للمصور الألمانى الشهير «روجر فريتس» مقولة عميقة المعنى مؤداها: «الفرق بين الواقع والحلم هو كلمة من ثلاثة أحرف (عمل)».
كان حلمًا ازدواج الممر الملاحى لقناة السويس، قناة السويس الجديدة حلم أجيال متعاقبة، كانوا يسمونه «الحلم المستحيل»، ولكن لا مستحيل أمام إرادة أحفاد الفراعين العظام.
فقط، كانت الإرادة السياسية غائبة، ركونًا إلى حائط الاستحالة، واكتفاءً بما هو كائن، ويغل دخلًا متواضعًا بالقياس بالإمكانيات التى تملكها القناة التى تطل بناصية عريضة على البحرين الأحمر والأبيض، موقع فريد، هبة من الله سبحانه وتعالى، ما يؤهلها لمكانة بحرية مستحقة عجزنا زمنا عن استثمارها الاستثمار الأمثل.
أرقام القناة المتحققة منذ إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة منذ الخميس 6 أغسطس 2015 جد مفرحة، أتت أكلها، تحقق 8 مليارات دولار سنويا، بزيادة تقدر بـ 3 مليارات دولار عما كان متحققا عام 2015.
الأرقام معلنة، والآمال معلقة فى رقبة رجال القناة، معقود فى نواصيهم الخير، قناة السويس الجديدة بطول 35 كيلومترا، رفدت الاقتصاد الوطنى بالمدد الضرورى فى سنوات صعيبة، سيما فى سنوات الجائحة والحرب الأوكرانية، ما يعكس تفاؤلا مستقبليا مستحقا.
عادة ما تنتعش الاقتصاديات فى الأجواء المبشرة، إشاعة الأمل صنعة، والأمل يفج كنور الفجر من ضفاف القناة، وكما تُغنى الست ثومة «هلّ الفجر بلونه الوردى بيصبح».
تسمع من الفريق «أسامة ربيع» رئيس هيئة قناة السويس، ما يغبط النفس ويرفع منسوب الأمل، إيرادات القناة المحققة تفرح، وهل من مزيد فى القريب العاجل.
مصر ذات الإرادة الحديدية استثمرت وتستثمر فى قناة السويس المليارات من حُر مال المصريين، فاكرين مليارات المصريين التى انهالت على المشروع الحلم، كانت آية من آيات الفخار الوطنى.
جد لم يبخل الرئيس السيسى فى قلب الشعب المصرى بالضرورى من «لحم الحى»، لتستمر القناة فى مهمتها التاريخية فى عمق الاقتصاد الوطنى.
توقعات متفائلة بأن ترتفع العائدات ما يزيد على 8 مليارات العام الحالى، قناة السويس بمثابة «الفرخة التى تبيض ذهبا»، ومشروع ازدواجها أتى أكله.. ومع حراك التجارة العالمية بعد تباطؤ دام طويلا، سيزيد الغلة.
القناة رافعة ثقيلة من روافع الاقتصاد الوطنى، وكل جنيه يستثمر فى هذا المجرى الملاحى العالمى يولد دولارا، 8 مليارات دولار محققة تفرق كتير فى عام يوصف بالصعب اقتصاديا.
مشروع القناة (الحلم) يستحق الأفضل دوما، ومن الموجبات الوطنية الحفاظ على حيوية وقدرة المجرى العالمى لاجتذاب التجارة العالمية مرورا بالقناة، وزيادة قدرة الهيئة على المساهمة فى التنمية الاقتصادية المستدامة لمرفق هيئة قناة السويس، وتطويره وفقًا لأفضل المعايير والقواعد الملاحية الدولية.
المشككون يمتنعون، ما شاء الله القناة تحقق طفرات غير مسبوقة على مدار الـ 8 سنوات الأخيرة، والأرقام الموثقة دالة، سواء زيادة عدد السفن والحمولات والمدخولات بعد مشروع الازدواج التاريخى.
دعك من ثعالب الكرم، الخبثاء، ثقة المصريين الخلصاء فى وطنية قيادتهم الوطنية لا تتزعزع، وتزيد الثقة فى مشروع القناة بأرقام مثل هذه حقيقة تسرى على ألسنة ذات مصداقية.. اللهم دِمها نعمة على المصريين يارب العالمين