بقلم - حمدي رزق
نشرت الحكمة الأمريكية «تورى بينسو»، صورها برفقة محمد الشناوى حارس مرمى الأهلى عبر حسابها على «انستجرام». وكتبت «تلقيت رسائل كثيرة من الجماهير بعد مباراة الأهلى، وفوجئت بهذا الإعجاب والمديح..».
دعك من مستواها الاحترافى، لسنا من يحكم على أدائها التحكيمى، خلينا في حالة الهوس التي تلبست الجمهور الأحمر منذ أن طبطبت الحكمة «تورى» على كتف الشناوى الشهير بـ«شنو» بين شوطى مباراة الأهلى وفريق أوراوا اليابانى.
«تورى» لا تزال تتلقى رسائل مصرية بعلم الوصول، الحركة العفوية أثارت تفاعلًا، وتعليقات غلب عليها الطابع الكوميدى، آهات وإعجابات، وتويتات، وتغريدات، ولايكات، واستحضار قاموس طيب الذكر «عبدالفتاح القصرى» في الغزل الصريح.
علقت مع الجمهور الأحمر، منذ غمزتها الشهيرة للاعب نادى اتحاد جدة «كورونادو»، خلال مباراة الاتحاد وأوكلاند سيتى، وعينك ما تشوف إلا النور، وإذ فجأة يسند لها إدارة مباراة الأهلى وفريق أوراوا اليابانى، وكانت ليلة حمراء بالأربعة.
والجمهور على أعصابه لا ينتظر الهدف الأول، لكن الغمزة الأولى، سابوا الماتش يضرب يقلب، مركزين مع الحكمة، شفت الجرية (من الجرى)، شفت الشخطة، جامدة الست دى، شفت ضربة الجزاء، الحكمة المضروبة حسبتها على الأهلى، على قلبنا زى العسل.
وهكذا طوال المباراة، وظهر أحدهم على الشاشة منشكح تماما وهى توجه لـ «الشناوى» حارس الأهلى الملقب بالسد العالى إنذارا، وفى سره يا رب تطرده، جزاء الطبطبة، صاحبنا يضمر شرا، حاقد على الشناوى.. «شنو» أخشى أصابته العين، والعين فلقت الحجر.
حالة الجمهور الأحمر كانت محيرة بالفعل، كأنه يشاهد مباراة أخرى، يتابع بشغف الحكمة التي صدر عنها قرارات تحكيمية حاسمة، لسان الحال: «الست دى قوية»، وقوية مترجمة إلى اللهجة الشعبية (مفترية)، وهذا في محل إعجاب طاغ من الجماهير التي شاهدت سيدة جميلة رشيقة ذات شعر أصفر وعيون زرقاء تسيطر على مباراة كانت عصيبة، ولم تهتز ولم يطرف لها عين، بل غمزت بعينها.
حالة الوله التي سيطرت على الجمهور الأحمر وكل ألوان الطيف الكروى، خلفت كمًّا من التغريدات والتويتات والكوميكسات ظريفة جدا، السيدة «تورى» معجبة بردة فعل الجماهير الحمراء.
ولا ينبئك مثل خبير، كلها تعبر عن حالة ذكورية فاقعة، وتعبيرات عاطفية تماما، أول مرة حكم يحسب ضربة جزاء على الأهلى ولا ينال عقابه الجماهيرى، لو كان «حكم» يا داهية دقى.. الجمهور في الأخير متحضر وواع ويحترم النساء.. آه والله زى ما بقؤلك كده.
هرمنا حتى نرى مثل هذه الحكمة الجميلة، الاختبار الحقيقى لأعصاب الجماهير، حكمة مصرية تحكم مباراة الأهلى والزمالك في استاذ القاهرة في نهائى كأس مصر في الربيع المقبل، كما أغنية «الربيع» ستعمر المباراة طويلا في الذاكرة الكروية الوطنية.
الاختبار الحقيقى زى الحب الحقيقى، تخيلها على أعصابك وحكمة تحكم مباراة القمة، أهلى وزمالك، وتحتسب ضربة جزاء على الشناوى، إدينى عقلك.. على فكرة مقترح ليس مستبعدا، ونتمناه، طالما مكنوها من مباراة القمة، وسنرى عجبا، سيتحول جمهور الثالثة شمال إلى جمهور ولهان ولذيذ ويأكل حب العزيز.