توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العَرَّاف الهولندى الأبيض!

  مصر اليوم -

العَرَّاف الهولندى الأبيض

بقلم - حمدي رزق

كذب المنجمون ولو صدقوا»، ليست آية كريمة ولا حديثًا شريفًا، وإنما هي من العبارات صحيحة المعنى التي اشتهرت على ألسنة الناس.

الهولندى «فرانك هوجربيتس»، الذي تصدر الترند ومحركات البحث الإلكترونية مع وقوع زلزال «مراكش»، ليس منجمًا كاذبًا، لكنه عالِم زلازل مشهور بتوقعاته الصحيحة عادة، والتى ينسبها إلى حركة الكواكب والنجوم في أجواز الفضاء.

وصفًا، هوجربيتس أقرب إلى عَرَّاف، والعَرَّاف لغويًّا مُتَنَبِّئ، مُتَكهِّن، شَخْص يَدَّعى مَعْرِفة المُسْتَقْبَل، يُقال عنه مُنجِّم، وعادة ينصحون بأمثاله استشرافًا «اسْتشر عَرَّافًا»!.

المصريون يعرفونه جيدًا، ويتابعونه على منصة تويتر الإلكترونية بحذر يتحول إلى قلق كلما حدث زلزال في الشرق، يخشون نبوءاته السوداء، ويستعيذون منها، وتلهج ألسنتهم بدعاء الزلزلة.

عندما يغرد «هوجربيتس» يمسك العالم قلبه، قبيل زلزال مراكش الرهيب غرّد العَرَّاف الهولندى الأبيض على «تويتر/ إكس» قائلًا: في ٦ سبتمبر، حدث تقارب عطارد والزهرة. أتوقع مجموعة من الهزات القوية قريبًا. وحدث في بقعة غالية على قلوبنا في المغرب الشقيق.

فرانك هوجربيتس وُلد في مدينة «أمستردام» في هولندا، في عام 1968م، أي يبلغ من العمر 55 عامًا، حاصل على درجات علمية عليا في علم جيولوجيا الأرض، وله العديد من الإسهامات العلمية، ويظهر بشكل مستمر في العديد من المؤتمرات الدولية، لكن ظهوره على تويتر هو الأهم.

وتوقعاته لا تخيب. في أواخر عام 2022م ظهر في إحدى الفضائيات، وتحدث عن زلزال مدمر في تركيا، بالتحديد في منطقة «غازى عنتاب» وأن الزلزال سوف يمتد إلى سوريا.. وقد حدث.

ظاهرة هوجربيتس ماثلة على منصة تويتر التي تنقل عنه العديد من الأخبار الزلزالية التي تثير المخاوف من فرط دقتها زمانيًّا ومكانيًّا.. أقرب إلى عراف، مستبصر، لديه حدس علمى دقيق.

لماذا يخشى المصريون نبوءات العَرَّاف الهولندى الأبيض، يتشاءمون منه، فهو عندهم أَشأم وشُؤم، رَجُلٌ مشؤوم، أينما حلّ لا يتفاءل الناسُ بقدومه. يقينًا مشاهد زلزال مراكش المؤلمة تُذكر بمشاهد زلزال أكتوبر ١٩٩٢ الأليمة، نفس المشاهد تقريبًا هلع وفزع وافتراش الأرض تحت السماء، ودعاء ورجاء، يا خفى الألطاف نجِّنا مما نخاف.

المصريون يدعون من قلوبهم للأشقاء المغاربة بالسلامة وهم جزعون، حيارَى يتساءلون: هل مصر في حزام الزلازل الذي يضرب الجوار شرقًا وغربًا، ولاسيما أن الشهور الماضية شهدت متوالية هزات أرضية في مصر شعر بها بعض أصحاب الأعصاب الخفيفة، معلوم فيه ناس ملمِّسة أرضى تحس بالزلازل كالقطط!!.

حديث الزلزال يسرى، قلق المصريين له ما يبرره، خبروا الزلازل، زلزال ١٩٩٢ وقع إذ فجأة، كالصاعقة، في يوم ١٢ أكتوبر عند الساعة الثالثة و٩ دقائق عصرًا، وكان مركزه السطحى «دهشور» على بُعد ٣٥ كيلومترًا إلى الجنوب الغربى من القاهرة.

والسؤال مصريًّا مُلِحّ، هل دخلت مصر عصر الزلازل؟. هذا ما لم يُجيبنا عنه العَرَّاف الهولندى الأبيض.. ولا نطلب منه جوابًا، لكن المراجع الجيولوجية المصرية عادة ما تقول بالنفى، ولكن زلزال مراكش لم تكن له مقدمات، والأرض ساكنة قرنًا من الزمان، فتقلقلت إذ فجأة.. ربنا يسترها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العَرَّاف الهولندى الأبيض العَرَّاف الهولندى الأبيض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon