«اسمحوا لى فى بداية كلمتى أن أتوجه بكلمة شكر وتقدير لشعب مصر العظيم، صاحب الكلمة وصاحب القرار رمز الأصالة والعزة والصمود..
لكم جميعًا يا أبناء مصر الكرام خالص التحية والتقدير على تجديد الثقة لتحمل مسؤولية قيادة وطننا العظيم لفترة رئاسية جديدة»..
من لا يشكر الناس لا يشكر الله، خطاب الرئيس السيسى إلى الشعب عقب حلفه اليمين الدستورية، أقرب إلى خطاب شكر وامتنان، الرئيس ممتن لكرم شعب أصيل..
السيسى يشكر المصريين جميعًا، معلوم، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، والفضل أولًا وأخيرًا للشعب المصرى العظيم الذى تصدى للإرهاب وعنفه، وتحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى وقسوته، وواجه متوالية الأزمات العالمية والإقليمية والحدودية بثبات ووعى وحكمة وخبرة السنين، يا ما دقت على الرؤوس طبول صاخبة.
خطاب القسم جاء أقرب إلى عهد ووعد، الرئيس يجدد العهد: «أعاهد الله أن أظل مخلصًا ولا ترى عينى سوى مصلحة الوطن.. محافظًا على العهد والوعد للمصريين وقبل كل شىء.. لمصرنا العزيزة».
وفى ترجمة العهد: «دعونى ونحن فى ربوع هذا الصرح العريق الممثل لإرادة شعب مصر، أن أجدد معكم العهد على استكمال مسيرة الوطن وتحقيق تطلعات الأمة العظيمة، فى بناء دولة حديثة ديمقراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون، متسلحين بعراقة تاريخ لا نظير له فى البلاد، وعزيمة أشد رسوخًا من الجبال، وآمال مستقبل يحمل- بإذن الله- كل الخير لبلدنا وشعبنا».
هذا عهد رجل مصرى نشأ فى ربوع الحارة المصرية الأصيلة، وانتمى إلى المؤسسة العسكرية العريقة، يستوجب التوقف مليًا أمام «خطاب القسم» الذى يُجمل منجز عقد كامل من عمر المحروسة، كشف حساب السيسى يؤشر على منجزاته، كتابه بيمينه، هاؤم اقرأوا كتابيه، والرجل يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الناس، ويسهر على راحة الناس، وتوفير سبل الحياة الكريمة للطيبين.
السيسى فى خطاب الشكر، يحدثنا عن حلمه، الجمهورية الجديدة، الرئيس يطارد حلمه ويجتهد فى تحقيقه لوطنه قدر استطاعته، وعلى مدد الشوف (فى كل شبر من أرض المحروسة) تتشكل ملامح الجمهورية الحلم، جمهورية واعدة تليق بالمصريين، وتلامس تطلعاتهم، وتتمثل تضحياتهم عبر عقود خلت من الإنجاز.
ملامح الجمهورية الحلم فى الكتاب، كتاب أبيض حروفه من نور يسجل كيف كان الحال.. وكيف أصبح، كيف كان الظلام مخيمًا، وكيف أشرقت شمس الوطن مجددًا.
الجمهورية الحلم، تتلافى ما خلفته الجمهورية الأولى من أوجه قصور، ونواقص، وعشوائيات، (راجع ملامح ومستهدفات العمل الوطنى للفترة المقبلة فى خطاب الولاية الجديدة).
جمهورية «حياة كريمة» تستهدف بناءً جديدًا خلوًا من الأمراض الاجتماعية السارية والمتوطنة التى نخرت فى أساسات الجمهورية الأولى، وكادت تسقطها فى أيادى الفاشية الدينية.
ولولا نضال هذا الشعب الأبى ووقوفه وراء قيادته الشجاعة التى اختارها على عينه حتى انبلج نور الصباح بعد ليل دامس اشتدت ظلمته على وطن يتنشق الفجر، وغنوته المفضلة بصوت مصر المطرز بعظمتها.. وهل الفجر بنوره الوردى بيصبح.
قوة الجمهورية الحلم فى نصاعة حلمها، وعظم تضحياتها، وقدرتها على رفع البناء عاليًا بهمم الرجال السمر الشداد وصبايا البلد.