مجمع اللغة العربية مشكورا، اعتمد تركيب «تخفيف الأحمال» لغويا، بعد دراسته من لجنة الألفاظ والأساليب، وأضفى عليه «المشروعية اللغوية».
وحسب المجمع، «تخفيف الأحمال» بمعنى وقف التيار الكهربائى، فترات محددة معلنة، من جانب الجهة المشرفة المنتجة أو الموزعة؛ تخفيفا على الأجهزة.
وفى أسباب الإجازة، التركيب «تخفيف الأحمال» مركب إضافى، من إضافة المصدر إلى مفعوله، وهو صحيح البنية، واضح الدلالة ذائع الاستعمال.
تخفيف الأحمال حصل على إجازة من مجمع اللغة العربية، براءة الاختراع من حق حكومة المهندس «مصطفى مدبولى»، حق حصرى، ملكية فكرية، الحكومة تركب التركيبات، والمجمع يتكفل بإجازتها، ويوطئ لاستخدامها على علاتها مستقبلا.
بعيدا عن اللغويات، مكره أخوك لا بطل، الحكومة مكرهة على انتهاج خطة «تخفيف الأحمال»، والطيبون مكرهون على تحمل أعباء تخفيف الأحمال، والحكمة تقول نستحمل بعضينا، ونخفف على بعض، الحكومة تجتهد فى تخفيف أعباء التخفيف، والناس تتقبل التخفيف بصدر رحب، شدة وتزول.
ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم، فقط التخفيف يراعى الأولويات، ويحقق الموازنات، وبجداول زمنية مقررة صارمة، ليتكيف معها عموم الناس، ويجدولوا يومياتهم وفق مواعيد التخفيف المقررة سلفا، لا داعى للمفاجآت غير السارة وحوادث التخفيف المؤلمة، الفضاء الإلكترونى يشغى بحكايات عن مآسى تخفيف الأحمال.
وقبل التخفيف وبعده، مهمٌّ تنوير الرأى العام بحقيقة أزمة الكهرباء، وأسباب اللجوء إلى تخفيف الأحمال فى مدخل صيف قائظ حسب توقعات الأرصاد الجوية.
الشفافية مطلوبة، لا يترك الناس هكذا حيارى يتساءلون، نهبا للشائعات التى تطلقها منصات تستهدف تشويش الرأى العام، وحرفه عن موجبات الاحتمال.
مطلوب بيان واضح ومذاع، يحدد الأسباب، والمدد الزمنية المقررة، والمتوقعة، العاجلة والآجلة، ومدد التخفيف، والمرافق المستثناة، مع مراعاة فروق التوقيت حسب دفتر الأحوال.
الحقيقة ولا سواها، التخفى من أسباب أزمة الكهرباء لا يخفف الأحمال، يثقل كاهل الناس، على الحكومة أن تقتسم الأحمال مع الشعب، بشرح أسباب تخفيف الأحمال.. وهذا ليس عيبا ولا نقصا نتدارى منه.
أن تأتى متأخرا، المستشار «محمد الحمصانى» المتحدث باسم مجلس الوزراء تكلم أخيرا، وتحدث عن جهود حثيثة لتفكيك أزمة الكهرباء، حل جذرى، ومعلوم الحل الجذرى بعيد المنال (مؤقتا)، وعليه مستوجب مخاطبة الشارع بتحمل الغرم على طريقة «مكره أخوك لا بطل».
الحمصانى يشرح للصديق «شريف عامر» عبر «MBC مصر»: «الأعباء الواقعة على شبكة الكهرباء، نتيجة التزايد فى التوسعات العمرانية والمشروعات القومية الكبرى، تستلزم استيراد الكثير من الوقود والطاقة لتشغيل محطات الكهرباء، والأموال أو السيولة الدولارية يتم التعامل معها بصورة (رشيدة) لأن هناك أولويات للمواطن بخلاف الكهرباء».
إذن، تفكيك أزمة الكهرباء يستلزم توفير سيولة دولارية لاستيراد الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، والعين بصيرة واليد قصيرة عن إدراك المطلوب (مؤقتا)، والحلول الجذرية تستلزم سيولة دولارية، وهذا يستغرق وقتا علينا احتماله، ومستوجب الطلب بشياكة، ولباقة سياسية من الطيبين؛ الاحتمال (صيفا) برضا نفس وطيب خاطر.
لا أحد سعيد بتخفيف الأحمال، ما يستوجب حلا جذريا وعاجلا، فحسب مراجعة الأولويات، الكهرباء من الأولويات، من مقومات الحياة، مستشفيات ومدارس وجامعات، مصانع ومزارع وخدمات، فضلا عما تخلفه خطة تخفيف الأحمال من منغصات تعكر المزاج العام، معلوم الرضا العام أولوية أولى، وعلى الحكومة أن تسعى ما استطاعت إلى نيل الرضا العام بتخفيف الأعباء الحياتية، وأولها التخلص من تخفيف الأحمال