توقيت القاهرة المحلي 07:29:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطيئة ميدو..

  مصر اليوم -

خطيئة ميدو

بقلم - حمدي رزق

أخطأ الكابتن أحمد حسام «ميدو» واعتذر علانية لكل طبيب تأذى من حديثه تحت ضغط أزمة مرضية ألمّت بعزيز عليه، وأبدى تعاطفًا مع جموع الأطباء، مطالبًا بتحسين أجورهم ليؤدوا وظيفتهم على أكمل وجه.

غضبة نقابة الأطباء طبيعية ومنطقية ومبررة، منوط بها حماية أعضائها من تغول البعض، وتجاوز البعض، قولًا كما فعل ميدو، وفعلًا بالاعتداء عليهم في المستشفيات والوحدات الطبية.. النقابة خط الدفاع الأول عن الأطباء، وتمارس هذا الحق وفق القانون، لا تتجاوزه، وعلى رأسها نقيب مقدر، الدكتور حسين خيرى، الذي لا يُسمع له صوت، ولكن يعمل في صمت لرعاية إخوته من الشرور المجتمعية.

في سياق زوبعة «ميدو» لافت حديث أجور الأطباء وعدم كفايتها، ما يؤدى إلى هجرتهم هجرة مؤقتة بعقد عمل خليجى في الأغلب الأعم، أو هجرة دائمة، وهذه «أم القضايا» المستوجب التوقف أمامها بحثًا عن حلول واقعية في سياق مجتمعى.. المنظومة الطبية تنزف بشدة، والنقص فادح في كثير من التخصصات، وسيستمر النزيف إذا لم يحدث تدخل جراحى حاسم من قبل وزارة الصحة يوقف النزيف أولًا.. ويعالج آثاره تاليًا.

حديث المقارنات بين دخول الأطباء ولاعبى الكرة غير مهضوم، وفيه تزيّد، فليس كل لاعبى الكرة يحصدون الملايين كما يتخيل البعض، وليس كل الأطباء يترجون العيش الكريم كما يتزيد البعض، المقارنة جد ظالمة، والمعادلة لا تستقيم.

يصح مقارنة الأطباء بأحوال المهندسين مثلًا، ولكن لاعبى الكرة في سياق مختلف، حتى لا تصح مقارنتهم ببقية الألعاب، لاعبو الكرة قصة تانية خالص.. إعلانات وحقوق بث تليفزيونى، وبيع فانلات، وهلم جرا.. عالم تانى يحدثك عنه «ميدو» كثيرًا.

ما نرجوه، ودون أحقاد اجتماعية، هو الحد الأدنى لحياة كريمة للأطباء، ورُب صدفة، حديث «ميدو» يكون مفتتح الحديث عن «كادر جديد» للأطباء يوفر لهم متطلبات الحياة الكريمة. وهم يستحقون، مرابطون على الخطوط الأمامية في مواجهة الوباء، وسقط من بين صفوفهم نحو ٦٠٠ شهيد في ظرف عامين، ويعملون في ظروف قاسية، ولساعات طويلة، وتحت ضغط مجتمعى هائل، مفزع ومرعب، يعملون تحت التهديد في ظل ثقافة مجتمعية تُحمّل الطبيب الغرم مهما كانت حالة المريض، ويخضع الطبيب للمساءلة مرتين، من النقابة والمحكمة.. ويا ويله ويا سواد ليله إذا أخطأ.. مع أن الأخطاء المهنية واردة حتى في كرة القدم وفى حلق المرمى!.

ما فاه به «ميدو» ويؤخذ عليه عتابًا، بلاها حكاية البلاغات إياها، يلفتنا إلى القضية الأهم: الأجور في المنظومة الطبية.. وأرجو ألا يحرفنا عنها الحديث عن أجور كبار الأطباء، هؤلاء كريمة المجتمع الطبى، لا يقاس عليهم، كما لا تقاس أجور نجوم الكرة على لاعبى دورى المظاليم.

ما يستوجب نظرة من الدكتور خالد عبدالغفار (وزير الصحة بالإنابة) ممثلًا للحكومة، دراسة واقعية معمقة للأجور في المنظومة الطبية في سياق منظومة الأجور عامة.. الأطباء لا يطلبون وضعًا خاصًا، ولكن وضعًا كريمًا يتوافق مع طبيعة العمل، وهم عُرضة للعدوى من الأمراض التي يتوفرون على علاجها.. وهذا بيت القصيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطيئة ميدو خطيئة ميدو



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon