توقيت القاهرة المحلي 07:15:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلد الـ ١٠٠ شهيد

  مصر اليوم -

بلد الـ ١٠٠ شهيد

بقلم:حمدي رزق

23 شهيدًا فلسطينيًا ارتقوا هذا الأسبوع إلى السماء، سماء فلسطين تظللها أرواح الشهداء، فرحين مستبشرين بنصر قريب، يقول شاعر المقاومة طيب الذكر محمود درويش: «أن تكون فلسطينيًا يعنى أن تصاب بأمل لا شفاء منه».

المقاومون الفلسطينيون- ولا نفرق بينهم نضاليًا- من سلسال الشهداء، شهداء أولاد شهداء، أحفاد شهداء، الحفيد في أثر الجد الشهيد، مقابر الشهداء تجمع رفات الشهداء على مدار العقود والأعوام.

إحصاء فلسطينى فريد من نوعه، أذاعه الجهاز المركزى للإحصاء في فلسطين في ذكرى النكبة ١٥ مايو الماضى، عدد الشهداء الفلسطينيين (والعرب) منذ نكبة عام ١٩٤٨ وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) بلغ نحو مائة ألف شهيد.. رقم يشرّف وطن.

منذ بداية «انتفاضة الأقصى» (خلال الفترة ٢٩ سبتمبر ٢٠٠٠ وحتى ٣٠ أبريل ٢٠٢٢)، ارتقى إلى السماء ١١ ألفا و٣٥٨ شهيدًا.. ويزيد.

أرقام تنير وجه فلسطين الحزينة، تبعث على الفخر والفخار والافتخار، هذا شعب المقاومين، الشعب الذي يقدم ١٠٠ ألف شهيد فداء لقضيته، ويروى بدمائهم الزكية أرضه، لن تضيع قضيته مهما طال زمان الاحتلال.

الإحصاء الفلسطينى الفريد يلفتنا إلى ظاهرة فلسطينية «الأطفال المقاومين»، وهى ظاهرة فريدة نضاليًا، وتقلق راحة الاحتلال الصهيونى، عندما يشب الطفل عن الطوق مقاوما، فثق أن للقضية شعبا يحميها، في فلسطين يهبون أطفالهم فداء للقضية.

الإحصاء الفلسطينى يقول: عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلى بلغ ٤٤٥٠ أسيرًا حتى شهر أبريل من العام ٢٠٢٢، منهم ١٦٠ أسيرًا من الأطفال، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام ٢٠٢١ نحو ٨٠٠٠ فلسطينى في كل الأراضى الفلسطينية، من بينهم نحو ١٣٠٠ طفل، أطفال لا يذهبون إلى المدارس، أطفال أسرى ومعتقلين في سجون الاحتلال.. كيف لهذا الاحتلال البغيض أن يواجه شلال المقاومين؟!.

وكما يقول الروائى الشهيد «غسان كنفانى»: «هذه المرأة تلد الأولاد فيصيرون فدائيين.. هي تخلف وفلسطين تأخذ».

وقالوا عن المرأة الفلسطينية: «يا غصنًا استعصى كسره على أقوى الرجال، وأصبحت شجرة ثابتة فوق الرمال».

ثبات المرأة الفلسطينية ورسوخها في أرضها معجزة إنسانية تتحدث عنها وتغار منها أشجار الزيتون، دمها عطر، وريحها نفس المقاومين، شجرة عتيقة، تعجب من صمودها في وجه الأنواء والأعاصير والقصف الجوى يدك البيوت فوق الرؤوس.

شجرة قوية عفيّة، صابرة محتسبة، تحمل وتنجب وترضع المقاومين، وتستشهد جوار المجاهدين، في مقدمة الصف وخلف المقاومين، وتتلقى الصدمات، وتسبل أعين أطفالها، وتودع الجثامين بزغرودة انتصار يلوح، وتعود إلى فرشتها تشحن عزيمتها وتحشد المقاومين ليوم الحرية.

تعطرت أرض فلسطين في العام الماضى ٢٠٢١ فحسب بدماء ٣٤١ شهيدًا، منهم ٨٧ شهيدًا من الأطفال، و٤٨ سيدة، وفى الأسر ٣٢ حرة، ورهن الاعتقال في سجون الاحتلال ١٨٤ فلسطينية حرة.

مثل هذا الشعب بهذه التضحيات عصىّ على الاحتواء، لا يُقهر، لا يُهزم، أرقامه المسجلة إحصائيًا ترهب الاحتلال، كلما سفكوا دمًا، نبتت في الأرض الطيبة أشجار المقاومة.. أرض فلسطين خصبة، ينبت فيها المقاومون ليلا ليستشهدوا صباحًا.. طوبى للشهداء شيوخًا وشبابًا وأطفالًا.. دمتم مقاومين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلد الـ ١٠٠ شهيد بلد الـ ١٠٠ شهيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon