بقلم - حمدي رزق
لا يداخلنى شك فى أن المصريين سيسجلون اليوم صورة طيبة، المصريون رجال المناسبات الكبيرة، ومفطورون على كتابة العناوين العريضة، ويرسمون مستقبلهم بأيديهم ليس بأياد غريبة، مستقبل مصر يقرره المصريون.
أقول قولى هذا متحسباً ومتمنياً على الله أن تمر الـ72 ساعة القادمة على خير، تفجير الإسكندرية يؤشر على تربص عقور، يتربصون بالمصريين الدوائر عليهم دائرة السوء!.
أخبار الحشد والتدافع الشعبى للتصويت تضح مضاجع المتربصين من الإخوان والتابعين، وخاب سعى المقاطعين، وأخرسهم صوت الخارج، وسيخرسون تماما عندما تدهس إفكهم وغلهم حشود الناخبين.
نفرة عظيمة من لدن شعب عظيم، والرهان رابح على الشعب المصرى.. أبدا لا يخيب، والمصريون وعوا الدرس جيدا، ويخطون بثقة واقتدار نحو مستقبلهم القريب.
المصرى صوته من رأسه يعرف خلاصه، لسنا عبيد المرشد نقاد من رقابنا إلى البئر، ولسنا خرافا يهشونها بعصيهم، نحن شعب لا يباع ولا يشترى بكيس سكر وزجاجة زيت وكيلو لحمة من الجمعية، من يظنون بالمصريين السوء، يتخيلون أن المصريين على شاكلتهم، المصريون لا يقبلون الأيدى حبا وطمعا، لسنا هررة فى حجر المرشد، ولسنا عبيد السمع والطاعة، وقلنا لمرشدهم يوما لا سمعا ولا طاعة، وأسقطناه وعصبته فى اليوم المشهود وهم عليه شهود من فوق جبل المقطم، وبات فى سجنه ورئيسه الخائن الجاسوس ملوما محصورا رغم ادعاء زائف ووهم متوهم، وكبر وعناد من إثر غرور استولى عليهم فسقطوا من حالق فى قرار أنفسهم.
لسنا ممن يبايعون، نحن نختار من تهوى إليه أفئدتنا، نحن من أسقطنا مرشدا واخترنا رئيسا، لن تحكمنا عصابة الإخوان ثانية، ولن يحكمنا ويتحكم فينا مرشد الإخوان مجددا، ولن يكتب للإخوان قائمة فى مصر، زالت دولتهم، الإخوان أقاموا دولتهم بتواطؤ مفضوح جرت وقائعه فى فندق «فيرمونت» الشهير، يوم اختار نفر ممسوس أن يضع يده فى أيدى جماعة لا تعرف سوى تقبيل الأيدى، وما إن اختانوا أنفسهم فى المضاجع الإخوانية حتى قلب لهم إخوة الشيطان ظهر المجن، فانقلبوا إلى أهلهم خاسئين، يتدارون خجلا، يا حيطة دارينى!.
الخيانة فقط هى التى مكنت الإخوان من الرقاب، خيانة النخبة التى استهوتها اللعبة الأمريكية، واليوم تتحرك طلائع الإخوان الأمريكان بتوجيهات لخرق الإجماع الوطنى، وشق الصف، وبذر الشقاق، وترشح باسمهم للأسف من تحالف سرا مع الإخوان وقبل شروطهم التى أعلنها أميرهم فى أوروبا، ويتحسر عليه من يزعمون وطنية وليبرالية.
رسالة المصريين فى الخارج وصداها فى الداخل تثبت وعى هذا الشعب الطيب، شعب كريم ياكلها بدقة ولا سؤال اللئيم القطرى، ولا الحاجة للوالى العثمانى، وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها فى مرابع إسطنبول، وحرور سيناء على الجند الظافرين أطيب من نسائم الدوحة القطرية التى فى قصورها يمرحون، وفى حضرة أميرها يقبلون الأيادى فى وقت يتغنى فيه المصريون تسلم الأيادى.
لا خوف عليهم ولا يحزنون، شهداؤنا فى سيناء تركوا فينا ما لن نضل بعده أبدا، تركوا فينا شهادة مخضبة بالدماء الزكية، لا تفريط فى نقطة دم امتزجت بحبة رمل فصارت عهدا وميثاقا غليظا، لن نضيع مصر أبدا، وإن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد.
نقلا عن المصري اليوم