توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ميجيش من الغرب ما يسُر القلب»

  مصر اليوم -

«ميجيش من الغرب ما يسُر القلب»

بقلم - حمدي رزق

والعنوان أعلاه من الإبداع الشعبى الحاذق، وعليه، ناشدت الأمم المتحدة المانحين الدوليين، تقديم 71.4 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية احتياجات نحو 250 ألف شخص تضرروا من السيول في ليبيا.

منظمة الصحة العالمية من جانبها أعلنت أنها ستقدم مليونى دولار من صندوق الطوارئ التابع لها لدعم ضحايا السيول في ليبيا.

تسمع عجبا، مليونى دولار من الأمم المتحدة، ومليون دولار من..، ونصف مليون من.. وهكذا أرقام لا تغنى ولا تسمن من جوع!.

مقارنة لافتة بين مليارات الغرب المتدفقة على أوكرانيا لاستدامة الحرب واستنزاف دماء الدب الروسى، وبين ملايين المساعدات إلى ليبيا، الفتات، بالقطارة يقترون على المنكوبين الذين ضربهم الإعصار.

ينفقون على الحرب والخراب والدمار إنفاق من لا يخشى الفقر، ويبخلون على ضحايا الإعصار، البشرية فقدت رشدها، باتت تسعى إلى حتفها، يحكمها أمراء الحرب، يشعلونها نارا وقودها الناس والحجارة.

عندما يتحدث الغرب عن حقوق الإنسان والتنمية وجودة الحياة، تحسس رأسك، هذه عناوين سياسية للاستهلاك العالمى، لممارسة ضغوط سياسية، وتبرير تقاعسهم عن الغوث الإنسانى.. الواقع يقول عكس هذا، لو شهل الغرب مليارا من ملياراته التي يلقيها في أتون الحرب لإنقاذ ملايين المشردين والمفقودين في «درنة» بشرق ليبيا لأنقذ أرواحا بريئة، ولكفّن جثثا قذف بها الإعصار في اليم، لكنهم يتفرجون على هول الكارثة دون أن تقشعر جلودهم الغليظة.

سعيكم مشكور، سيل التعازى من العواصم الغربية ملفوفة في برقيات مبللة بالدموع، لن تكفكف دموع اليتامى والثكالى والأرامل، ليبيا تقاسى الأمرين في البر والبحر، والعالم يسد أذنيه عن صرخات الغرقى في اليم.

لو جَيَّشَ «حلف الناتو» بعض قواته كما جَيَّشَها لغزو ليبيا في زمن قريب، لكان للمأساة وجه آخر، في الغزو حاضرون، وفى الغوث غائبون.. في الحرب مدعيين، وفى الغوث منسيين، هذا إذا افتكرونا.

«مأساة درنة» أثبتت مقولة قال الإمام الشافعى «ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ»، ولولا نفرة العواصم العربية الشقيقة (وفى مقدمتها مصر الكبيرة التي حشدت جيشها وشعبها ومؤنتها لغوث الأشقاء في البر والبحر في واحدة من تجليات الشقيقة الكبرى)، لعاش الشعب الليبى ليلا ما طلع له نهار.

الغرب مشغول بمعاركه وحروبه الساخنة والباردة، وسباق التسليح، وحروب الغاز والبترول والدولار، وطريق الحرير، وطرق تخترق قارات ووديانا وصحراوات، يقتنص ثرواتنا كرها وغصبا، لا يحفل بنا، ولا ببلادنا ألبتة إلا في الملمات الديمقراطية.

العرب يصرف لنا مقررات الديمقراطية، ويضغطنا بحقوق الإنسان، لا يأبه بحق الحياة للإنسان الذي يغرق في البحر ويدهمه الزلزال، ويطيحه الإعصار، وتنهشه الأوبئة التي تُسلّعها شركات الأدوية العابرة للقارات في مضادات تغل المليارات استنزافا لمقدرات الشعوب المصنفة (نامية).

ويجرى تجاربه علينا صحيا، فإذا ما سقطنا مرضى أو صرعى، اكتفى ببرقيات تعزية ومواساة، ومليون دولار لذر الرماد في العيون، ويخطب فينا أمراء الحرب من المنصة العالية، هذا ما جنت أيديكم، وكأن الديمقراطية عصى موسى تلقف الإعصار، وتبتلع الزلازل، ونحن في كل الأحوال ضحايا، تخيل حتى الإعصار غربى واسمه «دانيال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ميجيش من الغرب ما يسُر القلب» «ميجيش من الغرب ما يسُر القلب»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon