توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ!

  مصر اليوم -

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ

بقلم - حمدي رزق

تلقيت تعقيبا على مقال «فتنة تكوين» من الشاعر الكبير «رمزى حلمى لوقا»، يطالب بدور للأزهر فى مجابهة الفكر بالفكر..

يقول: ربما لسنا فى حاجة لـ«تكوين» بل لمائة ألف تكوين، فى كافة النواحى الفكرية والثقافية والاجتماعية، ربما أصحاب هذا الفكر قد طالهم ما طالهم من استخدامهم الغلظة والشطط سبيلًا لعرض أفكارهم والتى أحدثوا بها صدمةً فكريةً بدت لأول وهلة تجرؤًا وتطاولًا على الثوابت الدينية، وخاصة مع مواكبتها لانتشار موجة من الإلحادـ الذى لا يكتفى بالوجود السرى بل أعطى لنفسه حرية التواجد العلنى التهكمى الوقح ـ ومهاجمة الأديان وهم أفرادـ غُلاة الملحدين ـ لا يمتلكون الوزن المعرفى ولا الفكرى ليؤهلهم لهذا الدور الذى يرونه دورًا تنويريًا.

هؤلاء الذين لا يمتلكون إلا بعض العلوم القشرية السطحية الساذجة، حتى إن معظم أطروحاتهم تتصف بعدم المعقولية وبها تعسفٌ واضحٌ فى الفهم لكثير من المفاهيم، وبها خلط للأوراق وقفز على البديهيات، وهذا ما جعل البعض يصنف هذا «المنتدى» كمركز أريد به أن يكون مركزًا من مراكز الإلحاد فى الوطن العربى.

نحن فى زمن انتشرت فيه ظاهرة المتاجرة بالدين ولوى أعناق الحقائق العلمية والمنطق العلمى التجريبى والمسلمات من أجل استثارة بعض العواطف الدينية الطفولية، فما زال هناك من يحاول إقناع العامة بأن الأرض مسطحةـ لاعتقاد البعض أن الأديان تنادى بذلك ـ والغريب أن هذه المقولة العبثية تخرج من علماء من كافة بقاع الأرض شرقه وغربه.

وقد وصل العبث أن يتحدى أحد المثقفين المجتمع العلمى والثقافى فى إثبات أن الأرض مسطحة، وفى أنها مركز الكون وأنها ثابتة وأن الكواكب هى التى تدور حولها أو فوقها، لست أدرى كيف يتخيل هو الأمر.

وأتذكر طرح أحد علماء اللغة على صفحته الشخصية فكرة اقتناعه بنظرية التطور لداروين، وكم لاقى الرجل من تجريح وتكفير واستهزاء من عدد كبير من الشعراء والكتاب والمثقفين، مع أن عددًا منهم ـ وهذا هو المثير فى الأمرـ من خلفية علمية.

المشكلة الحقيقية أن هناك من لا يستطيع إلا أن يعتمد على كتب التراث ـ التى كانت فى حينها هى المصدر الوحيد للمعرفة ـ فإن سألت أحدهم عن شىء ما ستجده لا يثق فى العلوم الحديثة التى هى أقرب ما يكون للحقيقة وأكثرها استيعابًا لمنطق الأشياء وأكثرها استخدامًا لفرضيات تحولت مع الوقت والتجربة إلى مسلمات علمية لا سبيل لدحضها.

وسوف يعود للتراث للإجابة عن سؤال حداثى ربما لم يكن له نظير فى الأزمان السابقة.

نحن ننكفئ على الماضى بصورة تدعو للشفقة وندخل فى جدل عقيم لا نخرج منه إلا مقطعى الملابس مهوشى الشعر، دون أن نحسم مسألة جدالية أو نبلور وجهة نظرٍ أقرب للحقيقة. بل نخرج وقد اتسعت المسافات بين الفرضية والأخرى اتساعًا لا سبيل لرتقه.

علينا أن نقبل الفكر والفكر المضاد ونتجادل بالتى هى أحسن، وعلينا أن ننحى الخرافة، وعلينا أن نحترم العلم، وعلينا ألا نستخدم أو نستغل الدين استغلالا عاطفيا أو نتربح منه ماديًا أو معنويًا.

وعلى الأزهر أن يتخذ دوره فى مجابهة الفكر بالفكر بعد أن يحسم داخليا بعض المسائل التى قد يختلفون فيها على الملأ، فهو الجهة الأكثر قدرة على إبداء الرأى، والأكثر تأثيرًا فى المحيط العربى والإسلامى، وهو الجهة الأكثر علمًا وانفتاحًا ومواكبة للعصر بكافة وسائله التكنولوجية والعلمية الحديثة، ورجالاته لهم من العلم الغزير والأدوات التى تؤهلهم لمواجهة كل الأفكار الظلامية أو الشاذة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ «فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon