توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ..»

  مصر اليوم -

«وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ»

بقلم:حمدي رزق

 بعد أن اختار السيد المسيح تلاميذه، ألقى عليهم عظة فريدة وافية شاملة أبدية، تُعتبر قاعدة المواعظ وخلاصة الدين، وتُسمَّى «الموعظة على الجبل». ألقاها المسيح فى مكان مرتفع بقرب «كفرناحوم»، والموعظة على الجبل هى أهم وأكمل ما ورد من عظات السيد المسيح.

الغضبة المسيحية على «مبروك عطية» مبررة تمامًا، عندهم حق، والغلط راكبه من ساسه لراسه، ورغم أن الفيديو المسىء من ظهورات ما قبل «حديث القفة»، إلا أنه تجاوز فيه كل السقوف، متهكمًا على عبدالله «قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا» (مريم / ٣٠).

نوبة عصبية انتابت «المبروك» تعقيبًا على تناول «إبراهيم عيسى» محتوى «موعظة الجبل» بإجلال واعتبار، فاستكثر منه تفخيمًا، واستكبر عليه تقزيمًا، وقال فى السيد المسيح قولًا كريهًا، وما كان يصح.. وقد أستغرب المبروك نفسه من نفسه ولومها، وكأنه يعاقب نفسه فيجلد ظهره ويحرق لسانه حتى يكفّ عن اللغو..

منجاة المبروك من الملاحقة القضائية بتهمة الازدراء متضمنة فى «موعظة الجبل»، عجبا ستوفر لك الموعظة (بعد اعتذارك المتهافت وأرجو أن يكون مقبولا بمنطوق موعظة الجبل)، ما لم تستوعبه فى قول السيد المسيح «وأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (متى ٤٤:٥).

من حق إخوتنا الغضب، ومن حقهم اللجوء إلى القضاء، ولكن نحيلهم جميعا فى فورة الغضب إلى موعظة الجبل «بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ».

الاعتذارات على وقتها تمحق السيئات فى حينها، وتئد فتنة.. مهم الدرس، خطورة ما فاه به المبروك يستوجب غلقه بحكمة العقلاء (بعد الاعتذار).. هل نعى الدرس؟!

موعظة الجبل صنو خطبة الوداع، وإذا لم تستبطن المحبة التى ترصع وصايا السيد المسيح، عليه السلام، فكيف تستبطن معانى الرحمة فى خطبة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟.. خلاصته: إذا لم تستبطن المعانى الإنسانية، فلا تقربها، ولا مطلوب منك مسها من بعيد أو قريب.. لماذا لمس العقائد؟، لماذا الدخول على ما يعتقدون؟!، هذا ازدراء دينى كريه.

كراهيتنا لمادة الازدراء ولبلاغات الازدراء تحكم موقفنا من تحبيذ قبول الاعتذار، والمبروك باعتذاره يصحح خطأه، وخير الخطّائين التوابون، والمسامح كريم. «وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ ».

غواية التريند تحرف القول، فيطمع الذى فى قلبه مرض، والغرض فى حصد المشاهدات مرض أصاب خلقا كثيرا، فانحرف بهم القول وانجرف البعض، فسقط من حالق فى صدع مجتمعى فاغر فاه لابتلاعنا جميعا إلا من رحم ربى، البلد مش ناقص عبث، فيه اللى مكفيه.

استقيموا يرحمكم الله، علمًا بأن المسيحيين لا ينتظرون منكم حسنة يتبعها أذى.. ويا نحلة لا تقرصينى، ولا عايز منك عسل!!.

المبروك باعتذاره وفّر علينا مشقة طريق تسكنه أشباح الطائفية التى استولت على عقل البعض، لا يغادر هذا المربع الكريه، يبتدر المسيحيين الكراهية، شارب كاس الكراهية حتى الثمالة، وحافظ كتاب الكراهية، يُسمّعه غيبا.. سَمّع سَمّع يا مبروك لن يسمعك أحد.. نحن نصيخ السمع إلى كتاب الله، «وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» (مريم /٣٣ ).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ» «وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon