بقلم - حمدي رزق
تقبل مغنى الراب الأمريكى «ترافيس سكوت»، إلغاء حفله فى الأهرامات بروح احترافية، غرد بموقع «إكس»: «حفلى بالأهرامات سيقام، ولكن بسبب تفاصيل لوجستية ومتطلبات المسرح نحتاج إلى وقت أطول، سوف نعلن عن موعد جديد قريبا».
ذكاء فنى، لم ينبس ببنت شفة؛ احتراما لقرار المعنيين بالأمر، لكن نقيب المهن الموسيقية، «مصطفى كامل» خرج علينا شاهرا سيف الحق الذى انتصر، والباطل الذى زهق، قائلا فى منشور بـ «فيسبوك»: «انتصر الحق والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد».
كشكشها ما تعرضهاش، محسسنا أنها كانت معركة فارقة بين الحق والباطل، وانتصر الحق، حق إيه اللى انت جاى تقول عليه، إنت عارف قبله معنى إلغاء الحفل ايه؟!. حفل حالت دون إقامته أسباب، يسميها «سكوت» بذكاء «لوجستية»، سوابق حفلات مغنى الراب الأمريكى لم تكن مشجعة، حدث فى إحداها سابقا ما تُخشى عقباه لاحقا، وكفى المتحمسين شرور الحفل. سيادة النقيب المبجل، قمت بما تراه واجبك، سعيكم مشكور، ولكن إلغاء حفل بالحسابات السياحية خسائره محققة، ولن نزيد ونعيد، ولن نذكّر بإقامة حفل مماثل فى الجوار.. أن يعين نقيب المهن الموسيقية نفسه حاميا للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد، تحول درامى فى سياق «الحسبة المجتمعية»، إذ فجأة يتحول «مطرب» إلى «محتسب»، ويظهر على الناس فى ثياب «المحتسبين الجدد»!!.
يقول نصا فى منشوره البائس: «ولم ولن نمنع أيًا من مظاهر الاحتفالات الفنيه بكافة ألوانها وتنوعاتها الموسيقية، مادامت لا تمثل قلقًا وخوفًا على التكوين الفكرى والعقائدى لأبنائنا من الشباب المصرى». خد بالك من الخشية على التكوين الفكرى والعقائدى، الفنان عينه على التكوين الفكرى والعقائدى، ربنا يجزيك عن الشباب المصرى خير الجزاء، الشباب بخير طالما هناك عيون سهرانة فى نقابة المهن الموسيقية على التكوين الفكرى والعقائدى؟!.
النقيب بذل جهدا مضنيا فى تعقب آثار شيطان الراب، لم يغمض له جفن، ووضع خطة محكمة متدرجة لإجهاض مخططه الشيطانى لهدم البنيان الفكرى، والمس بعقائد الشباب، واقف زنهار على ثغور الوعى الشبابى. بعد النصر فى معركة الأهرامات، مخاطبا الجماهير المحتشدة فى ساحة الوغى: «وكان القرار..، رميت وراء ظهرى آراء كل الأصوات القبيحة وأصحاب الفكر الشيطانى والأقلام رخيصة السعر والهدف، والمعروف هويتها وانتماءاتها المكروهة عند العبد وعند الرب».
من قاموس النقيب: أصوات قبيحة ورخيصة، ويستبطنون فكر شيطانى جهنمى، ومعروف هويتهم، ومكروهين عند العبد، وعند الرب. ناقص.. وربنا ياخدهم ويريحنا منهم.
منشور مكتوب بشعبوية تحريضية فى مواجهة أصوات مغايرة متحمسة للحفل ولأسباب سياحية، لن نعدد الأسماء، حتى لا يصيبهم رذاذ النقيب، ولكن ماهية الفكر الشيطانى الذى يكافحه النقيب، صاحب الفضيلة يتعقب الشياطين، وعارف الشيطان مخبى ولاده فين، صاحب رسالة توعوية، واسمعوا وعوا..
رضا العبد معلوم، عموم المصريين تنفسوا الصعداء مع إلغاء الحفل، غمة وانزاحت، النقيب الله يكرمه صرف الشياطين، أما عن رضا رب العباد، فهذا من الغيب، يجوز النقيب من أولياء الله الصالحين ومكشوف عنه الحجاب وأتاه هاتف من السماء!. النقيب بعد إجهاض الحفل: «عملنا إللى علينا وتركنا الأمر لله أولًا وأخيرًا..»، تحس إنه صلى صلاة استخارة، ونام قرير العين، وتركها ترعى تحت سفح الأهرامات، حتى جاءه الخبر اليقين بإلغاء الحفل؟!.