بقلم - حمدي رزق
منقول عن «وليام بينيت»، وزير التعليم في الولايات المتحدة سابقًا، مقولة عميقة المعنى، يقول: «نحتاج أحيانًا إلى تذكير أنفسنا بأن الشكر هو في الواقع فضيلة». والصديق الكاتب التنويرى «عادل نعمان» أحسبه من الشاكرين، وهذه فضيلة، وترجمتها «لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل». وإلى رسالة الشكر التي تكرم بها للنشر في هذه المساحة الرحيبة أمام الشاكرين:
يقول «نعمان»: «كم كنت أراه حلمًا بعيد المنال، أو محطة يصعب الوصول إليها، أن أبلغ وأرى صورة الشهر العقارى غير ما تعودنا عليه من جمود وتحجر منذ نصف القرن وأكثر، زحام من الصباح الباكر دون أماكن انتظار آدمية، وسماسرة خارج المبنى للاتفاق والمقاولة، ويوم بطوله وربما اليوم التالى لإنهاء معاملة توكيل أو توثيق عقد بيع، وموظفون يتعاملون مع الناس بتعالٍ وصلف وكبرياء، وللحق فبعض من العذر كان مسموحًا به، فهم يعملون في مكاتب متهالكة أصابها الوهن، ومبانٍ عتيقة مستهلكة، وأجهزة تكييف وكمبيوتر أصابتها الشيخوخة، وحتى دورات المياه غير صالحة للاستخدام لهم أو للمتعاملين معهم، والكثير الكثير مما كان عائقًا أن تتم الخدمة في سهولة ويسر، وأذكر أننى قد ناشدت السيد وزير العدل السابق لأكثر من مرة الاهتمام بمنظومة الشهر العقارى والقائمين عليه، فهى الحفظ والأمان لمصائر الناس وممتلكاتهم، والخطأ فيها كارثى وضياع لمقدرات الناس، مما يجعل النهوض بمستوى المنظومة كلها أمرًا حتميًّا وضروريًّا.
تجربة الشهر العقارى في مول العرب ذكية وعصرية إلى المدى الذي نأمل أن يُعمَّم على مستوى الجمهورية، حتى وإن كانت الخدمة مدفوعة القيمة، فلها جوانب إيجابية كثيرة، منها تخفيف الضغط على الأماكن الأخرى التي تقدمها دون مقابل، وتقديم خدمة لمَن يقدر عليها، وهو نموذج سائد على مستوى دول كثيرة، وليست الإشادة بهذا النموذج للمستوى اللائق في إنجاز المعاملات في وقت قياسى نتيجة حجز الموعد مسبقًا فقط، وهو أمر محمود ولائق، لكن الأهم هو المستوى الراقى والمهذب والمحترم من جميع العاملين فيه، وعلى رأسهم مديرة المكتب، وكلهم لا يدخرون جهدًا في تذليل الصعاب للمتعاملين بصورة محترمة ومهذبة.
وكما أننا لا نرحم النماذج السيئة ونتتبعها ونهاجمها ونلاحقها، فحق علينا الإشادة بالنماذج المشرفة والناجحة التي تعمل دون كلل أو ملل أو حتى البحث عن كلمة شكر عزّت على الناس في وقت نحن أحوج ما نكون إليها، وشحّت على ألسنة أقلامهم، مما يستوجب علينا نحن الكُتاب أن نمدح كما نقدح، ونوقر كما نهجو، ونقول للناس حسنًا.
شكرًا لكل القائمين على هذه المنظومة، ونأمل تعميمها على مستوى الجمهورية والاهتمام بالعاملين وتدريبهم وحسن اختيارهم، والتوسع في المكاتب الأخرى، كما نتوسع في هذه المكاتب المتميزة، وعلى نفس المستوى والكفاءة، وشكرًا للعاملين في مكتب الشهر العقارى بمول العرب، ولكل العاملين على هذا المستوى الراقى».