توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تخفيف الأحمال.. لغويًّا وسياسيًّا!!

  مصر اليوم -

تخفيف الأحمال لغويًّا وسياسيًّا

بقلم - حمدي رزق

مجمع اللغة العربية مشكورا، اعتمد تركيب «تخفيف الأحمال» لغويا، بعد دراسته من لجنة الألفاظ والأساليب، وأضفى عليه «المشروعية اللغوية».

وحسب المجمع، «تخفيف الأحمال» بمعنى وقف التيار الكهربائى، فترات محددة معلنة، من جانب الجهة المشرفة المنتجة أو الموزعة؛ تخفيفا على الأجهزة.

وفى أسباب الإجازة، التركيب «تخفيف الأحمال» مركب إضافى، من إضافة المصدر إلى مفعوله، وهو صحيح البنية، واضح الدلالة ذائع الاستعمال.

تخفيف الأحمال حصل على إجازة من مجمع اللغة العربية، براءة الاختراع من حق حكومة المهندس «مصطفى مدبولى»، حق حصرى، ملكية فكرية، الحكومة تركب التركيبات، والمجمع يتكفل بإجازتها، ويوطئ لاستخدامها على علاتها مستقبلا.

بعيدا عن اللغويات، مكره أخوك لا بطل، الحكومة مكرهة على انتهاج خطة «تخفيف الأحمال»، والطيبون مكرهون على تحمل أعباء تخفيف الأحمال، والحكمة تقول نستحمل بعضينا، ونخفف على بعض، الحكومة تجتهد فى تخفيف أعباء التخفيف، والناس تتقبل التخفيف بصدر رحب، شدة وتزول.

ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم، فقط التخفيف يراعى الأولويات، ويحقق الموازنات، وبجداول زمنية مقررة صارمة، ليتكيف معها عموم الناس، ويجدولوا يومياتهم وفق مواعيد التخفيف المقررة سلفا، لا داعى للمفاجآت غير السارة وحوادث التخفيف المؤلمة، الفضاء الإلكترونى يشغى بحكايات عن مآسى تخفيف الأحمال.

وقبل التخفيف وبعده، مهمٌّ تنوير الرأى العام بحقيقة أزمة الكهرباء، وأسباب اللجوء إلى تخفيف الأحمال فى مدخل صيف قائظ حسب توقعات الأرصاد الجوية.

الشفافية مطلوبة، لا يترك الناس هكذا حيارى يتساءلون، نهبا للشائعات التى تطلقها منصات تستهدف تشويش الرأى العام، وحرفه عن موجبات الاحتمال.

مطلوب بيان واضح ومذاع، يحدد الأسباب، والمدد الزمنية المقررة، والمتوقعة، العاجلة والآجلة، ومدد التخفيف، والمرافق المستثناة، مع مراعاة فروق التوقيت حسب دفتر الأحوال.

الحقيقة ولا سواها، التخفى من أسباب أزمة الكهرباء لا يخفف الأحمال، يثقل كاهل الناس، على الحكومة أن تقتسم الأحمال مع الشعب، بشرح أسباب تخفيف الأحمال.. وهذا ليس عيبا ولا نقصا نتدارى منه.

أن تأتى متأخرا، المستشار «محمد الحمصانى» المتحدث باسم مجلس الوزراء تكلم أخيرا، وتحدث عن جهود حثيثة لتفكيك أزمة الكهرباء، حل جذرى، ومعلوم الحل الجذرى بعيد المنال (مؤقتا)، وعليه مستوجب مخاطبة الشارع بتحمل الغرم على طريقة «مكره أخوك لا بطل».

الحمصانى يشرح للصديق «شريف عامر» عبر «MBC مصر»: «الأعباء الواقعة على شبكة الكهرباء، نتيجة التزايد فى التوسعات العمرانية والمشروعات القومية الكبرى، تستلزم استيراد الكثير من الوقود والطاقة لتشغيل محطات الكهرباء، والأموال أو السيولة الدولارية يتم التعامل معها بصورة (رشيدة) لأن هناك أولويات للمواطن بخلاف الكهرباء».

إذن، تفكيك أزمة الكهرباء يستلزم توفير سيولة دولارية لاستيراد الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، والعين بصيرة واليد قصيرة عن إدراك المطلوب (مؤقتا)، والحلول الجذرية تستلزم سيولة دولارية، وهذا يستغرق وقتا علينا احتماله، ومستوجب الطلب بشياكة، ولباقة سياسية من الطيبين؛ الاحتمال (صيفا) برضا نفس وطيب خاطر.

لا أحد سعيد بتخفيف الأحمال، ما يستوجب حلا جذريا وعاجلا، فحسب مراجعة الأولويات، الكهرباء من الأولويات، من مقومات الحياة، مستشفيات ومدارس وجامعات، مصانع ومزارع وخدمات، فضلا عما تخلفه خطة تخفيف الأحمال من منغصات تعكر المزاج العام، معلوم الرضا العام أولوية أولى، وعلى الحكومة أن تسعى ما استطاعت إلى نيل الرضا العام بتخفيف الأعباء الحياتية، وأولها التخلص من تخفيف الأحمال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخفيف الأحمال لغويًّا وسياسيًّا تخفيف الأحمال لغويًّا وسياسيًّا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon