توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرأسمالية الوطنية

  مصر اليوم -

الرأسمالية الوطنية

بقلم - حمدي رزق

اكتشفت أن (الفوبيا) التى تتملك ذوى الأصول الاشتراكية والقناعات الناصرية من كل من وما يتصل بالرأسمالية، تحتاج إلى المراجعة والتصحيح والتذكير بأن «الرأسمالية الوطنية» مكون أصيل من مكونات قوى الشعب العاملة»..

أعلاه مقتطف لافت من مقال مهم للكاتب الناصرى الكبير «أحمد الجمال» منشور فى «المصرى اليوم» بتاريخ الأربعاء (26 يونيو الماضى).

لماذا هذه الوقفة المعطوفة على أعلاه، لأسباب أولها ما يخص «المراجعات الفكرية» عامة، وهى «فرض عين» على كل مشتغل بالرأى العام، ويخاطب العامة فى الطرقات..

وفى هذا يقول طيب الذكر المستشار «طارق البشرى» عن مراجعته الفكرية: «عندما تخرج من مرجعية فكرية لمرجعية فكرية أخرى تمر بمرحلة لا تكون هذه فقدت وجاهتها تماما ولا تلك اكتملت جاذبيتها لك.. فتصبح كأنك بين جاذبية كوكبين».

أخشى أن أستاذنا «الجمال» يراوح مكانه بين كوكبين، يراجع نفسه بنفسه، وهذا مدعاة للبشرى، الجمال يذهب إلى مراجعة طوعية، وتصحيح تاريخى، وتذكير متأخر بأن «الرأسمالية الوطنية مكون أصيل من مكونات قوى الشعب العاملة».

أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى أبداً، مثل هذه المراجعة التى تنطوى على تصحيح يضبط المسار الفكرى الذى كان يرى فى الرأسمالية «مافيا» وسلوكها يندرج تحت «اللصوصية» ومص دماء قوى الشعب العامل، يشربون من دمائهم لبنًا دافئا قبل النوم.

المعنى الكامن أن «الرأسمالية الوطنية» ليست عدوًا يخشى منه ونتحسب منه، بل مكون أصيل من مكونات الشعب العامل، لأنها من بين الصلب والترائب، ليست دخيلة ولا متطفلة، ولا تتغذى على دماء الشعب، بل تفتح بيوتا، وتوفر فرص عمل، وتستثمر فيما ينفع الناس، وما ينفع الناس مصانع ومزارع وعمران يمكث فى الأرض.

المراجعة التى يتحدث عنها الجمال فرض عين وليست فرض كفاية مجتمعية، المراجعات ضرورية للإفلات من فلك الفكرة الواحدة، والنظرة الأحادية الضيقة لمجتمع المال والأعمال.

عقود مرت وهؤلاء يشار إليهم باللصوصية، والإثراء الفاحش، واهتبال القانون، راجع 100 سنة سينما، ومثلها 50 سنة تليفزيون، ومثلها عقد من التواصل الاجتماعى، لترى كيف هم ينظرون إلى مجتمع المال والأعمال، لصوص أثرياء.

المراجعة ضرورية، لأن كل مجتمع فيه الصالح والطالح، الشريف واللص، وكم من نماذج معتبرة تستثمر وتعمل وتجتهد وتفكر وتبتكر فى مشروعات مثمرة، ولكن النظرة السلبية، والصورة القاتمة، والسمعة السيئة.. لاتزال تراوح مكانها، كيف يستثمر هؤلاء فى هذا المناخ اللافح والمزاج المتعكر.. مثل حرث فى الماء!!

التوجه الرئاسى فى «معركة الوعى» ليس بعيدا عن تجديد المنظومة الفكرية التى حكمت النظرة المجتمعية لثوابت الحالة المصرية، الثابت أن القطاع الخاص يقع على عاتقه ريادة الأعمال، وتوليد فرص العمل، والتصدير، وهناك تقديرات موثقة بأن 75% من فرص العمل فى عهدة القطاع الخاص.

المراجعة كما هى ضرورية على المستويات الفكرية الرشيدة، حتمية على مستوى الدولة المصرية، وأولاها احترام التوجيه الرئاسى بتهيئة المناخ لازدهار الأعمال، وتعبيد الطرق ممهدة وفتحها أمام قاطرات القطاع الخاص، وتمكين المستثمرين من مهمتهم، وتمليكهم ما يؤمن الأعمال من تعسف البيروقراطية، واستخدامها المفرط للقانون فى إجهاض المشروعات بدم بارد.

العقد كما يقولون شريعة المتعاقدين، والعقد غير المكتوب بين الدولة ومجتمع الأعمال يحتاج إلى مراجعة ضرورية وتصحيح وتذكير بمهمة الرأسمالية الوطنية فى بناء الدولة، مراجعة كالتى تحدث عنها الكبير «أحمد الجمال» أعلاه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرأسمالية الوطنية الرأسمالية الوطنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon