من أشهر أبيات شعر «مؤيد الدين الكنانى» (من أصفهان): «أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».
وبحسب وصف الروائى الدكتور «محمد المنسى قنديل»: «اليأس مرض مُعدٍ»، يستوجب ارتداء كمامة الأمل خشية العدوى.
فيروس اليأس مميت وسريع الانتشار، وأعراضه خطيرة، واليأس فقهيا نوعان، مطلوب ومحرم، ومنه فيروسات مصنعة فى أقبية استخباراتية تستهدف تحبيط الطيبين بغرض إفقادهم الثقة فى أنفسهم وفى قيادتهم؛ ليسهل اختراقهم، فتدب الفوضى الهدامة؛ تترجم سياسيا الفوضى الخلاقة!!.
لافت توالى الهجمات التيئيسية لإصابة المصريين بالإحباط العام الذى أصاب ضعاف النفوس، يُرى البعض منهم فى الطرقات صدره ضيق حرج كأنما يصّعد فى السماء، ويزفر لافحا، ويرغى ويزبد، ناقما قانطا، والقنوط لغويا أشد اليأس والسخط!!.
ما أخشاه أنهم يعمدون إلى نشر فيروس اليأس بين الطيبين وفق خطة ممنهجة تستهدف إشاعة الإحباط العام، ما يخلف يأسا، تنبنى عليه خطة خبيثة لإشاعة الفوضى، وإعادة العجلة إلى الوراء، ونرجع لأيام سودة، الله لا يعيدها.
وتيرة الهجمات التيئيسية تتصاعد، والحرب النفسية على أشدها، ما يستنزف طاقة الدولة والشعب، ما يستوجب علاج الآثار النفسية المتوقعة والمترتبة على الإصابة بفيروس اليأس، ومنها القعود والقنوط، وقرآنيا «لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ» (فصلت/ 49).
شيوع اليأس جد خطير، والخلايا الفيروسية النائمة عادة ما تنشط فى مثل هذه مناخات متقلبة بين الفصول، وترويج الإشاعات بضاعة، والهرى بمعلومات مضللة مقصود لتشتيت الانتباه العام، وخلخلة البناء، وضرب الحلقة الشعبية الصلبة المتحلقة حول القيادة المؤتمنة فى توقيت حساس.
ومع ندرة المستبشرين من أعضاء نادى الأمل، ودخول نفر من السوداويين على الخط العام، صارت الحاجة ماسة إلى معلومات يقينية تبل الريق.
فى مثل هذه أجواء مشوبة بالتوتر لا يجوز ترك الطيبين هائمين على وجوههم فى الطرقات، دون مضادات معلوماتية حيوية تقوى المناعة الشعبية اتقاء خطر الهجمات الفيروسية التيئيسية.
الأمل كما هو ظاهر فى العنوان، الفريضة الوطنية الغائبة، الصناعة الواعدة، نوع من الصناعات التحويلية والمغذية للروح المعنوية.
يحدونا الأمل، وعيش بالأمل، والأمل لولاه عليا، و«برضك أنا عندى أمل»، مهم جدا الحفاظ على المعنويات عالية، والهمم مرتفعة، وبريق الأمل يلمع، إشاعة الأمل صنعة كما يقولون، وقوامها المعلومات (المادة الخام للأمل).
المعلومات على وقتها، فى التو واللحظة، مستوجب توفير حد أدنى من المعلومات اليقينية التى تقى الجموع من الإصابة، وتكبح تفشى حالة الخوف والتوتر والإحباط واليأس التى تنتشر بفعل الإشاعات التى تطلقها منصات فيروسية بين الناس فى الطرقات.
يمكن أن يعيش الإنسان بلا بصر، ولكن لا يمكن أن يعيش بلا أمل، قطع الطريق على «الطابور الخامس» ضرورة وطنية، طابور أسود غطيس يتخفى بين الصفوف ناشرا عدوى اليأس والإحباط، ويعمد اختراقا إلى تفكيك الجبهة الداخلية، ويتحرك باحترافية، ويروج صورا وهمية مضللة، ويهرف بأرقام عبثية لا تقف على قدمين، ولكن مع نقص المضادات الحيوية، أقصد المعلومات والأرقام اليقينية والحقيقية، يسود هؤلاء الفضاء الإلكترونى بفيروساتهم المعدية.