توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العبور الاقتصادى

  مصر اليوم -

العبور الاقتصادى

بقلم : حمدي رزق

 لو كان هناك وصف صحيح ودقيق لما يجرى من جراحات عميقة فى أعماق الاقتصاد المصرى المنهك لكان عبوراً اقتصادياً بكل ما تحمله الكلمة من أعباء يتحملها الشعب الصابر، أملاً فى غدٍ أفضل.

أقول قولى هذا وأنا، صحفياً وإنسانياً، فى قلب أتون معركة العبور الاقتصادى أتلظى، كمواطن، بتبعات خطة اقتصادية مقتحمة لسواتر وموانع وعجز رهيب فى الموارد، خطة جريئة من قيادة شجاعة ترتكز على قاعدة شعبية ترنو إلى أمل يرونه بعيداً، ونراه قريباً قريباً بإذن الله.

مكانى دوماً بين الناس، فى القلب منهم، وموقعى وسط من نحسبهم أغنياء من التعفف، وأتألم لألمهم وأحزن لحزنهم، ولكنه موقن بأن هذا الشعب الكريم أبداً لا يُضام.

ويقينى أن العبور الاقتصادى يحتاج إلى تضحيات جسام واقتصاد حرب. واقتصاديات الحروب المجربة عالميا عانت من تبعاتها شعوب وثقت وصبرت فنالت حصاداً وفيراً.

خلاصته، فات الكثير ولم يتبق إلا القليل، وبعض من الاحتمال صار مطلوباً، والجَلَد صار من الموجبات، ولو كان فى المكنة ما يقيم أود دولة كبيرة كمصر ما كانت هناك حاجة لمزيد من الألم، ولكن كما يقولون «إيه اللى رماك على المرّ، يقيناً اللى أمرّ منه»، والأمَرُّ منه قاسٍ على النفوس الأبيّـة، التى هى عنوان عريض لشعب ضحّى ويضحّى ومستعد للتضحية بالمال والنفس، شعب يهب مصر كل صباح شهداء أبراراً، فلا يعزّ عليه اللقمة، تطلع من فمه ليقى بلاده وعثاء الطريق.

واعلم علم اليقين أن حزمة الإجراءات الاقتصادية مصحوبة بخدمة اجتماعية مُسخّرة لتخفيف العبء عن كاهل الفقراء ومحدودى الدخل، وبقى أن يترفع الميسورون عن مخصصات الفقراء، وأن يتعففوا ويخلوا طرفهم من زيت وسكر التموين، وأن يتركوا لقمة الغلابة للغلابة، ويتحملوا نصيبهم من الغرم، والأمل فى نفرة مجتمعية تعاونية يسهم فيها الأغنياء بما أفاء الله عليهم من خيره، من خير هذا البلد الطيب.

يقيناً لم تعد هناك بد��ئل أمام الحكومة فى الأمد القريب إلا استكمال خارطة الطريق، وهى معلومة للعامة، ويقيناً هناك ثقة كاملة بين القيادة التى اختارها الشعب على عينه والقواعد الشعبية التى لم تتأخر يوماً عن دعم العبور الاقتصادى بعد نجاح العبور السياسى بالخلاص من الاحتلال الإخوانى، فى مشهدٍ سجله التاريخ بأحرف من نور.

المطلوب ليس كثيراً على هذا الشعب البطل، وملحمة العبور الاقتصادى ليست نزهة خلوية، وفى التوصيف عبور صعب، ولكن التحام القيادة مع الشعب والشفافية والصراحة التى باتت أساس هذه العلاقة يوفر لنا مؤنة طريق جد صعيب، فإذا ما سارت القافلة سيراً حسناً سنصل إلى المراد، ونعبر الأزمة مؤملين فى غد أفضل.

نقلًا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبور الاقتصادى العبور الاقتصادى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon