توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحدك الحي وجميعنا أموات!

  مصر اليوم -

وحدك الحي وجميعنا أموات

بقلم - حمدي رزق

قل للشهيد سلام، وحدك الحى وجميعنا يا سيدى أموات.. وذكِّر، فإن الذكرى تنفع المؤمنين المؤتمنين على سلامة وطن يستحق عظيم التضحيات.

وخلال حفل إفطار الأسرة المصرية العامر بالمحبة، وجّه الرئيس السيسى التحية لأمهات الشهداء: «أوجه كل تقدير وامتنان لكل أم مصرية وزوجة وابنة قدمت الأب والأخ والابن والزوج والابن شهيدًا كى تهب لنا الأمان والوطن».

ويُذكرنا بما نسينا «ملقتش سيدة مصرية، زوجة كانت أو أمًّا، جاءت وقالتلى كلمة تؤلمنى عن سقوط ابنها شهيد أو مصاب، والصلابة جاية من هنا».

لو علمتم تضحيات العظيمات لقبلتم الأرض من تحت أقدامهن، ولو تحدثت أمهات الشهداء لقالت ما يغبط النفس ويفرح القلب، العظيمات فى بلادى (المحروسة بحول ربها) يستقبلن الشهداء على قارعة الطريق بالزغاريد.

زغرودة أم الشهيد فى جنازته أحلى من الشهد المكرر، وترتدى (مصر) أم الشهيد جلبابًا أبيض، وكأنه يوم الزفاف، وتصرخ فى الخلائق: (أنا أم البطل...).

ومدد مدد ماادد شدى حيلك يا بلد، تحس أن طيب الذكر، الفنان العظيم «محمد نوح»- يرحمه الله- ما صادف نجاحًا فى مشواره إلا فى هذه الأنشودة، التى صارت أيقونة حارتنا وكل الحارات المصرية، كل الحارات خرج منها بطل وعاد شهيدًا، كل الحارات معلق على قمتها صورة شهيد.

لا ينساهم الضمير الوطنى أبدًا، فى عقل وقلب الرئيس، لا يعرف الفضل لأهل الفضل، التفاتة السيسى نحو العظيمات (أمهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم) عطفة تستحق التقدير والاحترام، سجل شهداء مصر العظام جدير بالتقدير، مصر محروسة بأرواحهم، وتضحياتهم، الشهادة تجلب الحياة.

زغرودة أم الشهيد لا تزال ترن فى أذنى، زغرودة لو وصفتها ما كفتها لغة وصف، ولو لم أسمعها منها ما عرفت معنى زغرودة أم الشهيد يوم خرجته عريسًا صاعدًا إلى السماء.

فى ديارنا أم الشهيد هى أم البطل، ترتدى الأبيض وتمشى كالعروس وراء الجثمان المسجى بدمه، تتفجر منه رائحة المسك، ويزغردن من حول النعش، ويشيعونه مع السلامة: لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله.

مواكب الشهداء التى طافت محافظات مصر جميعًا خلال العقد الأخير تحمل البشرى، تُعيد إلينا ذكريات عبرت، ذكريات العبور العظيم... آيات من عظمة أبائنا الشهداء، إنّا وجدنا آباءنا على شهادة، وإنا على شهادتهم مقتدون.

«اللى خلف مامتش» هكذا يقولون فى أمسيات الريف الطيب، البواسل الذين صنعوا نصر أكتوبر العظيم، منهم مَن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر نصرًا جديدًا، خلفوا أسودًا تخوض ملحمة بطولية على الحدود، على الحدود أسود تزأر فى وجه مخططات الشيطان.

العبور الثانى نحو «الجمهورية الجديدة» ليس معبدًا. مخضب بدماء زكية، ريحها مسك وعنبر، لا تستغرب من رائحة رمال المحروسة مضمخة بدماء الرجال السمر الشداد.

شهيد العبور وهب لمصر شهيدًا على الحدود، روح وريحان على شهداء الحرب المقدسة، شهداء الأرض والعِرض، شهداء يوم الكرامة، شعب من الشهداء، شهيد وراء شهيد.

أنا شعب وفدائى وثورة، ودم يصنع للإنسان فجره، ترتوى أرضى به من كل قطرة.. هكذا كان النشيد فى طابور المدارس، تلهج به ألسنة الصغار، كانوا يرضعون لبن الوطنية على أسنانهم اللبنية، شَبُّوا أسودًا، وبرزوا أسودًا، وطلبوا من السماء نصرًا أو شهادة، ونالوا نصرًا وشهادة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدك الحي وجميعنا أموات وحدك الحي وجميعنا أموات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon