يليق بدولة كبيرة بيان الرئاسة المصرية ردًّا على سقطة الرئيس «جو بايدن»، حسنًا جاء الرد المصرى المهذب سياسيًّا قاطعًا حازمًا حسب الأصول الدبلوماسية المرعية فى علاقات الكبار، بيان يدخل فى باب الأدب السياسى، الذى لا تجيده الإدارة الأمريكية عند تناولها للشأن المصرى.
من مأثورات طيب الذكر الأستاذ «هيكل» وبتصرف «إدارة شاخت فى مواقعها»، واللبيب من الإشارة يفهم، الرئيس بايدن بات يخلط تخليطًا عجيبًا، يتحدث إلى الأموات فى شؤون الأحياء.
وعليه مستوجب على وزير خارجيته «أنتونى بلينكن» تذكرته بما قد نسى، عله يتذكر الفيتو الأمريكى مرارًا فى مجلس الأمن لمنع الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة وإدخال المساعدات المجمدة على معبر رفح لأسابيع طوال، ويذكره بالجسر الجوى المباشر من القواعد العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط لقتل المدنيين العزل.
نسى بايدن حضوره شخصيًّا ووزيرى دفاعه وخارجيته مجلس الحرب الإسرائيلى الذى يخطط لتهجير الفلسطينيين قسريًّا تحت القصف المفرط، وضغط مصر لفتح المعبر على البحرى لتهجير الفلسطينيين من أرضهم السليبة.
نسى أو تناسى، الإدارة الأمريكية فى خطابها الرئاسى تدعم إسرائيل دعمًا علنيًّا، ولا تتخفى من هذا الدعم، وتتقرب إلى الشعب الإسرائيلى بالمليارات، ثم تتذاكى وتتباكى على أطفال غزة بالدمع الهتون.
معلوم إسرائيل أحب إلى بايدن من «تكساس»، الإدارة العاجزة أمام تبجح وإجرام نتنياهو تلصق بالقيادة المصرية الشريفة تهمة هى صاحبتها، وتنسل خفافًا سراعًا قبل أن يلحقها عارها.
تخيل الرئيس الأمريكى، يتبنى رواية نتنياهو الكذوب مجددًا، قبلًا أشاع على العالم فضيحة «قطع رقاب أطفال المستوطنات»، وعاد يدارى الكذبة بكذبة الحنو على أطفال غزة، وأنه لا ينام والخدج الرضع ينامون فى العراء.
سقطت ورقة التوت التى تدارى سوءته وهو يجمد تمويلات واشنطن لخدمات «الأونروا» الإنسانية فى القطاع لقتل ما تبقى من الأحياء جوعًا فى العراء. وكما تنطع فريق الدفاع عن مجرمى الإبادة الجماعية فى «محكمة العدل الدولية»، وتبجحوا بإلقاء مسؤولية إغلاق معبر رفح البرى فى وجه الإغاثة الإنسانية على عاتق الدولة المصرية، كذا يهرف بايدن فى تخليط سياسى فاضح.
ما نسيه بايدن أنه تم قصف المعبر أربع مرات لمنع دخول المساعدات فى الأيام الأولى للحرب، ولا يمكن رمى مصر بجرم جيش الاحتلال، إزاء جريمة حرب، إبادة لشعب أعزل، حصار وجوع كافر.
الموقف المصرى الشريف ظاهر جلِىّ، ولا ينكره إلا مَن فى قلبه مرض أو فى عقله خرف، ومصداقية القيادة المصرية تبرهن عليها الأمم المتحدة، وصرخات أمينها العام «أنطونيو جوتيريش» على المعبر، راجعوا توسلات جوتيريش، وكلها تتهم جيش الاحتلال بقصف معبر رفح وإغلاقه لإحكام الحصار على رقبة القطاع فى جريمة إبادة جماعية.
تاريخيًّا مصر تحتضن القضية، وتقف سدًّا منيعًا ضد تصفيتها، وهذا هو القول الفصل، والمعبر كما قال الرئيس السيسى، وهو صادق وغيره هم الكاذبون، المعبر مفتوح من أول يوم لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المصابين، وليس لتصفية القضية وتهجير سكان غزة فى سيناء.
ليست خافية أهداف الضغط السياسى الأمريكى، فى توقيت يستعد فيه مجرمو الحرب لاجتياح رفح، ما فاه به بايدن يترجم نوايا إسرائيل العدوانية فى تهجير سكان القطاع فى سيناء، وهذا ما تقف له مصر سدًّا منيعًا.. ولو على الرقاب.