أعلاه من مفردات الحارة الإخوانية المزنوقة.. في كل قرار عفو منشور في الجريدة الرسمية، يطالع «إخوان الشيطان» قوائم الأسماء، فإذا جاءت خلوًا من قيادات وعناصر الجماعة الإرهابية، يستشيطون غضبا، ويشيطنون القرارات الرحيمة ويمسخونها، ويهيلون التراب عليها، ويشككون في معناها، ويثيرون الشك في نواياها، ويتهمون الدولة والرئاسة كذبًا بمحاباة اليساريين.
إخوان الشيطان يطبقون قاعدة ذميمة: «فيها لأخفيها»، طالما قوائم الإفراجات تخلو من أسماء قيادات الإرهابية، يقومون الدنيا ولا يقعدونها صراخًا وعويلًا.. كما تفعل «جزيرة الشيطان» على مدار الساعة ضغطًا للإفراج عن منتسبيها.
الإخوان لا يهمهم «زيد» ولا يشغلهم «عبيد» ولا نطاط الحيط، ولا حتى شباب الإخوان في السجون، يهمهم بديع والشاطر و.. و.. و.. ومن على شاكلتهم ممن تلوثت أيديهم بدماء المصريين، لا خلاق لهم ولا تشملهم مبادرة العفو.
يجأر إخوان الشيطان في منافيهم البعيدة وعبر منصاتهم البغيضة كذبًا وزورًا وبهتانًا بطلب العفو عن السجناء، ويستنفرون المنظمات الحقوقية الممسوسة والممولة في حملات ضارية للنيل من القضاء المصرى.
الدولة المصرية (وتمثلها مؤسسات الرئاسة والداخلية والعدل) لا ترهن الإفراجات بأصوات زاعقة إخوانية مأجورة، مبادرة الرئيس ليست مشاعًا، الإفراجات تتم وفق احترازات أمنية وعدلية مشددة.
وقع متوالية الإفراجات (محليا) طيب، مع التحفظ على إطلاق بعض الأسماء، وللمتحفظين وحتى الرافضين الحق تحفظًا، ومستوجب تنويرهم بفلسفة العفو على قاعدة الرضاء العام.
لاتزال بعض الحلقات الشريرة ممثلة في جماعات حقوقية تنشط (دوليًا)، ممسوسة إخوانيًا، تشوه وجه المبادرة الرئاسية المعتبرة، وتشكك في قوائم المفرج عنهم، وفق تقارير إخوانية تسمم الأجواء.
معلوم، الإخوان ومَن لفَّ لفَّهم لن يرضوا عن المبادرة، إلا إذا شملت الإفراجات قيادات الإرهابية في السجون، وهؤلاء دينوا بالجرم المشهود وفق محاكمات علنية، وهم خارج مبادرة العفو الرئاسية تمامًا كما هم خارج طاولة الحوار الوطنى.
قرارات العفو ليست سرية، منشورة تواليا في «الجريدة الرسمية»، والمعنى الكامن في قرارات العفو الرئاسية وقرارات الإفراج من قبل النيابة العامة تترجم هكذا، إذا شئنا الترجمة الأمينة، تبرهن على إرادة دولة قوية، لا تخضع لأصحاب الأصوات العالية الزاعقة الرامية إلى تسويد وجه الدولة المصرية في المحافل الدولية.
المقطوع به المبادرة تعنى بـ «شباب السجون» ممن لم تلوث أياديهم بالدماء، المبادرة تفرج عن مساجين لا عن إرهابيين، ومصر أولى بشبابها الذين تنكبوا الطريق القويم.. وإذا استقاموا، حقهم فرصة ثانية بكرم إنسانى وليس بضغط من جماعات عقورة تتربص بِنَا الدوائر لتقتنص خروجات لإرهابيين أياديهم ملوثة بالدماء.
الشاهد أن الدولة المصرية لا ترهن قرارات العفو على ضغوطات خارجية وبكائيات إخوانية، وسوابق رفض الضغوط الخارجية الممسوسة إخوانيًا قريبة إلى الأذهان، ثابتة بالقول ومعلومة للكافة وعلى رؤوس الأشهاد.
الأصوات الزاعقة على المبادرة لا تمنعنا من طلب مزيد من قرارات الإفراجات (سيما عن سجينات الرأى) وفق شروطها الأمنية والعدلية المستقرة في قوانين تتبعها لجنة العفو، والإفراجات تحاط باحترازات قانونية شديدة الصرامة، وقرارات العفو الرئاسية محكومة بالقانون، حق لكل من لم تلوث أيديهم بالدماء أو رفعوا السلاح في وجه الدولة المصرية.