توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سعيد أبى النحس المتشائل»

  مصر اليوم -

«سعيد أبى النحس المتشائل»

بقلم:حمدي رزق

 رحل طيب الذكر الروائى الفلسطينى «إميل حبيبى» وترك لنا رواية مهمة عنوانها «سعيد أبى النحس المتشائل» (عام ١٩٧٤).تذكرت هذا العنوان أعلاه، وأنا أطالع نبوءة الملياردير الأمريكى «بيل جيتس» عن وباء جديد يهدد البشرية خلال العشرين عامًا المقبلة، وفرصة حدوث جائحة أخرى، سواء كانت طبيعية أم متعمدة، على ما يعتقد تزيد على ٥٠٪؜. وقال بيل جيتس، لمجلة «تايم» الأمريكية، إن الوباء المقبل سينتج عنه معدل وفيات أعلى من كورونا.

بيل جيتس متشائم، لا يشبه أبدًا سعيد أبى النحس المتشائل، وكلمة «متشائل» منحوتة من كلمتين، المُتَشَائِم وَالمُتَفَائِل، نبوءة عراف أبيض، «جيتس» قالها ومضى لحال سبيله، وترك التشاؤم للمنتسبين لمنظمة الصحة العالمية، وعلى رأسها مدير منظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم جيبريسوس».

تحس أن المدير «تيدروس» يتأبط تشاؤمًا، يحمل صندوق الشرور «باندورا»، وصندوق باندورا فى الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق حُمل بواسطة باندورا يحوى كل شرور البشرية الخفية.

آخر ظهور لـ«تيدروس»، ولعله يكون الأخير، خلال مؤتمر الأمن «Globsek -2022» فى «براتيسلافا/ عاصمة سلوفاكيا»، متشائمًا قال: «لايزال هناك تهديد حقيقى وواضح بظهور نوع جديد أكثر ضراوة (من فيروس SARS-CoV-2) يمكن أن يتجنب التعرض للقاحاتنا».

عجبًا من العجب العجاب، ما إن أشرقت الحياة وخلعنا الكمامات حتى أظلمها فى وجوهنا «تيدروس»، العراف الإثيوبى، قضَّ مضْجعى، جعلنى لا أنام الليل.

هكذا حالى، صرت قلقًا مبلبلًا بعد نبوءة «جيتس»، وتقرير «تيدروس»، إحساس دفين أن «تيدروس» يستهدفنى بكلماته، كلما هدأت نفسى وسكنت مخاوفى، واشتعلت روحى بجذوة الأمل فى خلاص البشرية من الجائحة، أعادنى «تيدروس» إلى نقطة الصفر نفسيًا.

يقول، لا فُضَّ فوه: «إن نسخة خبيثة من كورونا لا تتأثر باللقاحات فى الطريق»، على طريقة «رعب أكبر من هذا سوف يجىء».

كتبت قبلًا، ومازلت أعتقد أن منظمة الصحة العالمية ومديرها الإثيوبى لا يعرفان طريق التفاؤل أبدًا، منظمة عابسة ومديرها مشمئنط، وبياناتها يلونها تشاؤم وقنوط، وتحض على الانتحار يأسًا.

«تيدروس» يستحق لقب «العَرَّاف»، سِيَّما أن نبوءته مفترض تقوم على دليل علمى طبى موثق، أخشى أن تُضم إلى مثيلاتها من نبوءات العرّافين حول العالم، العراف الإثيوبى يتأبّط شرًا.

فلتفرد المنظمة الكونية وجهها الكئيب، فليبتسم «تيدروس» وهو يقذف بجوائحه فى وجوهنا، المنظمة فى حاجة ماسّة إلى وجه مريح، متفائل، يبشر بالخير.

تُحس بأن منظمة الصحة العالمية مريضة نفسيًا، منظمة المحبطين، وجوه منتقاة من كوكب عبس، لا يكفون عن إحباط البشر ويتولون عند الغوث، متسلطين علينا، مجرد أن تفتحت مسامّ البشرية استشرافًا للأمل يداهمنا «تيدروس» بنبوءته السوداء، انتظروا متحورًا آخر.

لسان حاله يُغنى عن بيانه الكئيب، «تيدروس» يعانى من «رهاب الوباء»، سدَّ عليه منافذ الأمل، كلما ينام هنيهة يصحو ملتاعًا، قلبه واجف، وعطشان، ويهذى: الوباء، الوباء، الوباء.

أخشى أن روحًا شريرة تلبّست مدير المنظمة، لا تصدر عنه أبدًا بارقة أمل، المنظمة تحتاج إلى نقلة معنوية، من مرحلة الإحباط والتحبيط إلى مرحلة إشاعة الأمل، أقله تتشاءل على طريقة إميل حبيبى، والكلام إليكِ يا جارة.. إلى بيل جيتس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سعيد أبى النحس المتشائل» «سعيد أبى النحس المتشائل»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon