بقلم:حمدي رزق
لا يزال حضن رئيسة الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، «ديبى هيويت»، للنجم المصرى محمد صلاح، أثناء تسليم ميداليات الفائزين بالدرع الخيرية (السوبر الإنجليزى)، ساخنًا ويثير تفاعلًا واسعًا فى الفضاء الإلكترونى.
ألطف تعليق إنجليزى أنها احتضنته لتتأكد من أنه «مثل البشر»، ورد عليه معلق عربى، وأعتقد أنه مصرى، محذرًا «ديبى هيويت» من غيرة «ماجى صادق»، زوجة صلاح، «أم مكة»، فى إطار الدعابة اللطيفة بقوله: «يا ويلك من أم مكة.. يا ويلك»!.
هذا ما حدث فى استاد «كينج باور ستاديوم»، واحتلت لقطة حضن سيدة الكرة الإنجليزية الأولى الصفحات الأولى من الصحف الرياضية حول العالم باحتفاء وإطراء بالغين.
خلاصته.. مر حضن صلاح مرور الكرام، بردًا وسلامًا. فكاهة ودعابة ونغش كروى. ترجمة حضن «ديبى هيويت» الدافئ: «شكرًا على ما تقدمه من نموذج راقٍ إنسانيًّا».
ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجه صلاح. لطيف صلاح. بات مُدرَّبًا على استقبال مثل هذه اللفتات اللطيفة، لا يجفل، ولا يصدر عنه قط تصرف نشاز، صلاح مؤهَّل إنسانيًّا، فطرته نقية، يتمتع بذكاء اجتماعى نادر المثال.
تخيل، لو أن حضن «ديبى هيويت» جرى فى استاد القاهرة وأمام الكاميرات، يا داهية دُقِّى، ويا للهول بصوت يوسف وهبى، ويا للمهزلة الكروية، وصلت إلى الأحضان والبوس، ما هذا الذى نراه؟!، لازم ترجع حصة إنما الأمم الأخلاق.
أخشى دعوى فى بلاغ بإيقاف النشاط الكروى لأنه خرج عن مقتضيات الآداب العامة، دول بيحضنوا بعض يا عم الحاج.. فين أيام الكرة المهذبة، والسلام بالإيد؟. الله يرحمك يا كابتن لطيف، كان لعلع: شفت دى، حضن نار، الخشبة اتحركت من مكانها، ولّا طيب الذكر ميمى الشربينى كان تألق فى وصف الحلاوة الإنجليزية، واللعب حلو، والحضن حلو حلاوة، هى دى حلاوة كرة القدم. تكسب تَنلْ حضنًا.
وعلى المقهى فى الحارة المزنوقة، هتف أحدهم: ينصر دينك يا أبوصلاح، يا مشرَّفنا، أنا من مصر يا أبوصلاح، أخوك وحبيبك.. نفسى فى حضن، وشىء لزوم الشىء. يخرج علينا طيب الذكر «عبدالفتاح القصرى» من قبره صائحًا: لا يسلم الشرف الرفيع، ويدخل على الخط «وحشى» زاعقًا: ويلكم، الحضن من الكبائر، وكيف سوّلت لها نفسها، وكيف قبل حضنها، وهى مُحرَّمة عليه، هذا من قبيل.. والعياذ بالله.
جد كنا شفنا العجب العجاب، والطَّرْق على الأبواب، ودخلت على الخط «جماعة الشوال» جاءوا بقضِّهم وقضيضهم، قليل إن ما كفّروا «أبومكة».. ولربما اعتبره نفر من الفقهاء حضنًا غير مؤثَّم باعتبار «ديبى هيويت» من القواعد من النساء، وهن اللواتى قعدن عن الحيض والولد من الكِبَر، ولا مطمع لهن فى الأزواج.
وتخيَّل حال جروبات «زوجى وانا حرة فيه اغسله واشطفه وأكويه»، كانوا اشتغلوا «أم مكة» اشتغالة السنين، وحاجِى على طيرك ليلوف على غيرك، وخلى بالك من الراجل من أحضان القرشانات الإنجليز، عينهم تدب فيها رصاصة، شفتى الولية عبّطت فى الراجل إزاى أدام الرجالة، ولا همها، مفيش راجل فى البيت يلمها، واشمعنى صلاح، ما كان قدامها فريقين كاملين العدد والحكام، صحيح اللى اختشوا ماتوا.
وتكتمل المندبة وتدخل المعَدِّدة: يا عينى عليكى يا أم مكة، حتى الراجل اللى طلعتى بيه من الدنيا عينهم فيه، ارقيه من شر حاسد إذا حسد، وخوِّفيه أحسن عينه تزوغ كده ولا كده، قصقصى ريشه، وورِّيه العين الحمرا. «يا ويلك من أم مكة يا ويلك»!.