توقيت القاهرة المحلي 04:24:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعلى نسبة مشاهدة

  مصر اليوم -

أعلى نسبة مشاهدة

بقلم - حمدي رزق

وأحداث المسلسل أعلاه، عن قصة حقيقية، بطلتها فتاة من عائلة بسيطة، مهووسة بموقع الـ«تيك توك»، تواجه، وشقيقتها، العديد من المواقف، دراما شبابية مشوقة لا تخلو من طرافة.

حذق صناع الدراما الرمضانية لافت، لا يخلو مسلسل من تناول جاد لانعكاسات وسائل التواصل الاجتماعى (السالبة) على سلوكيات الشباب، وما تخلفه من انهيارات أسرية.

الوهم الافتراضى فتح على الواقع المعيش، الافتراضى مهيمن مسيطر تمامًا على مجريات الأحداث، وكأن الحالة (الحارة المصرية) كما تعكسها المسلسلات باتت مرتهنة بالاستخدام المفرط للجهاز السحرى (المحمول)، «يخرب بيت المحمول ع اللى اخترعه».. والجملة على لسان الفنان القدير «يحيى الفخرانى» فى مسلسل «عتبات البهجة».

التفاتة صناع الدراما إلى التفاعلات المجتمعية المرتهنة بـ«السوشيال ميديا» و«التريند» بمعنى رائج ومنتشر، التريند «حديث اللحظة» فى دراما رمضان.

التريند جنن البلد، ابتزاز، تهديد، تحرش، تنمر، صورة «إذ فجأة» تترجم تريند فى ثوانى، تغشى الفضاء الإلكترونى، تدربك الدنيا، يعلو الصراخ، ومآسٍ أسرية مروعة، صور مؤلمة منها فى مسلسلات رمضان.

لا أزعم عقلًا، ولا أدعى حكمة، ولكن عقلى شت من واقع معيش تجسده المسلسلات يتلهى بالتريند، «منه لله اللى اخترع الفيس»، وأدعى من قلبى على اللى اخترع تويتر وإنستجرام، ومنه لأحكم الحاكمين اللى دل البنات على غرف الشات، وزاد وغطى التيك توك، وما أدراك ما التوك توك الإلكترونى، والغلطة الأخيرة من عندياتى لم ترد فى حوار المسلسلات.

ناس خبيثة، قدروا يسرقوا دماغ الشباب فى غفلة، الناس تنام وتصحى على فيديوهات فى الغالب خارجة (خارج السياق المجتمعى)، للأسف باتت رائجة بين العامة، وارفع وشير وأنا أشير، ونقضيها تشيير وسلامتك يا دماغى!!

الدراما تقول حكمة مؤداها السوس الإلكترونى ينخر فى عضم البلد، ما يستأهل وقفة من الحادبين على سلامة البنيان (البنية الأخلاقية الأساسية)، الفضاء الوطنى فى شغل عما هو مصيرى، الناس تدور فى فلك مغاير تمامًا، راكبة التريند وطايرة فى الهوا شاشى.

إزاء فضاء مجتمعى فارغ تمامًا من الهم الوطنى العام، متخم ومنشغل بقضايا هامشية وهمية تستنفد «الوقود الحيوى» لهذا الوطن، السوس الإلكترونى يعجزنا عن إدراك ما يجرى، ويلفتنا عن قضايا الوطن المصيرية.

الشغف الإلكترونى بات مرضيًا، إدمان إلكترونى، «كل واحد ماسك محمول يصور نفسه ويصور غيره»، (والجملة على لسان الكبيرة «إنعام سالوسة» أم فتحى، من نجمات مسلسل أعلى نسبة مشاهدة).

من ذا الذى يستحضر العفاريت التى تسكن الفضاء الإلكترونى، من يرهن حاضرنا، ويشغلنا عن مستقبلنا، من ذا الذى يصطنع التريند ويسوقه ساخنًا بطعم البهار الحار، من يفتش فى الفناء الخلفى للأسرة المصرية بحثًا عن صورة شاذة يتلذذ بتفاصيلها شذاذ الآفاق، ويتلهى بها العوام فى الطرقات، من يحرفنا عن جادة الطريق، من يُمسك بناصية الفضاء الإلكترونى فيذهب بنا إلى عوالم خفية.

التريند أكل عقل البلد، تحس البلد راكبها عفريت، معفرة، كل يوم ينفث انتكاسة من منخاره الفظيع، تتجسد معارك عبثية، وتريندات وهمية، وحكايات للتسلية وتزجية وقت الفراغ، ولت وعجن وفطائر محلاة بقشدة مخفوقة، تحس البلد كلها فتحت على المزاريطة مسقط رأس الكبير أوى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعلى نسبة مشاهدة أعلى نسبة مشاهدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon