توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ!

  مصر اليوم -

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ

بقلم - حمدي رزق

تلقيت تعقيبا على مقال «فتنة تكوين» من الشاعر الكبير «رمزى حلمى لوقا»، يطالب بدور للأزهر فى مجابهة الفكر بالفكر..

يقول: ربما لسنا فى حاجة لـ«تكوين» بل لمائة ألف تكوين، فى كافة النواحى الفكرية والثقافية والاجتماعية، ربما أصحاب هذا الفكر قد طالهم ما طالهم من استخدامهم الغلظة والشطط سبيلًا لعرض أفكارهم والتى أحدثوا بها صدمةً فكريةً بدت لأول وهلة تجرؤًا وتطاولًا على الثوابت الدينية، وخاصة مع مواكبتها لانتشار موجة من الإلحادـ الذى لا يكتفى بالوجود السرى بل أعطى لنفسه حرية التواجد العلنى التهكمى الوقح ـ ومهاجمة الأديان وهم أفرادـ غُلاة الملحدين ـ لا يمتلكون الوزن المعرفى ولا الفكرى ليؤهلهم لهذا الدور الذى يرونه دورًا تنويريًا.

هؤلاء الذين لا يمتلكون إلا بعض العلوم القشرية السطحية الساذجة، حتى إن معظم أطروحاتهم تتصف بعدم المعقولية وبها تعسفٌ واضحٌ فى الفهم لكثير من المفاهيم، وبها خلط للأوراق وقفز على البديهيات، وهذا ما جعل البعض يصنف هذا «المنتدى» كمركز أريد به أن يكون مركزًا من مراكز الإلحاد فى الوطن العربى.

نحن فى زمن انتشرت فيه ظاهرة المتاجرة بالدين ولوى أعناق الحقائق العلمية والمنطق العلمى التجريبى والمسلمات من أجل استثارة بعض العواطف الدينية الطفولية، فما زال هناك من يحاول إقناع العامة بأن الأرض مسطحةـ لاعتقاد البعض أن الأديان تنادى بذلك ـ والغريب أن هذه المقولة العبثية تخرج من علماء من كافة بقاع الأرض شرقه وغربه.

وقد وصل العبث أن يتحدى أحد المثقفين المجتمع العلمى والثقافى فى إثبات أن الأرض مسطحة، وفى أنها مركز الكون وأنها ثابتة وأن الكواكب هى التى تدور حولها أو فوقها، لست أدرى كيف يتخيل هو الأمر.

وأتذكر طرح أحد علماء اللغة على صفحته الشخصية فكرة اقتناعه بنظرية التطور لداروين، وكم لاقى الرجل من تجريح وتكفير واستهزاء من عدد كبير من الشعراء والكتاب والمثقفين، مع أن عددًا منهم ـ وهذا هو المثير فى الأمرـ من خلفية علمية.

المشكلة الحقيقية أن هناك من لا يستطيع إلا أن يعتمد على كتب التراث ـ التى كانت فى حينها هى المصدر الوحيد للمعرفة ـ فإن سألت أحدهم عن شىء ما ستجده لا يثق فى العلوم الحديثة التى هى أقرب ما يكون للحقيقة وأكثرها استيعابًا لمنطق الأشياء وأكثرها استخدامًا لفرضيات تحولت مع الوقت والتجربة إلى مسلمات علمية لا سبيل لدحضها.

وسوف يعود للتراث للإجابة عن سؤال حداثى ربما لم يكن له نظير فى الأزمان السابقة.

نحن ننكفئ على الماضى بصورة تدعو للشفقة وندخل فى جدل عقيم لا نخرج منه إلا مقطعى الملابس مهوشى الشعر، دون أن نحسم مسألة جدالية أو نبلور وجهة نظرٍ أقرب للحقيقة. بل نخرج وقد اتسعت المسافات بين الفرضية والأخرى اتساعًا لا سبيل لرتقه.

علينا أن نقبل الفكر والفكر المضاد ونتجادل بالتى هى أحسن، وعلينا أن ننحى الخرافة، وعلينا أن نحترم العلم، وعلينا ألا نستخدم أو نستغل الدين استغلالا عاطفيا أو نتربح منه ماديًا أو معنويًا.

وعلى الأزهر أن يتخذ دوره فى مجابهة الفكر بالفكر بعد أن يحسم داخليا بعض المسائل التى قد يختلفون فيها على الملأ، فهو الجهة الأكثر قدرة على إبداء الرأى، والأكثر تأثيرًا فى المحيط العربى والإسلامى، وهو الجهة الأكثر علمًا وانفتاحًا ومواكبة للعصر بكافة وسائله التكنولوجية والعلمية الحديثة، ورجالاته لهم من العلم الغزير والأدوات التى تؤهلهم لمواجهة كل الأفكار الظلامية أو الشاذة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ «فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon