توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغزى الشكر الأميركي

  مصر اليوم -

مغزى الشكر الأميركي

بقلم - حمدي رزق

لا شكر على واجب، وثمَّن الرئيس الأمريكى «جو بايدن» فى بيان صادر عن البيت الأبيض «القيادة والشراكة الحاسمة» للرئيس السيسى والأمير تميم بن حمد، فى التوصل إلى هذا الاتفاق (اتفاق الهدنة الموقوتة، ما اصطلح على تسميته سياسيًا الصفقة).

شكر مستحق من قبل الرئيس بايدن، ومثله آيات الشكر من قادة العالم للقيادة المصرية التى قادت مفاوضات أقل ما تُوصف بالمستحيلة فى ظل ثأرية انتقامية استولت على عقل مجرمى الحرب فى إسرائيل تحت وطأة العار الذى لحق بهم جراء عملية طوفان الأقصى (٧ أكتوبر الماضى).

ما تم إنجازه جد كان من المستحيلات، الدبلوماسية المصرية دومًا قادرة على صنع المعجزات، وخبيرة بتضاريس القضية الفلسطينية، وخبراتها تراكمية، عقود طويلة من الجهد المصرى الدؤوب المخلص لتوطين السلام فى منطقة قلقة وكأنها خُلقت للحروب.

بذلت القيادة المصرية، وتبذل ما استطاعت إليه سبيلًا من أجل سلامة أطفال فلسطين الأبرياء، الرئيس السيسى ورجاله الخلصاء على مدار ٤٥ يومًا مضت لم يغمض لهم جفن، قائم وأركانه على إيقاف عجلة الحرب الهادرة فى غزة.

السيسى لا يكل ولا يمل حتى تضع حرب غزة أوزارها، وتنتهى المأساة الإنسانية، وتصير الأرض ممهدة لإحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين، ما يُجنّب المنطقة ويلات الحروب، وقد شهدت فصلًا مأساويًا خلال الأسابيع الماضية على طوفان الأقصى.

الرئيس السيسى لم يدخر جهدًا ولا وسعًا حتى أنجز مع الشركاء فى (الدوحة وواشنطن) هدنة إنسانية موقوتة (أربعة أيام) فى سياق صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وحكومة نتنياهو، تقضى بإطلاق ١٥٠ من الأسرى الفلسطينيين (سيدات وأطفال) فى السجون الإسرائيلية مقابل ٥٠ رهينة فى حوزة حماس، ما كانت لتتم لولا الجهد المصرى الخالص والصادق.

الرئيس السيسى كعادته صموت، يقتات الصبر بصمت، يُجرى الاتصالات والوساطات والجهود الحثيثة لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية دون إفصاح، ودون ضجة وجلبة، الصمت البليغ، أحاط الوسطاء المصريون الصفقة بموجبات السرية التى يعتنقها الحكماء.

وعلى ذكر الصفقة، يصدق القول «إيه اللى رماك على المر، اللى أمر منه»، فقط هدنة لدفن الشهداء، وترتيب أوضاع الجرحى، ونقل الحالات الصعبة والمتأخرة إلى المستشفيات المصرية.

هدنة فقط لغوث المنكوبين، واستخراج الجثث المطمورة تحت الأنقاض.

شمال غزة باتت مقبرة جماعية مكشوفة تأمها الضوارى والكلاب الضالة تنهش الجثث المتحللة، غزة معرضة للأوبئة والأمراض التى هى أخطر من القصف الجوى.

فعلًا «ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها»، مثل مصرى معبر عن حالة القيادة المصرية فى أتون حرب غزة، والقيادة كابشه جمرة نار، القضية الفلسطينية جمرة نار موقدة، وكابشها ممتحن. حمل ثقيل تنوء بحمله الجبال.

القيادة الممتحنة تحمل عبء القضية الفلسطينية صابرة محتسبة من أجل تأمين حياة رضيع فلسطينى يصرخ من البرد والجوع وقسوة الألم.

ولا يتبعون جهدهم منًّا ولا أذى، رجال صدقوا، يصلون الليل بالنهار فى عمل دؤوب، يجتهدون فى صمت، ولا يُصرحون، ولولا جهودهم الحثيثة لكان للقضية وجهٌ آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى الشكر الأميركي مغزى الشكر الأميركي



GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:58 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أيها العالم.. استيقظ

GMT 04:53 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

لماذا السيسي؟!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon