توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى السماء لابس تونية بيضاء!

  مصر اليوم -

فى السماء لابس تونية بيضاء

بقلم : حمدي رزق

 اجتهدت كثيراً فى التعرف إلى اسم والدة الشهيد أندرو ألبير، يكفيها فخراً أنها أم الشهيد وكفى، وأفصحت عن سرها الصغير: «رأيته يرتدى تونية بيضاء، وقال لى لا تحزنى، وأخبرنى أنه لم يشعر بأى ألم أو عذاب، لكن فجأة لقيت روحى طالعة للسما، وقال لى: كل اللى عاوزه انكم تذكرونى على الأرض وأنا هصلى ليكم فى السما».

التونية هى الثوب الأبيض من قماش مطرز بالصلبان على الأكمام والصدر والظهر، ويرتديها الكاهن، وتكون التونية واصلة إلى القدمين وعريضة على الأكتاف لتُذكِّر الكاهن بأن يكون رحب الصدر واسع البال وديعاً حليماً وأن تكون أفعاله طبق مشيئة الله.

ورأت الأم المصرية القوية الصابرة ابنها فى تونية، وجاءت لتذكره فى الأرض، على وعد منه أن يصلى لها وللأحبة فى السماء. الصعيدية التى جاءت ترتدى لباسها الأبيض، فرحة باستشهاد ولدها، طاولت الجبال رسوخاً، وعانقت السماء رفعة، وألقت علينا من صبرها دروساً فى الإيمان والشكر.

تقول الكبيرة: «أنا فخورة انه بقى شهيد، كل ما أمشى فى الشارع بارفع راسى ويقولولى ده انتى أم الشهيد، أنا باشكر ربنا على اللى أنا فيه»، تعلق صورة الصغير «أندرو» على صدرها فخورة، صورة «أندرو» تُفرح القلب الحزين، صورة لابن من أبناء هذا الوطن، الذى تكتحل عيناه بصور الشهداء.

لله در شبابنا فى استشهادهم درساً بالدم، لا فارق بين مسلم ومسيحى، ما لم تفرقه الحياة لا يفرقه الموت فى سبيل الوطن، نزف إلى السماء محتسبين الشهيد البطل «أندرو» والشهيد البطل خالد مغربى، خالد دبابة، واحنا غلابة قوى أمام تضحياتهما العظام.

جيش الشهداء مؤلَّف من كل المصريين، كلنا جنود، وضريبة الوطن يدفعها عن طيب خاطر المصريون جميعاً، المشهد فى تجلِّيه آية، والشهيد «أندرو» جنب الشهيد «شبراوى»، فى سيناء الكل فى واحد، أولادنا فى سيناء ليسوا فى نزهة خلوية، وكل منهم يتشهد إذا أقبل المساء وأرخى سدوله، وإذا أصبح الصباح، وما الإصباح منك بأمثل، زادهم وزوادهم الشهادة فى حب الوطن، لا يفرق فى حب الشهادة عميد وعريف، مسلم أو مسيحى، شهادتهم تفجر فينا كل ما نسينا من معنى أن الكل فى واحد.

صندوق أندرو ألبير جنب صندوق شريف عمر ملفوفان بعلم مصر، مواكب الشهداء تؤذن عليها المساجد عالياً وتدق لها أجراس الكنائس، تزفها، صعد «أندرو» و«منسى» إلى السماء معاً، كما خدما معاً فى حب الوطن، تقاسما اللقمة، وشربة الماء، ونومة فى الخلاء، وواجباً يؤديانه قربى إلى الوطن، من ذا الذى يفرق بينهما فى الشهادة، الشهيد حبيب الله.

توقفت لبرهة وأنا أطالع أسماء الشهداء تُتلى على الشعب بفخار، وفاض الدمع منى، يا رب كما جمعتَ المسلمين والمسيحيين فى هذا الوطن على الحب، وجمعتَ بين «أندرو» و«منسى» فى الشهادة، اجمعنا على الحب، الحب نعمة مش خطية، شبابنا يُستشهدون محبة فى تراب هذا الوطن.

فى مصر التى أعرفها أم رائعة مثل أم أندرو ألبير، ليتنى تعرفت على اسمك وقبلت رأسك، وأم رائعة مثل «إيمان»، أم شريف عمر، ربنا يصبّرها، أُمّان تزفان عريسيهما إلى السماء، فى مصر التى أعرفها ولا يعرفونها الكنيسة قبالة المسجد، والمئذنة فى عناق مع المنارة، والشيخ فى وصال مع القسيس، وبيوت المصريين عمار بالحب.

شهادة أندرو كما شهادة خالد وعلى وعرسان، وسبقهم الشهيد البطل عبدالمنعم رياض، وترك لهم يوم الشهيد ليخضبوه بالدماء الطاهرة، شهادة لمَن ألقى السمع وهو شهيد على لحمة هذا الوطن، وما جمعه الله لا يفرقه كُهّان الفتنة والفرقة، ومهما أطلقوا من فتاوى لا تخترق درعاً، ولا تصيب هدفاً، خابت سهامهم، طوبى للشهداء.

نقلاً عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى السماء لابس تونية بيضاء فى السماء لابس تونية بيضاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon