بقلم - حمدي رزق
قبل أن تنشر سطور مقال أمس بعنوان قرآنى بليغ «إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ..» وفيه نثمِّن مع مراجعنا الإسلامية، وقيادتنا الروحية إقرار البرلمان الدنماركى قانونًا لتجريم حرق المصحف الشريف.
ألحّ على ذهنى المكدود نص الآية الكريمة (7) من سورة الإسراء «إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا »، أى فلأنفسكم يعود الضرر.
قبل أن تجف الحروف، صدم العالم بمجرم من صغار جنود الاحتلال يصعد منبر مسجد «مخيم جنين الكبير» فى الضفة الغربية، ويدنس قدسية المسجد بصلاة توراتية فى مشهد تجاوز كل حدود الانحطاط الذى بلغه جنود الاحتلال بتشجيع من حاخامات يرتسمون وزراء، ويرتدون بدل وكرافتات ويعتمرون «الكِبة»!.
وزير الأمن القومى الإسرائيلى «إيتمار بن غفير»، اليمينى المتطرف، احتفى بالعار الإسرائيلى على المنبر فى تدوينة على «تليجرام» ونشر شريط الفيديو القذر مفتخرًا بجرم جندى إسرائيلى وهو يتلو صلاة يهودية من خلال مكبرات صوت المسجد، ويسمع فى خلفية الصورة، جندى لا يقل وقاحة وهو يردد «نحن فى مسجد بجنين». ثم يشرع فى صلاة «اسمع يا إسرائيل»، أو «شيماع إسرائيل» باللغة العبرية.
و«اسمع يا إسرائيل» هى صلاة لدى اليهود تؤدى فى الصباح والمساء، قال الجندى عبر مكبر الصوت: «اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا، الرب واحد».
لشاعر العربية الكبير «على محمود طه» بيت شعر بليغ: «أَخِى، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى / فَحَقَّ الجِهَادُ، وَحَقَّ الفِدَا»، نعم لقد جاوز الإسرائيليون المدى ظلمًا وعدوانًا، يسومون الفلسطينيين العزّل الأبرياء سوء العذاب، وبزيادة تدنيس المساجد.
«بن غفير» يغرد مغتبطًا على الفيديو الحقير «صلاة يؤديها جنودنا الأبطال فى مسجد بجنين»، متى كان اليهود يصلون فى المساجد انتهاكًا لحرمتها التى تحرمها الديانة اليهودية، هؤلاء المجرمون يسيئون للديانة اليهودية، وهم يعلمون احترام الإسلام والمسلمين لمعابدهم، وشيخ الأزهر الدكتور الطيب يؤذن فينا باحترام التوراة، ويرفعها إلى منزلة سامية، ويحض على الطهارة قبل لمس الإنجيل والتوراة، نصًّا: «فيجب عدم لمسهما إذا كان المسلم على غير طهارة».
جيش الاحتلال يكذب، الجيش الذى يقبر الأطفال الخُّدَّج أحياء يتجمل، ويعترف فى بيان العار: «تصرف الجنود بشكل مخالف لقواعد السلوك للجيش الإسرائيلى داخل منشأة دينية، سلوك خطير ويتعارض تمامًا مع قيم الجيش الإسرائيلى، وسيتم تأديب الجنود وفقًا لذلك».
بن غفير لا يعرف الخجل، يطلبها حربًا دينية، ويعلم علم اليقين أنه لا قبل لجيشه ودولته بحرب دينية، مضى وقت الحروب الدينية، ما يجرى فى غزة حرب إبادة، ما يقترفه «كابينت الحرب» الإسرائيلى جرائم حرب، وسيحاسبون عليها عاجلًا وآجلًا.
بن غفير سادر فى غيه، فى إجرامه، وتفحشه، وتحريضه، وتدنيسه المساجد والكنائس، مجرمو الاحتلال وجنوده لا يفرقون بين المسجد الأقصى وكنيسة المهد، لا يميزون بين غزة وبيت لحم.
بن غفير فى التوصيف الأخير مجرم حرب، وسيحاكم لاحقًا كمجرم حرب، وليراجع على أسلافه عقبى التحريض على تدنيس المقدسات الإسلامية، ويتعظ، ويكف عن التحريض الدينى والتدنيس لمقدسات المسلمين، عاقبة تدنيس المساجد لا قبل لكم بها.. حذار للمساجد رب يحميها.