بقلم - حمدي رزق
تجاهلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» human rights watch، طوال شهر رمضان ممارسات الاحتلال الإسرائيلى في المسجد الأقصى، وإرهاب المصلين العزّل، والصلاة تحت تهديد السلاح، وتمكين المتطرفين اليهود من تدنيس المقدسات الإسلامية عمدًا مع سبق التخطيط والتربص.
أبشع صور إرهاب الدولة العبرية، منقول على الهواء (بث مباشر) في كبريات المحطات التليفزيونية والمنصات الإلكترونية، وكتبة تقارير المنظمة صُم بُكم عُمى عن استغاثات المقدسيين، وبيانات الإدانة من حول العالم، والمنظمة الخرقاء، لا ترى، لا تسمع، ولا تتكلم!.
وإذ فجأة، تستيقظ المنظمة الممحونة من غفوتها، وتصدر بيانًا يطالب وزارة الأوقاف المصرية بإنهاء، ما زعمته، جميع القيود التعسفية على التجمعات الدينية والصلاة والشعائر خلال العشر الأواخر من رمضان واحتفالات العيد!.
الغرض مرض، والغرض السياسى داء عضال، والمنظمة التي تستهدف بشكل ممنهج الحكومة المصرية منذ (٣٠ يونيو وحتى وقفة العيد)، باتت مسكونة بخطاب إخوانى بغيض، كاذب ومخاتل، ممسوس سياسيًّا، رَجْعُ الصَّدَى لتقارير إخوانية مكذوبة منشورة وتخدم عليها خلايا نائمة في الفضاء الإلكترونى.
من تحت العباءة الحقوقية الفضفاضة تصدر المنظمة تقارير ممسوسة تُلبسها ثوب الحقوقية المدعاة. تقارير المنظمة من هذه النوعية الرديئة، مثل النكات البايخة، يلوكها بعض الكتبة ذوى الميول الإخوانية الباطنية محليًّا بادعاء تضييق في المساجد نقلًا عن منصات إخوانية، كتابة تفج منها رائحة إخوانية نفاذة.. معلوم الإرهابية فقدت مساجدها والسلفية تنتحب، وعويل المؤلفة قلوبهم يفطر بعضًا من نياط القلب.
لو غبر محرر التقرير الحقوقى قدميه إلى المسجد ع الناصية على سبيل التجربة، لوجد المساجد منورة بالمصلين، والأذان يصدح من الفجر إلى العشاء، والصلاة جامعة، وصلوات العيد في ساحات المساجد الكبرى في سائِر المحافظات، وفق الاحترازات الوبائية المقررة صحيًّا.
مثل «هيومن رايتس ووتش» مثل من ينكر وضوح الشمس في رابعة النهار بتغمية عينيه بيديه تحت مظنة الإنكار، حقيقة بيان هزلى لا يصدر إلا عن منظمة جانبت الحياد، وخاصمت التجرد، وتستقى معلوماتها المكذوبة من منصات إخوانية عقورة دون تمحيص أو تدقيق، ما يثير سخرية المراقبين لتقرير الحالة الدينية في المحروسة.
عدد المساجد الجديدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وإعمار المساجد القديمة، يفقأ العيون المصابة بالعمى الحيسى، والعناية الرئاسية بمساجد آل البيت، والمزارات الإسلامية والمسيحية والمعابد اليهودية نموذج ومثال.
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدى المَساوِيا، تخيل هذه المنظمة العقور لا تتوقف أمام رقم (٢٤٠١ كنيسة) تم توفيق أوضاعها في خمس سنين، وفتح أبوابها للمصلين، وترفع صليبها، وتصدح أجراسها في أجواء الفضاء في حاضنة شعبية تسامحية نادرة المثال.
لا تقف احترامًا واعتبارًا أمام رئيس دولة بحجم مصر يقول على الهواء مباشرة، بحرية المعتقد، ولا يفرق بين مسلم ومسيحى، ويأمر ببناء المسجد والكنيسة جنبًا إلى جنب في الجمهورية الجديدة التي تحتضن كل الديانات في سماحة، ويطلق صيحته الشهيرة، تجديد الخطاب الدينى في مناسبة المولد النبوى الشريف.
المنظمة على قديمه قوى، ولا تحدث بياناتها فتتبين ماسكة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بمراعاة أخوة الوطن واحترام شعائرهم، وحرياتهم الدينية، والحفاظ على كنائسهم، كالمساجد تمامًا، وفى الأخير، «وَمَا أَنتَ بِهَادِى الْعُمْى عَن ضَلَالَتِهِمْ..» (النمل / ٨١).