توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القمص أرسانيوس.. شهيد الوطن

  مصر اليوم -

القمص أرسانيوس شهيد الوطن

بقلم - حمدي رزق

صاحب واجب، تعزية مُقدَّرة من الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب»، لقداسة البابا «تواضروس الثانى»، ولعموم الإخوة المسيحيين، فى استشهاد القمص «أرسانيوس وديد»، كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس بالإسكندرية.
وبعد التعزية، شيخ الأزهر يحذر: «فليتنبَّه الجميع إلى أن هذا الحادث وأمثاله هو طريق مُعبَّد لإشعال الحروب الدينية بين أبناء الوطن الواحد»، ويُطالب الجميع بأن يتيقَّظوا لمثل هذا المخطط، وأن يعملوا على إجهاضه أولًا بأول.

الإمام والحادبون على سلامة الوطن يتحسّبون، فالحادث فى توقيته وطريقته يَشِى بالكثير، وبيان النائب العام المستشار «حماده الصاوى» بسرعة إنجاز التحقيقات ضرورة لكشف ملابسات الاعتداء الآثم بعيدًا عن الاستنتاجات والتكهنات.

نُعزِّى أنفسنا، القمص «أرسانيوس وديد»، شهيد الوطن، رجل دين معروف فى كرموز برقة حاشيته، لم يؤذ أحدًا، يمشى فى جماعة على كورنيش الإسكندرية، يقطع عليه الطريق قاتل متربص، يذبحه من رقبته، دون أن يطرف جفنًا، أو يجفل طعنًا، ليسقط القمص الطيب مضرجًا فى دمائه الزكية.

القِصاص العاجل ضرورة مستوجبة، مثل هذه الحوادث نُذُر ريح سوداء، رياح السَّموم تلفح الوجوه، سكين يفتح جرحًا غائرًا فى جنب الوطن.

من حق إخوتنا أن يحزنوا، وما يُطمئن أن العدالة ستأخذ مجراها، فلا تجزعوا.

يبقى الإحساس الدفين بأن المسيحيين مستهدفون، أرجو ألّا يسيطر على التفكير ساعة الألم، ما يولد قلقًا يستتبعه غضب، ما نحتاجه والتحقيقات جارية بعض الهدوء حتى ينجلى الموقف، وتبين التحقيقات ملابسات الجريمة القذرة، وألّا نقفز إلى استنتاجات أخشى أن تذهب إلى تأويلات نحن فى غنى عنها الآن.

أقول قولى هذا، وحوائط «فيسبوك» مُجلَّلة بالسواد، حزنًا، والتأويلات جزافًا دون تبصُّر بالملابسات بين أيادى المُحقِّقين، ما يعطى الحادث أبعادًا طائفية بغيضة، كون الشهيد من رجال الدين المسيحى، والقاتل يُشاع أنه ملتحٍ ومن منطقة تشيع فيها السلفية، وفق التحليلات الفيسبوكية!!.

بالسوابق مثل هذه الحوادث تخضع لتحقيقات على أعلى المستويات لتجلية الأسباب، وتذهب من فورها إلى محاكمات عاجلة تجسيدًا للقِصاص، وحدث قبلًا.

فقط الهدوء رغم الحزن الساكن فينا، ونتريث «هنيهة» قبل إطلاق التكهنات مثل حيّات سامة فى الخلاء الإلكترونى لأن الصيد فى الماء العكر صنعة أعداء هذا الوطن.

نار الفتنة من مستصغر الشرر، والمرجفون فى المدينة سيشعلونها نارًا، إذ أقسموا ليَصْرِمُنَّها مُصْبِحين، حسابات وهمية تتخذ أسماء وشعارات مسيحية لتأجيج الفتنة الطائفية.

الحكمة ضالّة المؤمن، وبيان الكنيسة صدر عن بابا حكيم، لم يستبق التحقيقات، فحذارِ ثم حذارِ، دم الشهيد فى أيادٍ أمينة، مفتشو «الداخلية» عاكفون على تمحيص الواقعة، ولن يغمض لهم جفن حتى يضعوا النقاط فوق الحروف.. والنيابة العامة خير مؤتمَن.

مجددًا الشهيد شهيد الوطن وحق الشهيد فى رقابنا جميعًا، والقِصاص مطلبنا، والعدالة الناجزة علاج للنفوس الحزينة، ومن «رسالة فيلبى» التى حفظها القمص الشهيد وديد: «لِىَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا». (٢٣:١).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمص أرسانيوس شهيد الوطن القمص أرسانيوس شهيد الوطن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon