نظرية المؤامرة مصطلح انتقاصى، يشير إلى شرح لحدث أو موقف اعتمادًا على مؤامرة لا مبرر ولا وجود لها إلا فى عقول أصحابها.. وعمومًا تنسج المؤامرة فى مضمونها على أفعال غير قانونية أو مؤذية، تنفذها حكومة خفية أو منظمة شريرة أو أفراد خبثاء، وتُنتج نظرية المؤامرة فى أغلب الحالات افتراضات تتناقض مع الفهم العاقل الرشيد للحقائق البسيطة.
حديث المؤامرة يَسرى.. يقال فى الأقبية المسحورة بمؤامرة «فوقية» على الأهلى، من فوق وأنت نازل، والتسخين شغّال من جوه وبره، القدر يغلى، يكاد يفور، أخشى انفجار «الأولتراس» الأحمر النارى فى وجوهنا.
قل ما شئت، إدارة الكرة المصرية بيضاء، زملكاوية، تضغط الأهلى بجدول صعيب مع أخطاء تحكيمية متكررة.. فاجرة أحيانًا، حقك، فكر وكأنك مظلوم، وأكثر من هذا بكثير.. ولكن حديث المؤامرة، وتعليمات فوقية بهزيمة الأهلى، وكسر أنف إدارته وضغطها للاستقالة، وبالمرة مطالبات بالانسحاب، وهدم المعبد على رؤوسهم جميعا، وعلىَّ وعلى أعدائى يا رب.
هذا حديث الإفك، حديث مخاتل، فتنة كروية يعملون عليها من منافيهم البعيدة، خطورة حديث المؤامرة أنها تتجاوز الكرة إلى ما هو أخطر، فشلوا فى إشعال الفتنة الطائفية والفتنة المجتمعية، فقصدوا الفتنة الكروية.. عوامل الاشتعال الذاتى متوفرة كرويا، والتعصب على أشدّه، والأرض مبللة بالغضب، عود ثقاب وتشتعل نارا..
حديث المؤامرة جد خطير، وتورط نجوم الكرة فى تغذيته ماثل، الفضائيون يتبعهم المتعصبون كرويًا.. الاستوديوهات التحليلية تروّج لنظرية المؤامرة بقصد أو بغفلة عن الأهداف الخبيثة التى تروج لها منصات كروية خارجية، تحديدًا إخوانية!.
متى كان الأهلى مغضوبًا عليه وهو نادى الشعبية الجارفة.. متى كان الخطيب مرفوضا وهو معشوق الجماهير حتى من الزملكاوية، ومتى ومتى ومتى؟.. هل هناك عاقل يحك أنف ملايين الجماهير الحمراء؟!.
خطورة حديث المؤامرة يُخرج الكرة من ملعب الكرة إلى ملعب السياسة، وهذا جد خطير، الكرة فى الملعب، والفوز والخسارة فى الملعب، وكل خطايا التحكيم فى الملعب، ويستوجب حصرها فى الملعب، حذارِ من محاولة إخراج الكرة من الملعب فتصدم وجوهنا فى المدرجات!.
تعاطفكم كفاية، وتؤجرون عليه، وسعيكم مشكور.. ولكن حديث «ظلمٌ بَيِّنٌ»، وترجمتها كرويا «مؤامرة»، بزيادة حبتين، نغمة نشاز، والإحالة إلى حديث المؤامرة خارج العقل، ومنكور ومستهجن وجد خطير.
بحق ربنا، الأهلى لا يستحق فوزًا، حتى ولو كان التحكيم فاجرًا.. الأهلى ينزف النقاط تباعًا لأسباب ليس أولها ولا آخرها التحكيم، التحكيم شماعة.
الأهلى وحش، يخسر قبل أن يلعب، فريق فاقد الأهلية الكروية، محطم نفسيًا تمامًا، يلعب بلا جماعية ولا روح قتالية، لاعبوه يؤدون واجبًا ثقيلًا، وكأن على رؤوسهم الطير.
التعاطف بمنطوق المؤامرة متعمد، وللأسف يخفى حقائق، ويغمّى على نقائص، ويؤجّل عملية الإصلاح إلى أن يفقد نادى القرن كامل قواه الكروية. الفريق منذ مباراة الوداد وأنت جاى فقد هويته، ينزف من روحه، ولا سبيل لإيقاف النزيف إلا بتدخل جراحى كروى عاجل.
أعتقد كابتن «بيبو» سمع بأذنيه من المدرجات ما لا يرضيه من الجماهير المحروقة على فريقها.. علمًا بأن حرف شلال الغضب عن مساره إلى حديث المؤامرة مؤامرة حقيقية على الفريق الأحمر!!.