ينهزم «ليفربول» يمسكون فى شورت «محمد صلاح» ويقطعون فى لحمه، يفوز يهتفون باسم «يورجن كلوب» ويصفقون لعبقريته الفذة!
الهزيمة، هزائم «ليفربول» تواليًا، لها أب واحد، عادة «صلاح»، والفوز له ألف أب، بينهم «صلاح».
تسمع من جماهير «الريدز» عجبًا، بيع «صلاح»، التخلص من «صلاح»، لم يعد فاعلًا، خارج الخدمة، منتهى الصلاحية، ويحط نجوم ليفربول المعتزلون على رأس «صلاح»، وأى منهم لم يحقق فى تاريخه مع ليفربول (عُشر ما حققه صلاح).
تلهف المواقع الإلكترونية العربية والمحلية على نشر (الهجمات المرتدة) على «صلاح» محزن، راجع المانشيتات، تحس أن فى بطونهم نارًا من «صلاح».
«صلاح» رغم أنوفهم الفطساء هداف ليفربول ونجمهم الأول، نجم الشباك، ويتغنون باسمه، لم يتغنوا باسم لاعب قبله، وقيمة «صلاح» محفوظة فى قلوب عشاق الريدز.
«صلاح» يمر بفترة عصيبة، بعد الإصابة الجسيمة فى كأس الأمم الإفريقية، الكرة مش ماشية معاه، مش مطوعاه، ليست تحت قدميه، تتفلت منه كثيرًا، تتقطع تمريراته، وتنحرف تسديداته، ويضل الطريق كثيرًا عن الثلاث خشبات.
جماهير ليفربول المحبة صعبان عليها من «صلاح»، واخدة على خاطرها، كانت مأملة فيه (من الأمل) وعشمانة فيه (من العشم) يفرح قلبها، ويقود الفريق إلى منصات التتويج.
المحبون (وهم كثر) عندهم حق، والعتب على قد العشم، كانوا عشمانين، وقدر الله وما شاء فعل، وأصيب «صلاح» وحزن على إصابته خلق كثير...
جماهير «الريدز» لا لوم عليهم، نفسهم ومنى عينهم الفرعون يصول ويجول ويصنع ويسجل، وكما كان يغبطهم.
خيبة الأمل مقسومة على نصفين، نصف لملايين المحبين، ونصف لـ«صلاح» وحده، «صلاح» شايل نص الشيلة، يدفع وحده ضريبة إخفاق ليفربول فى حصد البطولات (رغم إصابته وعدم جاهزيته).
إصابة «صلاح» بالأساس نفسية، «صلاح» نفسيته (تعبانة)، صعب تحمل كل هذا النقد واللوم والتوبيخ دون ذنب جناه، عدم التوفيق من لزوميات الكرة، وكأنه يُعاقب فى كل مباراة يلعبها فى «أنفيلد» حتى لو صنع وسجل.
الحملة المجيشة على «صلاح» تحتاج تفسيرًا، حملة جاوزت اللوم إلى كونها حملة كراهية، وترجمت إلى تحبيط وتثبيط وإنكار، والأنكى والأمر التقزيم والحط من شأنه وموهبته.
وبلغت الحملة مبلغًا معيبًا، مقارنات ممجوجة بينه وبين من لم يقدم عُشر ما قدمه «صلاح»، راجعوا أرقام «صلاح» مع «الريدز» تجاوز كل جواهر التاج، الأحياء منهم والأموات.
مستوجب التفرقة فى المواقف تجاه «صلاح»، ليست كلها استهدافًا ممنهجًا، «صلاح» فعلًا هدف لحزب أعداء النجاح، ويتعقبونه حتى قبل أن تصل إليه الكرة، ومستهدف من هذا الحزب العقور، هناك من يكره «صلاح» لله فى الله، ويبتدره الكراهية، ويغتبط بخروجه مصابًا، بل ويشكك فى إصابته سبيلًا للتشكيك فى موهبته.
صنفان من الكارهين، والكريه بالإشارة يُعرف، صنفان يتمنيان فشل صلاح، وفى كل مناسبة ودون مناسبة يقزمون منجزه، صنف عنده إحن لأسباب عنصرية يطول شرحها، والبعض الآخر لموقفه من قضايا وطنه وأمته (حساب سياسى)، بين الحسابات البغيضة يركض «صلاح» تدفعه دعوات الطيبين.
وهكذا تسير الحملة المحزنة، هؤلاء ينسحب عليهم قول الدكتور «زويل» عن حزب أعداء النجاح، يحاربون صلاح (الناجح) حتى يفشل... والمضحك المبكى أن الفاشلين فى الاستديوهات التحليلية (محليًا) ينعون على «صلاح» ويشككون فى تواريخ صلاحيته، صحيح الخيبة الكروية بالويبة.