توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى..

  مصر اليوم -

ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى

بقلم - حمدي رزق

صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلَّا أوتوا الجدَلَ، ثمَّ تلا رسولُ اللَّهِ هذهِ الآيةَ: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)». (الزخرف: ٥٨).والمعنى الجدال المؤدى إلى مراء ووقوع فى شك، جدال لا يرجع إلى علم، ولا يُقضى فيه بضرس قاطع، وليس فيه اتباع للبرهان، بل يخبط خبط عشواء غير فارق بين حقٍّ وباطل.

السقوط فى فخ الجدل يضل الطريق، جدل الحجاب مثل خبط عشوائى على الأبواب.

اللباس حرية شخصية وتُحترم، من تلبس بادى هى حرة وتُحترم، ومن تلبس حجاب هى حرة وتُحترم، ومن تلبس نقاب هى حرة وتُحترم، هل نتعلم احترام حرية الآخرين؟.. من يحاسب العباد هو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، التألى على الله حكمه حرام وعقابه عذاب.

الجدل حول الحجاب يحرفنا عن قضايا أخطر، تخيل زدنا ربع مليون نسمة فى ٥٩ يومًا، كارثة، قنبلة زمنية موقوتة، والهرى شغال، لايزال مُنصبًا على الحجاب، والشيخ فلان قال، والشيخ علان قال، وهكذا دواليك، أسطوانة مشروخة تُطرب من أصابه صمم، كضجيج بلا طحن.

صداع مجتمعى رهيب، عندما يصاب المجتمع بالصداع النصفى لا يرى موضع قدميه جيدًا.. ويضل الطريق إلى مقاصده الوطنية، بمعنى الضروريات الوطنية، الوطن ممتحن بقضايا وجودية.. ونحن نتلهى عن المتون بهوامش.. نهش الهاموش ونترك الضوارى تنهش فى لحم الوطن.

هنا مستوجب حديث الأولويات، الحجاب ليس أولوية مجتمعية، التعليم والصحة ومعايش الطيبين أولويات، لماذا إهدار الطاقات المجتمعية فيما ليس وراءه طائل؟

لن تخلع النساء الحجاب إلا نادرًا، وللأسف يُعاقبن مجتمعيًا بالزجر والتنمر، ولن تتحجب فتاة إلا إذا كانت راغبة فيه، التزامًا بنزوع دينى، أو مضطرة إليه، بعض الشباب يفضلها عند الزواج محجبة، إذن تعددت الأسباب المجتمعية والدينية والحجاب صار ملونًا.

ما ضركم؟ عندما تتحدثون عن الحرية الشخصية مصونة وتخشون المساس بها، إذن مستوجب احترام حريات الآخرين، كيف تنادى بالحرية وتضنُّ بها على غيرك، كيف ترفض المساس بالحريات وتغمز وتلمز فى حق ارتداء أو خلع الحجاب، وتجتهد فى بيان كونه ليس فرضًا ولا سنة، وغيرك يجتهد فى اعتباره من كمال الإيمان؟ وتصير معركة لا طائل منها سوى تعويق المجتمع عن إدراك أولوياته، خلينا متعثرين فى ذيل الجلباب.

لست عليهم بمسيطر، ومن ولاك أنت وهو وهى عليهن، تتحجب تتنقب تلبس بادى.. هى حرة، «أنا حرة»، عنوان فيلم هادف، فقط منكور الإكراه على الحجاب، مرفوض قانونًا، وهنا بيت القصيد.. والقصد مناهضة فرض الحجاب بالإكراه.

صحيح هناك ما يمكن وصفه جوازيًا تحبيذ الحجاب على ما سواه بروايات دينية عليها خلاف بين الفقهاء، ولكن إهدار حق المرأة فى الاختيار الحر، وحريتها الشخصية فى ارتداء ما شاء لها من الثياب، لا يمت للحرية الشخصية بصلة، مثلها مثل حملة الكراهية المستعرة ضد غير المحجبات، بغية إذعان باستخدام مفرط لمنطوق الحلال والحرام، وتحت قصف دينى مباشر لعقول النساء، كلاهما منطق مرفوض، ويحمل وصاية دينية ومجتمعية، دون اعتبار للحرية الشخصية، أخشى أنه منطق أعوج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon