توقيت القاهرة المحلي 19:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأمل.. الفريضة الوطنية الغائبة

  مصر اليوم -

الأمل الفريضة الوطنية الغائبة

بقلم - حمدي رزق

من أشهر أبيات شعر «مؤيد الدين الكنانى» (من أصفهان): «أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».

وبحسب وصف الروائى الدكتور «محمد المنسى قنديل»: «اليأس مرض مُعدٍ»، يستوجب ارتداء كمامة الأمل خشية العدوى.

فيروس اليأس مميت وسريع الانتشار، وأعراضه خطيرة، واليأس فقهيا نوعان، مطلوب ومحرم، ومنه فيروسات مصنعة فى أقبية استخباراتية تستهدف تحبيط الطيبين بغرض إفقادهم الثقة فى أنفسهم وفى قيادتهم؛ ليسهل اختراقهم، فتدب الفوضى الهدامة؛ تترجم سياسيا الفوضى الخلاقة!!.

لافت توالى الهجمات التيئيسية لإصابة المصريين بالإحباط العام الذى أصاب ضعاف النفوس، يُرى البعض منهم فى الطرقات صدره ضيق حرج كأنما يصّعد فى السماء، ويزفر لافحا، ويرغى ويزبد، ناقما قانطا، والقنوط لغويا أشد اليأس والسخط!!.

ما أخشاه أنهم يعمدون إلى نشر فيروس اليأس بين الطيبين وفق خطة ممنهجة تستهدف إشاعة الإحباط العام، ما يخلف يأسا، تنبنى عليه خطة خبيثة لإشاعة الفوضى، وإعادة العجلة إلى الوراء، ونرجع لأيام سودة، الله لا يعيدها.

وتيرة الهجمات التيئيسية تتصاعد، والحرب النفسية على أشدها، ما يستنزف طاقة الدولة والشعب، ما يستوجب علاج الآثار النفسية المتوقعة والمترتبة على الإصابة بفيروس اليأس، ومنها القعود والقنوط، وقرآنيا «لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ» (فصلت/ 49).

شيوع اليأس جد خطير، والخلايا الفيروسية النائمة عادة ما تنشط فى مثل هذه مناخات متقلبة بين الفصول، وترويج الإشاعات بضاعة، والهرى بمعلومات مضللة مقصود لتشتيت الانتباه العام، وخلخلة البناء، وضرب الحلقة الشعبية الصلبة المتحلقة حول القيادة المؤتمنة فى توقيت حساس.

ومع ندرة المستبشرين من أعضاء نادى الأمل، ودخول نفر من السوداويين على الخط العام، صارت الحاجة ماسة إلى معلومات يقينية تبل الريق.

فى مثل هذه أجواء مشوبة بالتوتر لا يجوز ترك الطيبين هائمين على وجوههم فى الطرقات، دون مضادات معلوماتية حيوية تقوى المناعة الشعبية اتقاء خطر الهجمات الفيروسية التيئيسية.

الأمل كما هو ظاهر فى العنوان، الفريضة الوطنية الغائبة، الصناعة الواعدة، نوع من الصناعات التحويلية والمغذية للروح المعنوية.

يحدونا الأمل، وعيش بالأمل، والأمل لولاه عليا، و«برضك أنا عندى أمل»، مهم جدا الحفاظ على المعنويات عالية، والهمم مرتفعة، وبريق الأمل يلمع، إشاعة الأمل صنعة كما يقولون، وقوامها المعلومات (المادة الخام للأمل).

المعلومات على وقتها، فى التو واللحظة، مستوجب توفير حد أدنى من المعلومات اليقينية التى تقى الجموع من الإصابة، وتكبح تفشى حالة الخوف والتوتر والإحباط واليأس التى تنتشر بفعل الإشاعات التى تطلقها منصات فيروسية بين الناس فى الطرقات.

يمكن أن يعيش الإنسان بلا بصر، ولكن لا يمكن أن يعيش بلا أمل، قطع الطريق على «الطابور الخامس» ضرورة وطنية، طابور أسود غطيس يتخفى بين الصفوف ناشرا عدوى اليأس والإحباط، ويعمد اختراقا إلى تفكيك الجبهة الداخلية، ويتحرك باحترافية، ويروج صورا وهمية مضللة، ويهرف بأرقام عبثية لا تقف على قدمين، ولكن مع نقص المضادات الحيوية، أقصد المعلومات والأرقام اليقينية والحقيقية، يسود هؤلاء الفضاء الإلكترونى بفيروساتهم المعدية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمل الفريضة الوطنية الغائبة الأمل الفريضة الوطنية الغائبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon