أعلاه مسكوكة دبلوماسية دولية سكها الرئيس الأمريكى «جو بايدن».. شكرًا وامتنانًا للرئيس السيسى وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دورًا مركزيًا فى وقف إطلاق النار فى غزة.
لا شكر على واجب، أولوية وقف إطلاق النار حفاظا على الأرواح منهج مصرى مستدام، مصر دولة سلام، وعنوانها السلام.
ليس بجديد، وبالسوابق يُعرفون، أولويات السياسة الخارجية المصرية تقديم الدعم والمساعدة لشعبنا الفلسطينى فى الأرض المحتلة، وتنفر القاهرة إلى العون كلما ألمَّ بهم عدوان غاشم من آلة عسكرية باطشة تستهدف الآمنين، لا ترحم شيخًا أو طفلًا.. وحتى شجر الزيتون يتأذى من هجماتهم البربرية.
مصر فى ظهر الشعب الفلسطينى دومًا، ولم تتأخر يوما عن النداء، ولا تنتظر حتى النداء، وتستثمر علاقاتها الودية مع كافة الأطراف والأطياف لوقف العدوان، وصولا إلى تأمين المواطن الفلسطينى المهدد فى حياته وحياة أولاده، والممتحن فى رزقه وقوته.. وأمنه وأمانه.
متوالية النجاحات المصرية فى هذا الملف الساخن تعبيرٌ عن ثقة تحظى بها الوساطة المصرية، محل ثقة دولية.
وثقة مقدرة من إخوتنا فى الأرض المحتلة من كافة الأطياف، مقاومة ودولة.. ما بين رام الله وغزة ثقة فى نبل الموقف المصرى وعدالته وشفافيته ومصداقيته، فضلا عن قوته ونفاذية كلمته، ومفرداته التى لا تغادر فى حرف الحقوق الفلسطينية المشروعة فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وبالسوابق يعرفون، والفصائل الفلسطينية جرّبت وخبرت الوسيط المصرى، فوثقت فى كلمته وتعهداته وقدرته على لجم التغول الإسرائيلى بحكمة وصبر وأناة، للوسيط المصرى لغة مفهومة بالعربى وبالعبرى، لغة واحدة لا تحمل معنيين، بل تحمل رسالة سلامية، ترفض العدوان جملة وتفصيلا.
لافت.. مصر لا يصدر عنها بيانات تشبه المزايدات. طوال أيام وليالى الوساطة كانت بيانات الشجب والإدانة تصدر من عواصم قريبة وبعيدة، عربية وأجنبية، مزاد عالمى من البيانات لا يكلف سوى تحرير سطور عاجزة عن الفعل تدين العدوان، ولكن على الأرض كان هناك جهد رجال حملوا الأمانة، وتوفروا على لجم العدوان.
إزاء جهد دبلوماسى مصرى حقيقى نفر إلى وقف إطلاق النار، أولا حفاظا على الأرواح ووقف نزيف الدم الفلسطينى، وتاليًا استكمال المطالبات على الجانبين تفصيلًا فى أجواء باردة نسبيًا تحتمل الدخول فى التفاصيل وصولًا للتعهدات.
لافت أن الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى هرعا إلى طلب تدخل مصرى عاجل مع إطلاق أول مسيرة ملغومة فى السماء، ثقة فى قدرة الوسيط المصرى على لجم تدهور الأوضاع، وحتى لا تتسع دائرة النار.. إذا شب الحريق لن يبقى ولن يذر، وسيكون الكل مهددا فى أمنه وأمانة، والمنطقة مؤهلة للاشتعال، والأرض الفلسطينية مبللة بدم الغضب.
دبلوماسية وقف إطلاق النار كمصطلح جديد سكّه الرئيس بايدن، على جدته، لا يفى بحجم الجهود المصرية فى سياق القضية الفلسطينية.. الدور المصرى فى القضية ليس على سبيل الوساطة، بل دفاع عن القضية، وشعب القضية، وعدالة القضية.. مصر تحمل الهَمّ الفلسطينى دومًا.
والأجيال الفلسطينية تواليًا تعلم علم اليقين أن مصر لم تدخر وسعًا لإعانة وإغاثة الشعب الفلسطينى على البقاء حيًا على أرضه السليبة، القضية الفلسطينية قضية مصرية قبل أن تكون عربية، مصرية بدم الشهداء، وحروب التحرير، وسلام الشجعان، مصر ترعى القضية باعتبارها قضية مصرية وطنية رغم الكلفة الباهظة، ولكن دم طفل فلسطينى أغلى من كل الحسابات السياسية.