم ساطعة وكواكب مشعة، الإشعاع الفنى كما يقولون.
يلزم الحفاوة بالحفاوة، وليس بالجفاء والرفض والاستنكاف وعصر الليمون، الحفاوة السعودية (المستجدة) حلقة من حفاوة عربية مستدامة بالفن المصرى.
لا تستغرب الجسر الفنى الطائر إلى الرياض، الحج الفنى إلى الرياض صار طقسًا.. ولماذا تستغرب و«بيروت» كانت موئلًا للفن المصرى قبلا، ولاتزال، وكذا دمشق وتونس الخضراء، إذ فجأة خلت الساحة العربية من مدن الفنون، فتصدرت الرياض.. لا تَلُم هيئة الترفيه إذا احتفت بنجاة الكبيرة مقامًا على درجة مبدع قدير.
ولست من هواة جلد الذات، وجلد الظهور، الفن المصرى ليس حكرا على القاهرة، الفن المصرى للاكتفاء الذاتى والتصدير فى آن، من الصادرات المصرية ذات الجودة العالية، إبداعات الفن المصرى تلقى رواجًا فى بلاد العرب، تنافس الصادرات التركية.
احترافية الخلية المصرية فى معية المستشار «تركى آل الشيخ»، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، مفروض يورثنا غيرة صحية، ويلزم السؤال: لماذا تغيب هذه الروح الاحترافية عن جماعتنا فى القاهرة؟!.
تخيل.. لدينا مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مدينة خيالية على مساحة ١٢٧ فدانًا، مدينة تستحق لقب الأجمل، تستوعب ألوانًا من الفنون والاستعراضات والاحتفالات على مدار العام.
تدشين هذه المدينة تحتاج إلى عقلية احترافية، تتوفر على حالة فنية ثقافية مبهرة لم تشهد مثلها البلاد، تلفت أنظار العالم إلى هوليوود الشرق مجددا، وتستقطب نجوم الفن والغناء مصريا وعربيا وعالميا.
مدينة تشع إبداعا، موئل للفنون والثقافات، متحررة من القيود السلفية والبيروقراطية، والأمراض الوظيفية المزمنة والسارية.
مطلوب خلية احترافية متحررة إبداعيًا، لا ترتهن أبدًا بالنسق الإدارى الذى يقتل الإبداع فى مهده، ويخنق روحه، ويكوّمه جنب الحائط ركامًا.
أيضًا، مطلوب مثقف من الصنف الفاخر يدير منظومة فنية ثقافية بامتياز واحترافية، ولن تعدم مصر مثل هذه النوعية الفاخرة من المثقفين العظام الذين يتمنون خدمة تراب الوطن قبل إبداعه.