توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«غوتيريش» في رمضان!

  مصر اليوم -

«غوتيريش» في رمضان

بقلم - حمدي رزق

«إن روح رمضان، فى هذه الأوقات العصيبة، هى منارة للأمل، وتذكير بإنسانيتنا المشتركة، فلتكن هذه الروح مصدر إلهام لنا جميعًا من أجل تضميد الانقسامات، ودعم المحتاجين، والعمل ككيان واحد من أجل سلامة وكرامة كل فرد من أفراد الأسرة البشرية».

أعلاه ليست خطبة رمضانية من شيخ وسطى فى مسجد كبير فى عاصمة إسلامية عريقة، لكنها كلمات صدرت من «أنتونيو مانويل دى أوليفيرا غوتيريش»، أمين عام الأمم المتحدة، بمناسبة حلول شهر رمضان.. ختمها بـ«رمضان كريم».

«غوتيريش» يتنسم روح رمضان التى تترجم رحمة وكرمًا وعطاء وأمنًا وسلامًا، يناشد الضمير العالمى احترام روح رمضان بإسكات المدافع وإزالة جميع العقبات لضمان إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المنكوبين فى غزة.. ويختم برجاء: «لعل هذا الشهر الفضيل يجلب لنا السلام، ويكون هاديًا لنا نحو عالم أكثر عدلًا ورحمة».

رجل عنده ضمير، يصدق فى «غوتيريش» القول «لو أراد الرجل أن يكون شجاعًا فليقم بمطاوعة ضميره»، وحكيم مجهول ينصح: «لا تصمت عن قول الحق مهما كان مُرًّا، فعندما تضع لجامًا فى فمك سيضعون سرجًا على ظهرك...».

«غوتيريش» لا يطيق لجامًا على فمه، ويصرخ فى الضمير العالمى: «القانون الإنسانى الدولى أصبح فى حالة يُرثى لها»، يحذر من مقبرة فى رفح تجاوز مقبرة غزة، يخشى دائرة أعمق من الجحيم، نصًا يقول: «ومن الممكن أن يؤدى التهديد بشن هجوم إسرائيلى على رفح إلى دفع أهل غزة إلى دائرة أعمق من الجحيم».

الأمين العام يستبطن الأمانة التى يحوزها، ويصدح بها، لا يخشى صقور مجلس الحرب الإسرائيلى، ولا صهاينة البيت الأبيض، ورغم الضغوط الدولية للجمه لكنه يزعق فى حكومات العالم لإنقاذ أطفال غزة سيما فى رمضان.

«غوتيريش» برز فى حرب غزة بوجه مغاير لما ألفناه سابقًا من الأمناء العامين للأمم المتحدة، كان بعضهم يتدارى خجلًا ويلجم فمه، وبعضهم كان يكتفى بالإدانة الخجولة، فحسب يسجل موقفًا، لكن «غوتيريش» تحلى بالإنسانية قبل الشجاعة.

ورغم حملة الترهيب الإسرائيلية التى بلغت حد الابتزاز السياسى الرخيص، وضغوط العواصم الكبرى، سيما الضغط الأمريكى، ليصمت تمامًا عن هول ما يرى، لايزال السياسى البرتغالى المخضرم مُصرًا، يصدح بحجم المأساة الإنسانية فى غزة.

ورغم لغته الدبلوماسية التى هى من مسوغات وظيفته، فكلماته ذات الطابع الإنسانى لها وقع ثقيل على قادة الحرب البربرية، نصًا يقول: «مع الأسف سيحتفل الكثيرون بشهر رمضان وهم يقاسون ويلات الصراعات والتشرد والخوف. دعونا لا ننسى أنه بعد شهر رمضان سيحتفل المسيحيون قريبًا بعيد الفصح، ويحتفل اليهود بعيد الفصح فى إبريل...»، كيف سيحتفلون؟!

يحاولون إسكاته بشتى الطرق، ولكنه ماضٍ لا يلوى على شىء، ولا حتى منصبه، ماذا يفيد المنصب الرفيع إذا تخلى عن واجبه الإنسانى؟ ندرة من الرجال، موقفه أهم من منصبه، ويُسخر منصبه للوقوف فى وجه الظلم والطغيان.

يصدق فى الرجل «أنتونيو مانويل دى أوليفيرا غوتيريش» قول «أبوالعلاء المعرى»: «وجدتك أعطيت الشجاعة حقها»، وبتصرف نقول «وجدتك (غوتيريش) أعطيت الإنسانية حقها».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غوتيريش» في رمضان «غوتيريش» في رمضان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon