بقلم - حمدي رزق
الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، يحصى إجمالى المساعدات التى دخلت قطاع غزة (عن طريق الهلال الأحمر). بلغت المساعدات ٩٩٠ طنًّا من مصر، و٧٧٦ طنًّا من منظمات وهيئات دولية، و١٣٤ طنًّا من الدول العربية والصديقة، حيث تم إدخالها بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصرى ونظيره الفلسطينى عبر معبر رفح البرى.
الأرقام أعلاه (وصلت بالفعل)، وهناك آلاف الأطنان على المعبر تنتظر الدخول، وليست مَنًّا ولا أذى، ولكنها ترد على تخرصات وأكاذيب تشيع فى الفضاء الإلكترونى، يروجها إخوان الشيطان والتابعون والمؤلَّفة قلوبهم لإجهاض المجهود الإنسانى المصرى لإخوتنا فى غزة.
للأسف، فيديو حقير يروج بكثافة على تويتر (إكس) يظهر فيه شاب (..) يمسك فى يديه «باكو بسكويت»، ويفض غلافه ساخرًا، ويقول هذه هى المساعدات التى يتحدثون عنها، بسكويت صلاحيته شهر.. وشوية أكفان، ويصرخ: يا عالم المساعدات بسكويت وأكفان!!.
الغرض مرض، والحكمة تقول: «بعض البشر لو أشعلتَ لهم أصابعك العشر شمعًا، وانطفأت واحدة، سيتناسون التسع ويحاسبونك على الواحدة»!!.
هرمنا على هذا الجحود المستدام والإنكار، حتى المساعدات من لحم الحى يستهدفونها بحكى بغيض، الصورة فى الفيديو تفضح كذبهم، البسكويت ليس مصريًّا. وكما يبدو فى الصورة- من مساعدات الأمم المتحدة، High Energy Biscuits برنامج الأغذية العالمى، التابع للأمم المتحدة- أكد أن البسكويت المقدم لغزة آمن للاستهلاك حتى أوائل الشهر المقبل بحسب التاريخ المدون على العبوات، وهو الأنسب لحالات الطوارئ، حيث تحتاج الأسر إلى تغذية مكثفة فى ظروف لا تستطيع فيها الطهى.
ولمعلومية المتفاعلين مع الفيديو المنشور على منصات إخوان الشر، وبأرقام موثقة، القافلة الأولى من المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين من تبرعات أعضاء «التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى»، والتى انطلقت يوم ١٤ أكتوبر الماضى، وبحسب عضو التحالف «مصطفى زمزم»، ضمت ١٠٨ قاطرات مُحمَّلة بـ١٠٠٠ طن من المواد الغذائية واللحوم، و٤٠ ألف بطانية، و٨٠ خيمة، وما يزيد على ٥٠ ألف قطعة ملابس، وأكثر من ٣٠٠ ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
تحرك التحالف المصرى بتخطيط نوعى، وأطلق من فوره جسرًا بريًّا من المساعدات من القاهرة إلى معبر رفح إلى الداخل الفلسطينى، يتراوح قوام الشاحنات يوميًّا حول ٥٠ شاحنة بمتوسط يومى ٥٠٠ طن مواد غذائية و٢٠ ألف بطانية و١٥٠ ألف علبة دواء وأعداد كبيرة من الخيام والمستلزمات الطبية.
الجسر البرى المصرى مستمر وبلا انقطاع، وعلى مدار ثلاثة أيام أسبوعيًّا، وإحصاء أخير للدكتورة «نيفين القباج»، وزيرة التضامن الاجتماعى، يحصى المعونات والمساعدات الإغاثية المقدمة إلى قطاع غزة بفلسطين من خلال المجهود الجوى، حيث ضمت ٥٧ طائرة من ١٧ دولة وعدد من المنظمات، بإجمالى أوزان ١٤٣٥ طنًّا، وإجمالى المعونات البرية ٣٩٩٧ طنًّا، حملتها ١٦٠ شاحنة، وعدد الأوزان التى تم تسليمها إلى قطاع غزة ٢٣٥٠ طنًّا، وعدد الأوزان المتبقية على المعبر ٣٠٨٢ طنًّا. وزيادة، السبت (أمس الأول)، انطلقت قافلة التحالف الثانية.. وهذه قصة أخرى ننتظر أرقامها المدقّقة ليعرف كل حاقد عَقور حجم الكرم المصرى، الذى كالنيل لا ينقطع عطاؤه وخيره.. مصر فى المحن أجود من الريح المرسلة.