توقيت القاهرة المحلي 06:30:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طَلّة آمال ماهر

  مصر اليوم -

طَلّة آمال ماهر

بقلم - حمدي رزق

دعك من هذا الجو الإلكترونى المسموم. طَلّة «آمال ماهر» فى «العلمين» تبشر بنقلة نوعية فى مسيرتها الغنائية، شدَت فأبدعت، وتألقت فى حاضنة مصرية خالصة، أعادتها إلى الحياة بعد أن كادت تغيب، أو غُيِّبت بفعل فاعل، عادت إلى جمهورها. عود حميد.المطلوب، عاجلًا، حاضنة فنية خبيرة تعيد صياغة هذا الصوت الرخيم، تتوفر عليه بحب وإخلاص: كلمات وألحانًا وظهورات محسوبة بدقة خلوًا من النزق والعبث والمراهقة الحياتية.

حنجرة «آمال ماهر» مثل قطعة ألماس نادرة، والألماس حجر شفَّاف شديد اللَّمعان ذو ألوان مبهجة، وهو أعظم الحجارة النَّفيسة على الأرض. حنجرة «آمال ماهر» نفيسة، تحتاج إلى أنامل صائغ خبير بالأحجار الكريمة، يُجليها ويرونقها فتخطف الأنظار، وتُطرب الآذان، وتلمس القلوب.

دومًا أمام ناظرى «جوقة» كوكب الشرق، السيدة «أم كلثوم»، فضلًا عن موهبتها الأصيلة، وحنجرتها النادرة، وذكائها الفطرى، وثقافتها الرفيعة، تحلقت من حولها كوكبة من الشعراء والكُتاب والملحنين، قَلَّ أن يجود الزمان بمثلهم.. وكما قال «أَبوتَمّام»، أحد أمراء البيان: «هَيهاتَ لا يَأتى الزَمانُ بِمِثلِهِ.. إِنَّ الزَمانَ بِمِثلِهِ لَبَخيلُ..».

حول ضياء كوكب الشرق، تحلقت قامات معتبرة تليق بصوت طليق، قوى، أبِىّ، عريق، عميق، تكاملت المعادلة صوتًا وكلمة ولحنًا، فحلقت «ثومة» فى السماء شدوًا.. فصارت هرمًا ترنو إليه الأبصار وتهفو إليه القلوب، وكُتب لها الخلود كهرم غنائى شامخ.

لست فى مجال مقارنة، أو مقاربة، ولكن ما توفر لكوكب الشرق، لو توفر بعضه لآمال ماهر، أو لشيرين عبدالوهاب، وتَحَلّتَا بقليل من الذكاء الكلثومى، والحشمة الكلثومية، أقول لو.. حرف متشعلق فى الجو، لكسبنا صوتين راقيين.

فقط الابتعاد بمسافة عن مواطن الخلل والزلل والاضطراب، وبالأحرى عن (شلة السوء)، وترشيد السلوك، والثقة فى النفس، والتخلص من أعباء زائدة ليس لها محل من الإعراب الفنى.

الفنان المخلص لفنه يتفنن فى إخلاصه، ويهب حياته لفنه، ويتجنب الهفوات، ويتعالى على الصغائر، ويُزيح من طريقه كل ما يُعطله عن أداء رسالته الفنية.

امتلاك الشخص للموهبة شىء عظيم يعطى الموهوب شعورًا بالفخر والتفرد بعيدًا عن الغرور. عندما يهبك الله صوتًا جميلًا فكُنْ أنت جميلًا وأهلًا لهذه الهبة الربانية، لا تُضيعها ولا تُفرط فيها، تصون النعمة بالحمد والشكر، ومضاعفة الجهد، والعناية بالتفاصيل، وعدم الانجرار إلى المزالق، وتجنب العثرات.

الطرب الأصيل جمهوره يتشوق لصوت مثل صوت آمال ماهر، موهبة واعدة وقوية ومؤثرة لو اشتغلت على نفسها جيدًا، والرعاية التى نرجوها رعاية فنية احترافية. الفن صناعة راقية، مثل صناعة المجوهرات، والصَّائِغُ مَنْ حِرْفَتُهُ الصِّياغَةُ، مَنْ يَصُوغُ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَيَصْنَعُ مِنْهُمَا الْحُلِىَّ زينة. مطلوب بوتقة تصون الصوت، وتختار، وتدقق فى اختيار الكلمات والألحان، وتذاكر مع آمال ماهر دروسها الأساسية، وتُثقفها، وتحفظها من النزق، وتمنع عنها متبضعى الأصوات، ومحتكرى المواهب، يتخذونها بضاعة لأنفسهم، ويحرمون منها جمهرة عشاق الطرب الأصيل، موهبة آمال ماهر كادت تضيع فى لجة الموج العاتى، لولا الوعى الجمعى الذى نفر إلى إنقاذها من وهاد تترى فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طَلّة آمال ماهر طَلّة آمال ماهر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon